قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن سد النهضة لا يمثل أزمة كبيرة ولا توجد مشكلة فنية حقيقية، مشيرًا وإنه بشيء من المفاوضات وحسن النية والعلاقة الطيبة يمكن الوصول لحل.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، في حديثه لـ "أهل مصر": "لا أستبشر خيرا بموقف الحكومة الإثيوبية الراهنة لكونها لديها مشاكل داخلية تجعلها تستخدم سد النهضة لخلق النزاعات ولتهدئة الجبهة الداخلية".
وتابع: "سد النهضة ليس لحجز المياه، وإذا كان لذلك فإثيوبيا لاتستخدم نظم الري المعروفة لدينا، والسد لديها في الشمال والمياه في الجنوب، ولكى تنشئ نظاما للري لا يمكنها الاستفادة من مياه السد، وهي ليست طامعة في مياه النيل الأزرق بل ترغب فب إنتاج الكهرباء ولا مانع في الوقت الحالي أن "تنكد" على مصر والسودان.
وفيما يخص الملء الثالث وحجز المياه، قال: "لا أعتقد ذلك لأن المياه تكون أكبر من قدرة السد الاستيعابية، وبالتالى تضطر إثيوبيا لفتحه حتى لا ينهار"، مضيفًا: "إنه لكى يولد كهرباء لابد أن يمرر المياه في التوربينات لتشغيلها، وفي حالة حجز المياه أين يتم تصريفها خاصة أنها لا ترجع للجنوب".
وقال: "هناك مشكلتان في الملء أولهما في تعثر التوربينات والسد لا يستطيع تحمل المياه، وهيضطر يصرف المياه على تجاه مصر والسودان، فاقترحنا عليهم عمل فتحات لمنع الضرر، والمشكلة الثانية أنهم قرروا فجأة بدون قرار سياسي مضاعفة حجم السد من 42 متر إلى 70 متر، مما يؤدي إلى وجود ضغط مياه على التربة في هذه المنطقة مما يخلق زلازلا قد لا تتحمله على الإطلاق وإذا أدت إلى انهيار السد نتعرض لكارثة بيئة وإين يتم تصريف المياه".
واستكمل: "مصر بذلت جهودا كبيرة في توشكي ووادي النطرون وغيرهما، وفي حالة خروج المياه بشدة نستطيع استيعابها في الصحراء الغربية، فالحكومة المصرية تتعامل بهدوء شديد لحفظ حقوقها ومعالجة الأمر، ووزير الخارجية سامح شكري، بتصريحاته مع نظيره بجنوب أفريقيا طالب بشدة بوجود نظام تعاقدي وإلزامي للجانب الإثيوبي بشأن كيفة استخدام سد النهضة".
وقال: في حالة قلة المياه في مصر وتقليل الزراعة قدر الإمكان، فالسعودية والدول الخليجية تفعل ذلك وتستورد ولديها دخل من النفط يجعلها تقضى حاجاتها، فلابد من عمل دخل من الصناعة والخدمات، من أجل توسيع الدخل القومي من البلاد، ومش هنموت بسبب سد النهضة وقلة المياه".
وأثنى على دور مصر في ترشيد استهلاك المياه والمشروعات القومية لتبطين الترع والتحول للري بالرش والتنقيط وتحلية مياه البحر، وزراعة محاصيل على المياه المالحة ومعالجة التربة مما يوفر 8 مليارات متر مكعب من المياه".