أكد الدكتور عبد الهادي القصبي رئيس منتدى البرلمانيين العرب للسكان والتنمية ورئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، أن التوقعات العالمية تشير إلى ارتفاعٍ مستمرٍ في عددِ سكانِ العالمِ لیقفزَ من 7.7 ملیار نسمة في المرحلةِ الراھنة إلى 5.8 ملیارنسمة في عام 2030 ثم 7.9 ملیار نسمة عام 2050 لیصلَ إلى 2.11 ملیار نسمةٍ عام 2100، فيما أشار إلى أن مصر تعاني من الفقر المائى، وجائحة كورونا كشفت هشاشة نظم الأمن الاجتماعي بالعالم.
قضایا النموِ السكاني
وأشار الدكتور عبد الهادي القصبي أن هذه الأرقام تضاعف الاھتمام بقضایا النموِ السكاني المتصاعدِ عالمیًا، لاسيما بعد أن عصفت جائحةُ كورونا COVID19 بالمكاسبِ التىتحققت فى مجالِ القضاءِ على الفقرِ والقضاءِ التامِ على الجوع حیث عاد 140 ملیونَ نسمةٍ إلى براثنِ الفقرِ من جدیدٍ وخاصة فى الدولِ النامیة. وعاد 800 ملیونِ شخصٍ في العالمِ للمعاناةِمن الجوع، وبطبیعةِ الحال ظھرت انعكاساتٌ سالبة على الفئاتِ المھمشةِ ونظمِ الأمنِ الغذائي وتدھورِ الخدماتِ الصحیةِ والتعلیمیة على وجھِ الخصوص.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية فى الاجتماعِ السنوي لمنتدى البرلمانیین العرب للسكانِ والتنمیة، والذى يحتضن أعماله هذا العام، مجلس النواب بحضور المستشار الدكتور رئیسَ مجلسِ النوابِ حنفي جبالي والدكتورة ھالة السعید وزیر التخطیط والتنمیة الاقتصادیة والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ونوابُا عن البرلماناتِ المصریةِ والعربیةِ والآسیویةِ والأفریقیةِ و ممثلو صندوقِ الأممِ المتحدةِ للسكان وصندوقِ الیابان الائتماني والاتحادِ الدولي لتنظیمِ الأسرة السكانِ والتنمیة.
وأشار الدكتور عبد الهادي القصبي إن قضایا التنمیةِ والسكانِ تطرحُ نفسَھا بقوةٍ على أجندةِ الاھتمامات على الصعیدِ العالمي والإقلیمي والدولي والمحلى وھو الأمرُ الذى دعى الأممَ المتحدةَ إلى تأسیسِ وكالةٍ دولیةٍ متخصصةٍ للتعاملِ مع تلك القضیةِ وتداعیتِھا، متمثلةً في 'صندوقِ الأممِ المتحدة' الذى تأسس عام 1969 ، وھو الصندوقُ الذى یلعبُ دورًا مھمًا في تحقیقِ أھدافِ التنمیةِ المستدامةِ العالمیة 2030.وخاصةً تلك الأھدافَ المعنیةَ بالسكانِ بصورةٍ مباشرةٍ كالصحةِ والتعلیمِ والمساواةِ وغیرِھا.
النزوح القسري والتھجیر الإجباري
وشدد الدكتور عىد الهادي القصبي رئيس المنتدى على المستوى العربي والأفریقي علة أهمية القضیةَ والتى تطرحُ نفسَھا فى أشكالٍ وإشكالیاتٍ عدیدة، فقد ارتفع عددُ سكانِ الوطنِ العربي من 355 ملیونَ نسمة عام 2010 إلى ما یزید على 437 ملیونَ نسمة عام 2021 ویُتوقع أن یصل إلى 520 ملیون عام.
وقال الدكتور عبد الهادى القصبى: الدول العربية والإفريقية ستواجه فى 2030، تحديات عالمية، فضلا عن النزوحِ القسري والتھجیرِ الإجباري واللاجئين والهجرة غير الشرعية وقال: جائحةِ كورونا أدت إلى تراجع الخدماتُ واتضحت ھشاشةُ نظمِ الأمانِ الاجتماعي والحمایةِ الاجتماعیة وتفاقمت مشكلاتُ الفقر والبطالة، أما على مستوى مصر فإن الدستورَ المصريَ 2014 قد لفت الأنظارَ بقوةٍ إلى أھمیةِ القضیةِ السكانیةِ وربطھا بالتنمیةِ المستدامةِ في مادتِھ رقم (41 (التي ألزمت الدولةَ بوضعِ برنامجٍسكاني یھدفُ إلى تحقیق التوازنِ بین النموِ السكاني والمواردِ المتاحة ویكتسبُ التحدي السكاني في مصرَ أبعادًا ضاغطةً على التنمیةِ السكانیة في ظل معدلاتِ نمو سكاني تتصاعد وتفوق المعدلاتِ العالمیة حیث ارتفع عددُ السكانِ من 13 ملیون نسمة عام 1920 الى 7.32 ملیون نسمة عام 1970 لیقفز الى 103 ملیون نسمة في فبرایر عام 2022 ،وھو ما یعني تحدیًا لتوفیر الخدماتِ التعلیمیةِ والصحیةِ والإنسانیةِ والاجتماعیة.
واستطرد الدكتور عبد العادى القصبى قائلا إن حصةَ المیاه التي كانت تصلُ مصرَ عام 1920 .. في ظل تعداد سكاني 13 ملیون نسمة، ھي ذاتُھا حصةُ مصر بعد أن تضاعف عددُ السكان عشرةَ أضعاف، وھو ما یعني فقرًا مائیًامحققا وقد تحملت الدولةُ المصریةُ أعباء جساما واتخذت إجراءاتٍ عدیدة كان آخرُھا أولَ أمس عندما أطلق الرئیس عبد الفتاح السیسي المشروعَ القوميَ للأسرةِ المصریةِ بھدفِ الارتقاءِ بجودة حیاةِ المواطن.
وشدد الدكتور عبد الهادى القصبى على خطورة القضیةَ السكانیةَ بأبعادِھا المختلفةِ، والتى أصبحت تشكل خطرًا داھمًا على معظمِ شعوبِ العالم.
مما یتطلبُ تضافرَ الجھودِ الحكومیةِ وغیرِ الحكومیةِ في مختلفِ دولِنا على وجه السرعة.