اعلان

محمود بكري يقدم «رؤية لترسيخ قيم الشخصية المصرية» في «الشيوخ»

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

ناقشت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، خلال اجتماعها يومي الأحد والإثنين، التقرير المقدم من النائب محمود بكري عضو اللجنة بعنوان 'رؤية لترسيخ قيم الشخصية المصرية كأحد مرتكزات الأمن القومي'، تناول فيها التغيرات التي طرأت على الشخصية المصرية، خاصة بعد مشاهدته مصر من أحداث أعقبت أحداث 25 يناير 2011، مطالبًا بتشكيل هيئة مستقلة لبناء الإنسان لصياغة رؤية استراتيجية لمواجهة ماتعرضت له الشخصية من تشويه.

وقد جاء نص التقرير كما يلي:

مقدمة:

- احتلت دراسة الشخصية مكانة مهمة، وتعرف الشخصية بأنها محصلة عدة عوامل تعمل في وحدة متكاملة تنتج من تفاعل عدة سمات جسمية ونفسية وتحدد أسلوب تعامل الشخص مع مكونات بيئته.

- كما أنها ذلك النظام الدقيق المتماسك، المتفرد الديناميكي لمجموعة الصفات الثابتة نسبيًا، والتي يمكن التكهن بها أيضًا للسلوك الإنساني وللتفكير البشري، تلك المكونة للإنسان الفرد في تفاعله مع الآخرين، والمؤسِسَة لاستجاباته المختلفة لشتى المؤثرات الاجتماعية المحيطة به.

جانب من اللقاء

ويعتبر الاهتمام بشخصيات أبناء المجتمع مسألة بالغة الأهمية في وقتنا الحاضر، لذا نرى التسابق بين مختلف دول العالم للإسهام في تربية الإنسان المطلوب وإعداده لهذا العصر.

والشخصية المصرية في قيمها وسلوكها انعكاس للبناء الاجتماعي الذي نعيش فيه، ومن ثم فليست لديها خصائص ثابتة ولكن خصائصها مرنة تقبل التطويع وتحقق لها قدر عال من التكيف.

وقد تميزت الشخصية المصرية على مر عصور طويلة بسمات كانت أقرب إلى الثبات، ولذلك يعتبرها العلماء سمات أصيلة، وذلك لتمييزها عن سمات فرعية أو ثانوية قابلة للتحريك مع الظروف الطارئة، فالمصرى تميز بكونه: ذكيًا، متدينًا، طيبًا، فنانًا، ساخرًا، عاشقا للاستقرار.

وكان هذا يشكل الخريطة الأساسية للشخصية المصرية في وعي المصريين ووعي غيرهم، وقد أدى إلى الثبات النسبي لهذه السمات ارتباطها بعوامل جغرافية ومناخية مستقرة نسبيًا.

وقد حدثت تحولات نوعية فى بعض السمات وتحولات نسبية فى سمات أخرى , فمثلا استخدم البعض ذكاءه فى الفهلوة , وتعددت صور التدين بعضها أصيل وبعضها غير ذلك , وقلت درجة الطيبة وحل محلها بعض الميول العنيفة أو العدوانية الظاهرة أو الخفية , وتأثر الجانب الفنى فى الشخصية تحت ضغط التلوث والعشوائيات.

وزادت حدة السخرية وأصبحت لاذعة قاسية أكثر من ذى قبل وأحيانا متحدية فجة جارحة , أما عشق المصرى للإستقرار فقد اهتز كثيرا بعدما أصبحت البيئة المصرية طاردة نحو الخارج بحيث أصبح حلم كثير من الشباب السفر إلى أى مكان لتحقيق أهدافه بعد أن أصبح متعذرا تحقيق الآمال والأحلام على أرض الوطن.

وبناء على ما سبق يمكن القول أن شخصية المصري تغيرت وفقاً واستجابة لتغيرات بيئته المحيطة، تلك البيئة التي تشكل في مجملها ذلك الجوّ المحيط الذي يترعرع فيه الطفل وينشأ: البيت، الأسرة، الجيران، الحي، الأقارب، المدرسة، الشارع، المجتمع، الوطن.

من ناحية أخرى ، فقد صاحبت أحداث يناير تغيرات جذرية على الشخصية المصرية من الاتجاه نحو الفوضوية وعدم الفهم السليم للحرية، وتحول مفهوم النقد إلى السخرية، وتحدث الغالبية في أمور غير مدركين لها أو مهيئين لأبعادها، وتجاوز القانون وحرق وتخريب مؤسسات الدولة، مما أدى إلى اهتزاز البيئة القيمية للمجتمع المصري.

إضافةً إلى تأثر الشخصية المصرية نتيجة الفترة الانتقالية الصعبة التي صاحبت أحداث يناير، من سقوط النظام السياسي وما صاحبه من تدهور للوضع الاقتصادي وانخفاض في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وعجز كبير في الموازنة، وانخفاض قيمة العملة المحلية، وارتفاع سعر الدولار وارتفاع معدلات التضخم، وهروب رجال الاعمال المحليين إلى الخارج، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وانخفاض مستوى المعيشة نتيجة الحالة الاقتصادية للدولة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

علاوة على أن أحداث يناير خلقت حالة من الذعر لدى المواطنين، وعدم شعور المواطن المصري بالأمان، وضعف الانتماء لديه نتيجة حالة الفوضى، بالإضافة إلى زيادة معدل الجريمة وانتشار السرقة ومظاهر البلطجة في الشارع المصري، وانتشار الجرائم المستحدثة التي لم تكن معروفة من قبل كالعنف والتحرش وخطف الأطفال والتنمر واللامبالاة وعدم احترام خصوصيات الآخر ولا حرماته. كما شهدت تلك الفترة زيادة في الاعتصامات والاحتجاجات والمطالب الفئوية، والضغط على صانعي القرار خلال هذه المرحلة الانتقالية على قبولها برغم الوضع السيء وعدم تحمل الموازنة العامة للدولة على تحمل كل هذه المطالب الفئوية.

وهذا إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي والتي كانت منصة الدعوة لأحداث يناير، بالإضافة لكونها منصة إطلاق الشائعات والتحريض على العنف والتخريب والتنمر، حيث لا ننسى في هذه الفترة أن داومت القوات المسلحة المصرية على إرسال رسائل نصية قصيرة على الهواتف المحمولة تحث فيها الشعب المصري على “ضبط النفس والحفاظ على مقدرات الوطن، علاوة على أن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفئات الشعب المصري وخاصة الشباب والأطفال بدون وعي ورقابة أدى إلى تفكك الأسرة المصرية وتغيير المفاهيم الأساسية المعروفة عن التنشئة والتي طالما تميزت بها الأسرة المصرية وكانت بها الأكثر تماسكًا وثباتًا.

خلاصة ما سبق أن السنوات التي أعقبت أحداث 25 يناير 2011 أثبتت أن الشخصية المصرية فقدت تكاملها الداخلي ، وساد التناقض والإزدواجية بين الملامح الاساسية لمفرداتها التقليدية وذلك وفقًا لما شهدته الأنساق المجتمعية من تراجع وتشوه في كافة مبادئها . كما رصدت الدراسات السوسيولوجية أيضًا شيوع ما يسمى بأزمة الفساد الأخلاقي والتسيب واللامبالاه ، وعدم الانضباط والفوضى الأخلاقية وعدم الالتزام وزيادة حدة العنف والتطرف بأشكاله المختلفة وظهور أنواع مستحدثة من الجرائم التي كان لها انعكاساتها على بنية الشخصية المصرية ، فأصابتها بالتشوه والسلبية فأصبحنا نبحث عن ملامح المصري الأصيل ' الشهم ، الجدع ، ابن البلد' وكأنه أصبح إنسان ذا وجه بلا ملامح.

الطبيعة الحالية للشخصية المصرية والأمن القومي المصري

إن ما مرت به مصر من ثورات متتالية ومن أزمات اقتصادية، وبحسب ما ذكره غالبية علماء الاجتماع، جعلت الشخصية المصرية لدى غالبية عامة الشعب تميل إلى الشخصية الثورية، حيث يشعر المصري في قرارة نفسه بالنقمة والسخط على الأوضاع التي توجد التمايز والتفرقة الطبقية أياً كان نوعها، ومهما تكن دوافعها ومبرراتها، لذلك عنده شعور دائم بعدم الاعتراف بالسلطة والتنكر لها في أعماق الشعور. وبعد أحداث 25 يناير عندما اهتز وضع الأمن والشرطة وفقدت الدولة هيبتها بعد حكم الإخوان أدى ذلك إلى تكوين الشخصية الفوضوية. إن التعامل مع شخصيات مثل هذا النوع بسبب التبعات السياسية والأزمات الاقتصادية، يزيد من التحديات التي تواجه الدولة المصرية والأمن القومي المصري.

ويعد بناء الإنسان هو التحدي الأقوى الذي تواجهه الدولة في ظل سيطرة السوشيال ميديا على عقول الشباب والأطفال، فإعادة بث القيم والأخلاق في المجتمع أمر ضروري، لكى تتطور بما يليق بمتطلبات العصر والإنسانية مع الحفاظ على هويتنا المصرية، فتحطيم التابوهات القديمة والبدء فعليًا فى إعادة صياغة فكرة بناء الشخصية المصرية، وتحديد هويتها الخاصة بعيدًا عن التقليد الأعمى والجرى وراء بنات أفكار أبناء الغرب.

الهدف من معالجة الموضوع:

- بناء الشخصية المصرية الوطنية أحد أهم التحديات التى تواجهنا جميعا فى مختلف مؤسسات الدولة ، فقد أصبح واضحا للعيان تطور أشكال الحروب الحديثة من معارك الجيوش النظامية إلى حروب الجماعات والميليشيات المرتزقة ، ثم الحروب التكنولوجية وبسط النفوذ من خلال الفضاء السيبرانى وانتهاء بالحروب على أدمغة الكتل الكبيرة من الجماهير وتحريكها بالريموت كونترول لتدمير أوطانها أو تحقيق أهداف أعدائها وهى تتبنى الشعارات البراقة، ظنا منها أنها تحسن صنعا ، ولم يكن للأعداء أن ينجحوا فى تحقيق أهدافهم الخبيثة والانتصار فى حروبهم الحديثة التى يشنونها وفق برامج علمية مدروسة ، لولا ضعف بناء الشخصية الوطنية وتجاهل مؤسسات الدولة العمل المكثف على هذا الهدف خلال العقود الماضية.

- إن بناء الأنسان هو أحدى أهم ركائز الاستثمار القوى للنهوض بأى دولة بعد مرحلة ركود ما خاصة إذا كانت هذه الدولة هى من أعظم الدول التى وهبها الله حراسته الألهيه ووهبها قادة مخلصة محبة تعمل علي إعادة البناء الداخلي والخارجي لتصبح من عظام الدول على مستوى العالم اقتصاديا وتكنولوجيا وسياسيا وسياحيا وعلي كافة الأصعدة المختلفة.

- الآثار السلبية لاهتزاز وتراجع قيم الشخصية المصرية على الأمن القومي، فالأمن القومي للمجتمع ينهار إذا أصاب الإنهيار بنية الثقافة والقيم ، بسبب الاختراق الثقافي الذي قد يصدر عن الخارج ، ويفصل البشر عن ثقافتهم، أو أن تسود حالة من عدم التزام البشر بمنظومات القيم السائدة والمعايير المشتقة منها.

الجديد الذي سيخرج به هذا التقرير

- إظهار مداخل الخلل في قيم الشخصية المصرية وتأثيراتها على الامن القومي المصري.

- تقديم مقترحات وتصور مقترح لترسيخ وتعزيز قيم الشخصية المصرية وإعادة بناء الإنسان المصري ، لتوجيه اهتمام الجهات المسئولة نحو إجراءات معالجة الخلل في قيم الشخصية المصرية.

العوامل والمتغيرات التي أثرت سلبًا على قيم الشخصية المصرية

1- اختلال النسق القيمي والأخلاقي في الثقافة المصرية ، حيث اختلطت المعايير وتداخلت الأحكام وغابت المرجعيات ، وحلت منظومة الفساد الأخلاقي محل منظومة القيم . ويكشف الحصاد الثقافي الناتج عن التحولات الاجتماعية، أن ثمة مظاهر عديدة لحالة الإنهيار القيمي ، تشير جميعها إلى مجتمع فقد قيمه ومن ثم قواعده المنظمة للسلوك ، فأصبح السلوك عشوائيًا.

2- غياب 'الثقافة العلمية' ليس فقط بين الجهلاء وعامة الناس، وغنما بين المثقفين وتجلت مظاهرها في انتشار الفكر الخرافي ، ومناقشة قضايا عفا عليها الزمن تعكس مدى التخلف العلمي والمعرفي.

3- الحداثة الغربية وانعكاساتها على الهوية الثقافية للمجتمع ، حيث أن التغيرات التي لحقت بالشخصية المصرية قد حدثت بعد دخول الأنماط الحداثية الجديدة في أساليب الحياة والإنتاج ونظم الدولة والأطر الثقافية. هذه الحداثة ليست صنيعة الشعب المصري وإنما صنعتها النخب السياسية والاجتماعية .

ولعل من مظاهر الحداثة الغربية التي انعكست على الأطر الثقافية والقيمية للمجتمع المصري، ومن ثم صبغت الشخصية المصرية بصبغتها – الإبادة الثقافية- وأبسط صورها محو ذاكرة الشعوب التاريخية بتبني قيم وثقافات تتناقض مع قيم وثقافة المجتمع الأصيلة.

4- تراجع دور المؤسسات الدينية وجمود الخطاب الديني ، كما أن الخطاب الديني خاصة في المساجد لم يطور نفسه ، فاقتصر على الخطب التقليدية منعزلًا عن الواقع ومشكلاته ، وتوقف عن التجديد والاجتهاد، مما أدى لإزدياد الفجوة بين النص والواقع.

5- تراجع دور المؤسسات الثقافية ، مما أسهم في حدوث عدم ثقة لدى المواطن في تلك المؤسسات المعنية بتوعية المجتمع ، مما دفع المصريين إلى التكيف النفسي مع القيم الجديدة . وتموج الحياة الثقافية في مصر بالتناقض بين مختلف التيارات تتنازع عقل المواطن، والمفترض مثلًا أن النظام التعليمي يعمل على تكوين عقليات لديها قاسم مشترك في الثقافة والتعليم، غير أن الواقع الحالي يقوم بتخريج أجيال مختلفة التفكير والمرجعية ، كما أن التعليم نفسه يعاني من تلك الازدواجية ، فهناك مدارس حكومية واخرى خاصة ودولية ، هذه الإزدواجية أضعفت بنية المجتمع وشخصيته القومية.

6- إزدواجية الشخصية المصرية وشيوع حالة الإنفصام المجتمعي، فأنتجت حالة من الاضطراب الفكري واختلاف نظرة المجتمع للقيم الأخلاقية عن ذي قبل ، فأصبح الحكم على القيم بالمظهر مما يدفع البعض إلى أن يسلك سلوكيات شكلية لإرضاء المجتمع.

7- عدم وجود فلسفة تربوية وتعليمية واضحة المعالم ، مما يعني غياب الرؤية التي تحرك العمل التربوي نحو غاياته .

8- تخلى الإعلام عن دوره التوعوي، ليصبح تجاريًا مما ساهم في ضياع الشخصية المصرية، كذلك عدم انتقاء مقدمي البرامج الذين يظهرون على الشاشة وجلوس كفاءات في المنزل، وعدم تطبيق معايير اختيار المذيعين من حيث الشكل والمضمون والثقافة.

أسس وإجراءات التصور المقترح لدعم البناء الحضاري للشخصية المصرية

مقترح عام:

اقترح تأسيس (هيئة مستقلة لبناء الانسان المصري تابعة للرئاسة) بقانون الهيئات العامة لسنة 203، وعلى أن تتشكل عضويتها من ممثلين عن الوزارات والجهات المعنية مثل وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، وزارة التربية والتعليم ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وزارة الثقافة ، أساتذة الجامعات المتخصصين ، وزارة الشباب والرياضة ، الشئون المعنوية بالقوات المسلحة ، وعلى أن يتمثل هدف الهيئة في إعادة بناء الإنسان المصري وترسيخ قيم الشخصية المصرية والهوية والولاء والانتماء الوطني، وذلك من خلال إصدارها معايير ومواصفات وشروط لمصادر المعرفة والاعلام والتدريب والتدين لإعداد شخصية مصرية للقرن 21 ، وكذلك تصميم برامج تطويرية لخطوط فكر التعليم والإعلام والفن والمؤسسات الدينية. وبحيث تكون مقترحاتها وتوصياتها ملزمة لكافة الجهات المنوطة بالتنفيذ.

التصور المقترح:

أسس ومرتكزات التصور المقترح إجراءات وآليات تطبيق التصور المقترح:

1- البناء الديني (العقدي) ، فالتدين أحد أهم أركان الشخصية المصرية ، ويعني إعطاء فرصة للتدين المعتدل أن ينمو بشكل طبيعي ليدفع الإنسان المصري إلى تحسين علاقاته بالأرض والسماء . وهو ما يعني حماية المنظومة العقدية والفكرية والثقافية والأخلاقية والأمنية للفرد والمجتمع ، بما يكفل سلامة الفكر من الإنحراف. البناء الديني ، يكون وفقا للإجراءات التالية :

- ربط النشء والشباب بالثوابت الدينية ، ومبادئ الدين الصحيح ، لكونها السبيل الأمثل للمحافظة على صحة العقيدة ، واعتدال المنهج، وأصالة الثقافة وسلامة الفكر.

- تنمية الوعي بأخطار التيارات الفكرية الهدامة.

-العودة لصحيح الدين وقيمه الحضارية في ممارساتنا وسلوكياتنا.

- عقد دورات لتأهيل المعلمين بمناهج التربية الإسلامية ودورات تعقدها الكنيسة المصرية للمعلمين في مناهج التربية المسيحية.

- تخصيص خطبة جمعة كل شهر تتناول مبادرة بناء الشخصية المصرية .

2- البناء الثقافي ، تشكيل الأجيال على أساس من المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي تمكنهم من إعادة صياغة أفكارهم وسلوكياتهم وعاداتهم وعلاقاتهم ، لمعايشة العصر والواقع باتجاهاته ومشكلاته ، وإلمامهم بالتيارات الفكرية المختلفة ، والتوفيق بين تراث الماضي وثقافة الحاضر ، وتعميق ارتباطهم بالمجتمع المحلي والعالمي.

البناء الثقافي ، يكون وفقا للإجراءات التالية :

- تعظيم قيم الثقافة الوطنية وتعميقها في عقول الأجيال (كالثقافة السياسية ، ثقافة حقوق الإنسان ، ثقافة التعددية وقبول الآخر ، الثقافة العلمية).

- تنمية الأنشطة الثقافية داخل المؤسسات التربوية والتعليمية المختلفة.

- دعم آليات الحوار الثقافي القائم على إرساء قيم العالمية والسلام العالمي.

- إنتاج المنظومة الفكرية التي تعبر عن خصوصيتنا وقدرتنا على استيعاب التأثيرات الثقافية الخارجية.

- تحصين الأجيال ضد عمليات التشويه الثقافي وتطهير الثقافة القومية من البدع والخرافات.

- تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي .

- العمل على تفعيل المراكز الثقافية وقصور الثقافة الموجودة وغير المستغلة في جميع أنحاء مصر ، وضرورة ربطها بالمثقف والفنان المستقل ، وتفعيل دورها في تعزيز الهوية الوطنية.

- وضع خطة واضحة لمشروع مكتبة الأسرة ، والتوسع في هذا المشروع الناجح ، بحيث يتم نشر الاصدارات مرتين في العام الواحد ، وبأسعار في متناول الجميع .

3- البناء القيمي والأخلاقي ، تمثل منظومة القيم الحضارية أهم موجهًا لمشاركة المجتمع في بناء الإنسان. ويتطلب ذلك تحقيق هدفين أساسيين لتفعيل هذا البناء القيمي هما : الهدف الوقائي الذي يسعى للتصدي لأي فكر متطرف يتنافي مع ثقافة وقيم المجتمع ، والهدف العلاجي الذي يتمثل في التصدي لكل فرد تطور تطرفه إلى إرهاب فكري.

4- البناء السياسي ، فمن مكونات الإنسان المصري وعيه وإدراكه لطبيعة الدور الذي يقوم به . ويعني ذلك تشكيل الأجيال على أساس من المعارف والمهارات والاتجاهات السياسية التي تمكنهم من القيام بواجباتهم المنوطة بهم والتمتع بحقوقهم السياسية بما يدعم البناء الحضاري للشخصية المصرية. البناء السياسي ، يكون وفقا للإجراءات التالية :

- نشر الثقافة السياسية والنهوض بالنشء والشباب فكريًا وسياسيًا وإحاطتهم بالمشكلات السياسية المحلية والعالمية .

- تنمية الوعي السياسي بالبرامج والأنشطة الموجهة ومهارات المشاركة والعمل الجماعي.

- تضمين المناهج التعليمية نماذج حية لممارسة الديمقراطية داخل المؤسسات المختلفة لإرساء قيم الولاء والإنتماء.

- تربية النشء والشباب على احترام الآخر وقبوله بغض النظر عن ميوله وأفكاره السياسية.

- التدريب على كيفية صنع القرار وإدراك آليات العمل السياسي.

5- البناء الاجتماعي ، ويعني تربية الأجيال تربية إنسانية مجتمعية قوامها الشعور بالمسئولية الاجتماعية والتوازن بين الحقوق والواجبات تحقيقًا للتضامن الاجتماعي. البناء الاجتماعي ، يكون وفقا للإجراءات التالية :

- تبني أساليب التنشئة الاجتماعية السليمة والمتوازنة.

- المواجهة الكاشفة للذات المجتمعية (النظر إلى العيوب المجتمعية).

- مواجهة ومقاومة كل أساليب وسبل الفساد المجتمعي وانتشار الجرائم الشنيعة.

- تطوير سلوكيات المجتمع والعادات والتصرفات وردود الأفعال.

6- البناء العلمي والمعرفي ، ويقصد به تشكيل الأجيال على أساس من المعارف والاتجاهات العلمية والمعرفية التي تمكنها من مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية والتعامل مع مكونات مجتمع المعرفة ، وامتلاك آليات البحث العلمي لمسايرة الاتجاهات العلمية المعاصرة مما يدعم البناء الحضاري للشخصية المصرية.

البناء العلمي والمعرفي ، يكون وفقا للإجراءات التالية :

- وضع استراتيجية للبحث العلمي تتضمن التحديات الأكثر الحاحًا للبناء الحضاري.

- توفير المناخ العلمي الملائم.

- دعم مقومات البحث العلمي ( كالدعم المجتمعي ، الاستقلال والحرية الاكاديمية ، التمويل بما يتضمنه من تقنيات وتجهيزات..).

- ضبط عملية استنزاف العقول وهجرة الكفاءات العلمية للخارج.

- الربط بين التقدم العلمي والبحثي بنظيره في الداخل.

7- البناء الإعلامي ، العلمي والمعرفي ، ويقصد به أن هناك قيم على الإعلام دعمها لإعادة بناء الشخصية المصرية وهى القيم السلوكية والقيم الاجتماعية والقيم المعرفية والقيم الاقتصادية والقيم السياسية. البناء الإعلامي ، يكون وفقا للإجراءات التالية :

- الإسراع بتنفيذ دعوة السيد الرئيس بإنتاج أعمال سينمائية ودرامية تهتم بالقضايا الوطنية وإيقاظ القوة الناعمة المصرية التى شكلت على مر العصور سياجاً قوياً يحمى أبناء الوطن من التيارات التى تتنافى مع قيمه ومبادئه ومثله العليا.

- فى صدارة القيم الأخلاقية إزكاء روح التسامح والحوار والحفاظ على النسيج القوى للشعب المصرى، وأن يكون الإعلام هو الجسر لوصول هذه الأعمال المهمة إلى الرأى العام عوضاً عن الثقافات الدخيلة التى تهب على مجتمعنا من الشرق والغرب، والشخصية المصرية تحتاج لإعادة اكتشافها ومراجعة ما لحق بها من سلبيات، ورصد حجم التغيير الذى اعتراها.

- تكثيف البرامج والدراما التي تهتم بالوعي وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية والبناء الفكري والثقافي.

- الالتزام بالشفافية والموضوعية الكاملة، وهو الأمر الذي من شأنه المساهمة في تقويض مخاطر انتشار الشائعات.

- الاعتماد على إعلاميين متخصصين ذوي ثقافة وفكر لمخاطبة الجمهور والمشاهدين والمستمعين وتنمية الوعي والثقافة والفكر لديهم.

8- البناء الجمالي ، ويعني الإرتقاء بالحس الفنى والجمالى لدى النشء , ذلك الحس الذى يجعلهم يرفضون القبح فى داخل نفوسهم (التكوين الأخلاقى) وفى خارجها (المظهر البيئى) , ويجعلهم صنّاعا للجمال ومستمتعين به كقيمة سامية تضفى على الحياة جمالا وبهاءا ونظافة وطهرا واستقامة .

البناء الجمالي ، يكون وفقا للإجراءات التالية :

- قيام مختلف المؤسسات الثقافية والتربوية والفنية بالاسهام في حسن تثقيف النشء وتوفير وسائل الترفيه والتسلية والمعرفة والاضطلاع وتنمية الرغبة في الإبداع.

- تنظيم رحلات مدرسية بصفة مستمرة لزيارة المتاحف والاطلاع على مجموعاتها وروائع فن الرسم والنحت والتصوير والحفر والنقوش والفسيفساء والمنسوجات والمخطوطات والمسكوكات والحلي والفخار والخزف والزجاج والمعادن، مما يثير إعجاب الطفل بما أبدعته الأجيال المتعاقبة ويشعر بالارتياح للجهود المبذولة في سبيل المحافظة على هذه الآثار المنقولة والممتلكات الثقافية التي تشكل جزءاً هامّاً من التراث الإنساني.

- تخفيض أسعار دخول المتاحف والمزارات السياحية للشباب والنشء.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً