تقدم الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، إلى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس المجلس، باقتراح برغبة، بشأن وضع استراتيجية متكاملة لدعم إنشاء حاضنات الأفكار والأعمال لدعم ريادة الأعمال في مصر، لدورها في تحقيق التنمية الاقتصادية.
وقال 'الهضيبي'، إن ريادة الأعمال هي محرك أساسي نحو تحقيق التنمية الاقتصادية لمختلف المجتمعات، لذلك من الضروري تقديم الدعم لرجال الأعمال وأصحاب المشروعات الجديدة وذوي الأفكار الإبداعية، ومن هنا جاءت فكرة حاضنات الأفكار والأعمال لدعم رواد الأعمال، حيث تعتمد الحاضنات على تبنى الطاقات البشرية القادرة على الإبداع والابتكار لتمكينهم من إيجاد مشروعات مبتكرة ذات قيمة مضافة.
الخدمات الاستثمارية ودراسات جدوى المشروعات
وأوضح أن الحاضنات تتولى تحويل الأفكار الإبداعية لرواد الأعمال إلى مشاريع، بالتنسيق بين الحكومة والشركات، وتتولى الحاضنات توجيه رواد الأعمال من فئة الشباب نحو المسار المناسب لهم، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا والخبرات إلى الشركات الناشئة، وهو ما يساعد على تغيير ثقافة الشباب من العمل بأجر لدى الغير، إلى تأسيس مشاريع خاصة، وهو ما يساعد على خفض معدلات البطالة، وتقديم فرص لرعاية المواهب وتشجيع الابتكار، والحد من السلوكيات المنحرفة.
وأشار إلى أهمية حاضنات الأفكار والأعمال من خلال المساعدة في إقامة مشروعات إنتاجية أو خدمية تعمل على تقديم خدماتها للمجتمع، وربط المشروعات الجديدة مع السوق من خلال تكوين حلقة مشتركة بين هذه المشروعات والمشروعات الموجودة، كذلك ربط المشروعات المحتضنة داخل الحاضنة مع بعضها البعض للاستفادة من خبراتها ونقاط ضعفها وكيفية التغلب عليها، وتشجيع قيام الاستثمارات ذات الجدوى الاقتصادية التي تساعد الوضع الاقتصادي للدولة على النمو والتطور.
ولفت إلى أن حاضنات الأفكار والأعمال تتولى تقديم الخدمات الاستثمارية المتعلقة بدراسة جدوى المشروعات، وتوفير المساندة والاستشارة المالية والإدارية والتسويقية، وتقديم الدعم الفنى والمالى واللوجيستى للمنشآت الصغيرة، مع توفير التدريب الإدارى أو التقنى لعاملى المؤسسة ، وتوفير الدعم المادى والتمويل إضافة للتسهيلات القانونية.
وتابع بأنها تساهم فى توسع الشركة وربطها بالأسواق المحلية وأحيانا الدولية، ومعالجة أسباب الفشل والضعف فى المشروع الريادى كى ينجح ويستمر.
وأكد أن حاضنات الأفكار والأعمال لا تحظي باهتمام كبير داخل مصر رغم توجهات الدولة المصرية نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة، من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، مطالبا الحكومة بالأخذ بالأساليب والمستجدات التقنية الحديثة لتعميق فكر العمل الحر والمساهمة في تطوير المؤسسات الصغيرة من خلال توفير التكنولوجية الملائمة، وفرص تدريب جادة، وتوفير معلومات عن السوق لرواد هذه الأعمال، مع توفير طرق آمنة للتمويل.
وأوضح أنه يمكن للحاضنة الواحدة أن تستوعب ما يزيد عن 30 مشروعا، يستمر العمل عليها لمدة 3 سنوات، ويحتفظ أصحاب الأعمال بعلاقة انتساب بالحاضنة بعد التخرج، مشيرا إلى أن تكلفة الحاضنة الواحدة تبلغ 3 ملايين جنيه ، لتأهيل رواد الأعمال وتدريبهم وتقديم الدعم التكنولوجي لهم.
ولفت الهضيبي، إلى عدد من المعوقات التى تواجه عمل الحاضنات في مصر، منها غياب ثقافة ريادة الأعمال والجهل بعمل الحاضنات، ونقص القوى العاملة المؤهلة لتقديم برامج تدريب لرواد الأعمال، وغياب البيئة التشريعية التى تدعم ريادة الأعمال.
وطالب الحكومة بوضع استراتيجية متكاملة لدعم إنشاء حاضنات الأفكار والأعمال لدعم ريادة الأعمال في مصر، لدورها في تحقيق التنمية الاقتصادية.