عقد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ورشة عمل بحضور نخبة من ضيوف مصر المشاركين في المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وخلال اللقاء وجه جمعة الشكر للحضور من المشاركين بالمؤتمر على إجابة الدعوة، موجهًا الدعوة للجميع أن يجتهد كل في مجاله فالطبيب يجتهد في الطب، والمهندس يجتهد في مجال الهندسة، والكيميائي يجتهد في تخصصه، والمهني يجتهد في مهنته، والدين له رجاله وقواعده التي لا بد من مراعاتها لتحقيق الغاية من التشريع، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا بين العالم والواعظ والبكاء والفقيه، فإطلاق كلمة عالم على شخص لم يستوف مقومات العلم ولَم يمتلك أدواته شيء خطير، ربما يصل إلى حد الجناية على العلم أو في حقه، فالعالم عالم، والفقيه فقيه، والمؤرخ مؤرخ، والواعظ واعظ، والنسابة نسابة، وقد ظهر على مدار تاريخنا الطويل طوائف من الوعاظ، والوعاظ البكائين، ومن القصاص، والحكائين ، والمنشدين، والقراء، يحاولون تسويق أنفسهم على أنهم العلماء الربانيون أو الدعاة الجدد.
وأكد أن الاجتهاد ضرورة في عصرنا الحاضر لكثرة ما نواجهه من مستجدات، ومنها قضية العملات الافتراضية وقضايا البيئة التي تنالهما المؤتمر في كثير من بحوثه.
وخلال مداخلة للدكتور أسامة العبد أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر الأسبق ووكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، أشار إلى أن هذا اللقاء بهذه الكوكبة من العلماء على مستوى العالم الإسلامي فرصة طيبة، فالاجتهاد في هذا العصر من العلماء الأجلاء هو جهاد في مطلوب شرعي، في كل المجالات التي يحتاجها المجتمع ومنها قضايا المناخ التي تعم العالم بأسره وهو مسئولية العلماء الأتقياء الذين يخافون الله (تبارك وتعالى) في ما يقولون وما يفعلون.
وخلال مداخلة للدكتور رضوان السيد المفكر الكبير وعميد الدراسات العليا في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في أبو ظبي، قال إنه منذ عشرات السنين يقيم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية هذا المؤتمر العظيم شديد الأهمية والذي يتابع أحداث العصر والمستجدات ويحاول أن يفكر فيها ويجد لها الحلول بطريقة جماعية مراعيًا مقاصد الشريعة وأهدافها العليا والسامية، وأن الاجتهاد بذل الجهد في موافقة مراد الله (سبحانه وتعالى)، وعلى المسلمين أن يفكروا في هذه المسائل بالمنهج الصافي التشاوري الكبير سواء في الاجتهاد الفردي أو الجماعي، وهذا ما يقوم به المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لإيجاد بيئة صالحة لهذا الاجتهاد.