تستعد مصر والإمارات للاحتفال بمرور 50 عاما على تاريخ العلاقات بينهما، تلك العلاقات التاريخية العميقة القائمة على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، حيث يحظى البلدان بحضور ومكانة دولية بارزة، خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة.
وترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اجتماع مجلس الوزراء في قصر الوطن في أبوظبي، وقال: "استعرضنا 50 عاماً من العلاقات الإماراتية المصرية المتميزة والمستقرة، والتي يرعاها اليوم أخي رئيس الدولة والرئيس المصري".
ومضى قائلا: "ووجهنا بتنظيم احتفاليات خاصة احتفاءً وترسيخاً لهذه العلاقات الأخوية العربية الاستثنائية الممتدة عبر 50 عاماً.. حفظ الله الإمارات ومصر"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
الإمارات ومصر أرضا وشعبا واحدا
وتتضمن الاحتفالية أجندة من الفعاليات المتنوعة، التي تُنظم على مدار 3 أيام في القاهرة، خلال الفترة من 26 إلى 28 من شهر أكتوبر الجاري، بهدف الاحتفاء والأعتزاز بالعلاقات الأخوية الراسخة التي تربط مصر بدولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، والاحتفاء بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس العلاقات المتميزة بين البلدين، واستعراض مسيرة الشراكة والإنجازات التي تحققت خلال 50 عاما في المجال الإقتصادي والاجتماعي والثقافي، وغيرها من المجالات.
وتمتد الاحتفالية على مدى 3 أيام، حيث تتضمن:
اليوم الأول استعراض العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأهم محطات وتجارب النجاح في هذا المجال.
فيما يُنظم في اليوم الثاني عرض لقصص نجاح القطاع الثقافي والإعلامي، وأبرز المشروعات والمحطات في الجوانب الرياضية والفنية والثقافية وغيرها.
وتُختتم الاحتفالية في اليوم الثالث بحفل فنيّ ثقافيّ ضخم يحضره أكثر من 7 آلاف شخصية.
من جانبه، قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن الحكومة المصرية حريصة، من خلال هذه الاحتفالية، على تأكيد عمق العلاقات الاستراتيجية مع دولة الإمارات، وإبراز مدى التميز والخصوصية التي تجمع البلدين، وإن هناك امتدادا شعبيا إلى جانب التعاون الحكومي، وتفاهما سياسيا وتوافقا في الرؤى بين قيادتي البلدين، وهناك توجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتعزيز أطر التعاون بين البلدين.
وأكد مدبولي أن الحكومة المصرية تتطلع لاستقبال الإخوة الإماراتيين، المشاركين في هذه الاحتفالية، بكل الود، كما أنها حريصة على أن تخرج الاحتفالية بمستوى رفيع يليق بعمق علاقة البلدين شعبًا وحكومة.
مصر والإمارات تتسمان بالوعي الاستراتيجي
ويقول الدكتور طارق البرديسي، المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية، إن العلاقات التاريخية بين البلدين أصبحت أكثر قوة ومكانة في عهد الرئيس السيسي، وهناك دعم خليجي للدولة المصرية بعد 30 يونيو 2013، متمثل في دعم الإمارات لها، ومن ثم تشكلت نواة صلبة بين القاهرة وأبو ظبي، وتشكلت رؤية عربية تجاه مختلف القضايا وضرورة الابتعاد عن لك موجات التطرف والارهاب ودعم فكرة الدولة الوطنية المستقلة.
وأضاف البرديسي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدول العربية ساندت المصريين بتقديم المليارات والقروض ودعم الاحتياطي النقدي المصري، إضافة إلى الاستثمارات، حيث إن مصر أرض الفرص الواعدة للمنح والاستثمارات، كما أن العرقات المصرية الإماراتية تعد علاقات أخوية قائمة على الدعم والمساندة والاستفادة المتبادلة بينهم.
وأشار إلى أن مصر والإمارات قادرتان على إعادة وضبط الاستقرار مرة أخرى في هذه المنطقة واستقرار اقتصاد الإمارات الذي ينعكس بلا شك على مصر والأمة العربية بأكملها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي.
وتعود العلاقات بين البلدين إلى ما قبل عام 1971، الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات، واستندت العلاقات بين البلدين إلى أسس الشراكة الاستراتيجية منذ ذلك التاريخ.
مصر والإمارات تنظمان احتفالية بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات المشتركة.. ونواب: تربطهما علاقات عميقة الجذور وتعاون اقتصادي كبير لتحقيق التنمية المستدامة
50 عامًا من العلاقات.. محمد بن راشد يغرد: حفظ الله مصر والإمارات
خصوصية العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي
وسبق وشهدت أبو ظبي قمة جمعت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والملك حمد بن عيسى آل خليفة، العاهل البحريني، حيث بحثوا خلالها التعاون وتنسيق المواقف تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، إضافة إلى آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والتحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة العربية.
ووصلت خصوصية العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي ذروتها خلال الفترة الحالية، فقد شهدت تطورًا كبيرًا ونوعيًا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، ونموًا ملحوظًا في معدل التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
ويحرص المسئولون في القاهرة وأبو ظبي على الزيارات المتبادلة، فقد جمع بين الزعيمين عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أكثر من 25 لقاءً، وذلك في الفترة من 2014 حتى يوليو 2021.
هذه الأرقام تعكس عمق واستثنائية العلاقات المصرية الإماراتية التي تمتد جذورها إلى الراحل العظيم الأب المؤسس الشيخ زايد آل نهيان، لتزداد عمقًا ورسوخًا في عهد الرئيس السيسي وسمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات وولي عهده الشيخ محمد بن زايد؛ لتصبح النموذج الأبرز للعلاقات العربية ــ العربية القادرة على مواجهة جميع التحديات في مختلف المجالات.
وبدأت الزيارات بين البلدين في فترة تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة السيسي للإمارات للمشاركة فى أعمال "القمة العالمية لطاقة المستقبل"، استقبله خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
بحث الجانبان مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز وحدة الصف العربي لمواجهة التحديات السياسية، والاقتصادية والأمنية.
وفي أكتوبر ٢٠١٥، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للإمارات، استقبله خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتطرق اللقاء إلى أهمية متابعة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتدارك الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعي.
لاشك أن نجاح العلاقات العربية سيؤدي حتما إلى منع التدخلات الخارجية في شئون المنطقة، وبالتالي إعادة الاستقرار إلى البلدان العربية التي تضررت كثيرا نتيجة هذا التدخل خاصة سوريا واليمن والعراق وليبيا.