أعلنت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة القادمة 4 من جمادى الآخرة 1443هـ الموافق 7 يناير 2022، والتى ستكون تحت عنوان: "العمل شرف "، مع التأكيد على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصا أو مضمونا على أقل تقدير.
وشددت على ألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.
من ناحية أخرى، أكد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أن كثيرًا من الوسائل العصرية إنما هي حمالة أوجه، أو أسلحة ذات حدين كما يقولون ، فالسكين التي لا غنى عنها في كثير من الاستخدامات الحياتية قد صارت في أيدي بعض المتطرفين وسيلة للذبح وسفك دم البشر، والسلاح الذي لا غنى عنه في الدفاع عن الأوطان قد يصير لدى الجماعات الغاشمة والمتطرفة وسيلة للظلم والعدوان والفتك بالبشر بدون حق، وهكذا في كثير من الصناعات والاختراعات والابتكارات المستحدثة ، فوسائل التواصل ومواقعه التي ينبغي أن تكون وسيلة لبث الحكمة والمعرفة، والحوار الحضاري، ونقل العلوم والمعارف والثقافات، صارت لدى بعض الخارجين على النسق الإنساني السوي وسائل للتطرف الفكري وهدم الدول والمجتمعات، وتشويه الرموز الوطنية، وبث الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد ، وترويج الشائعات، غير أن العاقل من يأخذ خيرها ونفعها، ويتقي شرها وضرها، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، مما يستوجب ضرورة التحقق والتبين والتثبت، وبخاصة ما ينشر أو ينقل عبر صفحات ومواقع وسائل أهل الشر أفرادًا أو جماعات ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"، أي أنَّه لو لم يكن للإنسان من الذنوب سوى أن يكون بوق كلام ينقل كل ما يسمع دون تحرٍّ أو تدقيق أو تثبت لأوقعه ذلك وحده - دون سواه - في الهلاك.
وتابع: لقد لجأت الجماعات الإرهابية ومن يسيرون في ركابها أو يدورون في فلكها إلى التركيز على مواقع التواصل بعد أن نفد رصيــدهــا في الشارع وسقطـت سقوطًـا سياسيًّـا ومجتمعيًّـا وأخلاقيًّا ذريعًا ، وأنشأت ما يعرف بالميليشيات والكتائب الإلكترونية ، فتنشط نشاطًا ملحوظًا على مواقع التواصل ، وفي شراء مساحات واسعة بها وبكثير من وسائل الإعلام العالمية بتمويلات مشبوهة من دول ومؤسسات راعيةٍ للإرهاب وداعمةٍ له ، لتُفسح المجال عبر هذه الوسائل لأبواقها المضللة ، مشيرًا إلى أن المواجهة مع أهل الشر وجماعات التطرف معركة طويلة النفس لم تنته بعد ، وأن تفنيد الشائعات يحتاج إلى الدقة والسرعة والتكثيف ، وعلينا مواجهة الشائعة المتخصصة بالرأي المتخصص.