تشكل الدروس الخصوصية أزمة مع بداية كل عام دراسى، لأنها تمثل عبأ حقيقيًا على الأسر المصرية، ولابد من التصدى لها بشكل حاسم، خاصة أنها تلغى الدور الذى من المفترض أن تقوم به المدرسة، ويصبح الاعتماد الكامل على مراكز الدروس الخصوصية، كما أن نشاط هذه المراكز يهدر أموالا كثيرة على خزينة الدولة.
مع قرب موعد بدء العام الدراسي الجديد، ومع تولي وزير جديد لوزارة التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي، طالب النواب، الوزير بضرورة مواجهة تلك الظاهرة التي تستنزف جيوب المصريين، عبر التوسع في إقامة المجموعات المدرسية للتقوية، وكذلك محاولة تغيير ثقافة الأسرة المصرية حول تلك 'الآفة' عن طريق وسائل الإعلام.
وكيل لجنة التعليم بالنواب: على الوزارة الاستعانة بمجموعات التقوية المدرسية
وقالت الدكتورة منى عبدالعاطي، وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب، إن ظاهرة الدروس الخصوصية هي آفة كل عام دراسي، لكن الدولة بدأت في اتخاذ إجراءات قوية لمواجهة تلك الظاهرة عبر نقطيتين وهي الاهتمام بالمدارس عبر التوسع في إنشاء المدارس والفصول الدراسية وبالتالي تخفيف الكثافة في الفصول، والنقطة الثانية هي الاهتمام بالمعلم، إذ أعلنت الحكومة بناء علي توجيهات الرئيس السيسي تعيين 150 ألف معلم خلال 5 سنوات وبدأت بـ30 ألف معلم وستكون الأولوية للتخصصات التي بها عجز خاصة مراحل رياض الأطفال.
برلمانية: تقلل من قدرة النظام التعليمي والتدريسي
فيما اعتبرت د. جيهان البيومي عضو لجنة التعليم أن ظاهرة الدروس الخصوصية تقلل من قدرة النظام التعليمي والتدريسي على الاحتفاظ بثقة وتركيز واهتمام الطلبة بالمدرسة باعتبارها مؤسسة تعليمية تسعى وتهدف إلى القيام بتأدية رسالتها على أفضل صورة وعلى أكمل وجه.
وقالت د. جيهان البيومي، إن ظاهرة الدروس الخصوصية تسبب مجموعة من الأعباء الاقتصادية والتي تكون مترتبة على أولياء الأمور والتي يتوجب عليهم توفيرها كما تشكل ظاهرة الدروس الخصوصية خطورة كبيرة من حيث أنها لا تتيح للطلبة إمكانية الحصول على الفرص المتكافئة وذلك من الناحية التحصيلية والتي تؤثر على مستوى سلوكهم إذ تبعدهم عن طبيعة الجو الصفي وتقلل من مستوى المشاركة الجماعية في دروس المدرسة وبالتالي تؤثر هذه الظاهرة على قدرتهم على التكيف الاجتماعي وعلى إمكانية التفاعل مع المعلم أثناء التدريس الأمر الذي يؤدي ويدفع إلى فقدان ثقتهم في مستوى المدرسة كمؤسسة لها مجموعة من الأهداف التربوية والأهداف الاجتماعية.
وأكدت 'البيومي'، أن ظاهرة الدروس الخصوصية من أهم التحديات أمام الإدارة الحالية للوزارة، وعليها إيجاد الأسباب الحقيقية لظاهرة الدروس وإرجاع الثقة بين الأسر والمدارس قائلة: 'المشكلة مشتركة بين أسرة فاقدة الثقة ونظام اجتماعي يعمل على تعظيم تلك المشكلة وأيضا اقتصاديات المدرس تحتاج إلى مراجعة وهو ما بدأ بخطوات وقرارات فعلية منذ تولى الوزير رضا حجازي لحقيبة وزارة التربية والتعليم.
برلماني يطالب بسرعة تعيين الـ30 ألف معلم قبل بدء الدراسة
وطالب النائب رياض عبدالستار، عضو مجلس النواب، بالاهتمام بالبنية التحتية والأساسية الخاصة بإدخال جميع وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات داخل مختلف المؤسسات التعليمية، مضيفة: 'الدروس الخصوصية آفة كل عام ووزارة التربية والتعليم مطالبة بحلول واقعية .
كما طالب النائب، الدكتور رضا حجازي، بسرعة تعيين الـ30 ألف معلم قبل بدء العام الدراسي، وإلزام الطلاب بالحضور للمدرسة، مشيرًا إلى أن الغياب عن المدرسة واللجوء إلي الدروس الخصوصية أمر سيء فالحضور للمدرسة أمر ضروري.
وطالب 'رياض' الوزير بالعمل على وضع نظام جديد للثانوية العامة للقضاء على الأزمة التى تسببها الثانوية العامة للأسر المصرية، موضحًا أنه سبق وأعلن رفضه لمنظومة تطوير التعليم التى أعلن عنها الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى السابق، حيث إنها لم تحل أزمة الثانوية العامة بل زادت من حدتها فى ظل القرارات المتخبطة بين الامتحان الورقي والإلكتروني.
وشدد على ضرورة السعي نحو تطوير وتحديث العملية التعليمية بشكل منظم وميسر حتى لا يثقل كاهل المواطنين، ويحدث بلبلة في المجتمع مطالبًا بضرورة إلغاء الامتحان الإلكتروني والالتزام فقط بالامتحان الورقي.