تعامدت الشمس، منذ قليل، على قدس أقداس بمعابد الكرنك بمحافظة الأقصر بصعيد مصر، في تمام السادسة و45 دقيقة صباح اليوم الثلاثاء، في حضور عدد كبير من السياح الأجانب والعرب والمصريين.
وتشرق الشمس؛ في معبد الكرنك، بحيث يُرى قُرص الشمس، وهو يتوسـط البوابة الشرقية للمعبد، والتي تقع على المحور الرئيسي له، ويُمثل أقصـى الجنوب الشرقي للأفق الذي تُشرق منه الشمس، ويُحدد فلكيًا بيوم الانقلاب الشتوي.
يذكر أن ظاهرة تعامد الشمس على المعابد والمقاصير المصرية القديمة، لا تتوقف عند تعامد الشمس على قدس أقداس بالأقصر، بل تمتد للكثير من المعابد والمقاصير في محافظات تاريخية عدة بمصر.
وتعد ظواهر تعامد الشمس في المعابد المصرية القديمة، وتسلل أشعتها الذهبية لتضيء ظلمة قدس الأقداس، في معابد ومقاصير قدماء المصريين تجسيدا لـ "فلسفة النور" في مصر القديمة، وتقديس قدماء المصريين للشمس التي أطلقوا عليها اسم "رع" ورأوا فيها قوة حيوية عظيمة، وجعلوا من آمون سيد الضوء، وربطوا اسمه بالشمس فأطلقوا عليه اسم آمون رع.
وربط قدماء المصريين بين العمارة وعلوم الفلك، فأقاموا المعابد وفقا للنجوم والاتجاهات الأرضية الأصلية، واستخدمت المعابد كمراصد للنجوم وتسجيل الوقت.
وأثبتت الظواهر الفلكية التي جرى رصدها وتوثيقها داخل المعابد والمقاصير المصرية القديمة، اهتمام قدماء المصريين بالضوء وريادتهم لعلوم الفلك والهندسة، ومدى تمكنهم من تشييد معابدهم، بإعجاز فلكي وهندسي، جعل الشمس تتعامد فوق قدس أقداس كثير من المعابد، وفى أيام محددة من السنة، ليتزامن ذلك التعامد، مع مناسبات دينية وأعياد شعبية، وأحداث تاريخية، بعينها، في كل عام.