أعرب وزير الخارجية سامح شكري، رئيس الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، عن ترحيبه بضيوف الدورة 27 في شرم الشيخ.
وقال "شكري"، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة ٢٧ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27: "اسمحوا لي أن استهل مهامي كـ رئيس للمؤتمر بأن أتقدم إليكم بالشكر والعرفان على الثقة التي منحتموها لبلدي مصر، والتي عكسها اختياركم لها لاستضافة هذا الحدث الدولي الأهم والاكبر على الإطلاق، وانتخابكم لي لتولي هذه المسئولية الجسيمة التي اضطلع بها وكلي ثقة في أن مصر ستجد منكم كل الدعم والتأييد لنمضي نحو تحقيق ما نريد.
وتابع: وأؤكد لكم هنا أن مصر لن تدخر جهدا في هذا السبيل وأننا سنعمل على توفير أفضل الظروف التي تتيح لكافة المشاركين من كافة الأطراف الحكومية وغير الحكومية المساهمة في انجاح هذا الحدث المهم وضمان خروجه بالنتائج التي نصبو إليها جميعًا.
وأضاف: واسمحوا لي أيضا أن انتهز هذه المناسبة لأتقدم بعميق الشكر لحكومة المملكة المتحدة الرئاسة السابقة لمؤتمر الأطراف على كل ما قدمته خلال فترة رئاستها وما بذلته من جهود لدعم وتعزيز عمل المناخ العالمي من خلال الاداء المتميز لفريق الرئاسة البريطاني برئاسة صديقى الوزير الوك شارما الذي سعدت بأن عملنا سويا على مدار قرابة عام كامل لنضمن انتقال سلس لرئاسة المؤتمر، يبنى على ما تحقق من زخم سياسي في جلاسجو العام الماضي، ويستكمل المسار نحو أهداف توافقنا عليها ونتائج لابد وأن نصل إليها.
وأكد: إن مؤتمرنا الذي يبدأ أعماله اليوم هو السابع والعشرون في مسيرة بدأناها معا منذ نحو 30 عاما هي عمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ مسيرة متصلة اثبتت جدواها وأهميتها عاما بعد عام ومؤتمرا تلو الأخر استطعنا خلالها أن نصبح أكثر ادراكا للخطر الذي يتهددنا وأكثر وعيا بما كشفه لنا العلم من حقيقة وتبعات هذا الخطر، واكثر اقناعا بما يتعين علينا القيام به من اجراءات لدرءه والتغلب عليه اليوم قبل الغد
وأشار إلى إن مصر عازمة على مواصلة هذه المسيرة هنا في شرم الشيخ لنجعل من مؤتمرنا هذا نقطة فارقة وعلامة مميزة على طريق طويل لا يزال امامنا الكثير من الجهد والعمل لنضمن وصوله إلى وجهته النهائية ولنجدد العهد ونرفع الطموح وننتقل بجدية نحو التنفيذ وتعزيز العمل الجماعي متعدد الاطرافق من خلال التعامل الفعال مع أكبر تحدي يواجه البشرية منذ الثورة الصناعية وحتى وقت قريب لم يعد قابلا للاستدامة وان استمراره على هذا النحو دون تغيير جذري سيؤدي إلى عواقب وخيمة تتحملها الأجيال بأكثر مما يتحملها جيلنا
ورغم كافة الأمنيات الطيبة ورغم كافة الجهود المبذولة يؤكد العلم مرة أخرى من خلال أحدث التقارير الصادرة على مدار العام وفي مقدمتها تقارير اللجنة الحكومية المعنية بتغير المناخ.
وأضاف: أننا لا نزال نواجه فجوات تتسع بشكل مقلق سواء فيما يخص الحفاظ على الهدف الحراري لاتفاق باريس أو التكيف مع الآثار السلبقية لتغير المناخ أو توفير التمويل اللازم لتمكين الدول النامية من القيام بدورها في هذا الجهد ولعل ما شهدناه على مدار العام من احداث مؤلمة في باكستان وفي قارتنا الافريقية وفي انحاء متفرقة من أوروبا وأمريكا.
وتابع: لعل تلك الأحداث وما خلفته من دمار تمثل عبرة وعظة وصوت نذير يتردد في شتى انحاء كوكبنا يدعونا الى اليقظة والحرص والى التحرك العاجل لاتخاذ كافة التدابير اللازمة وفاء بالتزاماتنا وتنفيذا لتعهداتنا.
ونوه سامح شكري قائًلا: لا يخفى على أحد منا أن مؤتمرنا هذا العام ينعقد في خضم توترات سياسية تركت اثارها البالغة على دولنا جميعا ترتب عليها أزمات في امدادات الطاقة والغذاء وإذ ظن البعض أن هذه التحديات من شأنها تعطيل العمل الجماعي الدولي لمكافحة تغير المناخ.
وأكد: فإنه من المحتم علينا جميعا هنا في شرم الشيخ أن نثبت عكس ذلك لذا فإنني ادعوكم جميعا لأن نؤكد للعالم أننا ندرك حجم التحدي وأننا نمتلك الاردة السياسية للتصدي له، ومن أجل ذلك فلقد كانت دعوانا دائما أن الوقت قد حان للانتقال من المفاوضات والتعهدات الى مرحلة يحظى فيها التنفيذ بالاولوية ومفاد ذلك حتمية التعجيل بتنفيذ ما تراضينا عليه في الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ وعززناه في اتفاق باريس وبرنامج العمل الخاص به مع ضرورة رفع مستوى الطموح لكل الدول وفقا لقدراتها المتباينة بطبيعتها.
وأضاف: وهنا يهمني الاشادة بالدول التي قامت بالفعل بتحديث مساهماتها المحددة وطنيا ومن بينها مصر واثق انني اتحدث بلسانكم جميعا حينما ادعو سائر الدول لأن تحذو نفس الحذو لاسميا وأن التقررير التقييمي الصادر مؤخرًا حول مجمل وضع المساهمات المحددة وطنيا كشف أن مستوى الطموح الحالي لا يرقى للوصول إلى اهداف باريس، ويلزم الاشارة الى انه من أجل التنفيذ الفعال للتعهدات والوعود؛ فإن هذه المرحلة من مسيرة عملنا المشترك تقتضي مشاركة أوسع وأكثر فاعلية لكافة الاطراف المعنية من غير الدول والتي أصبح دورها لا يقل أهمية عن دور الدول وفي مقدمتها القطاع الخاص والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية والمجتمع المدني وتجمعات الشباب والسكان الأصليين وغيرها.
وتابع وزير الخارجية قائلًا: تاكيدًا لذلك فقد حرصت مصر خلال الاعداد لهذا المؤتمر على التشاور مع هذه ااطراف واشراكهم في كافة الانضطة والفعاليات سواء فيما يتعلق بمبادرات دولة الرئاسة أو بالايام المواضيعية المختلفة على مدار المؤتمر، بل وايضا في قمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ التي تبدأ أعمالها غدا على مستوى رؤساء الدول والحكومات.
وأضاف: إنني وإذ أبدأ اليوم مسئولياتي كرئيس للمؤتمر لابد لي وان ادعوكم جميعا الى وقفة للمصارحة حول حقيقتين لا مناص الى انكارهما وهما:
أولًا: جهود تغير المناخ على مذى العقود الماضية اتسمت بقدر ملاحوظ من الاستقطاب ما افضى الى ابطاء وتيرة التقدم في عملية التفاوض
ثانيًا: ان الحالة الراهنة لجهود حشد وتوفير تمويل المناخ تثير الكثير من الشواغل، إذ أن تعهد توفير مليار دولار سنويا لم يجد بعد سبيله الى التنفيذ كما أن اغلب ما يتوافر من تمويل يميل بطبيعته إلى خفض الانبعاثات على حساب جهود التكيف فضلا على اعتماد أغلب التمويل المتاح على القروض.
ونوه سامح شكري قائلًا: وأظن أنكم تتفقون معي أننا لا نملك ترف الاستمرار على هذا النهج، بل يتحتم علينا تغيير مقترباتنا من التعامل مع هذا التحدي الوجودي ويتعين علينا السعي بجد واخلاص للاستماع الى والتعرف على شواغل الاطراف الاخرى وتفهمها والعمل على الوصول الى حلول توافقية مقبولة تكفل تحقيق التقدم وتؤكد بالدليل العملي ما دأبنا على المناداة به من ضرورة ألا نترك طرفا يتخلف عن الركب، رغم جملة التحديات التي نواجهها الا ان البشرية لا تزال أمامها الفرصة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة إذا ما توافرت الارادة السياسية لذلك واذا ما استطعنا العمل سويا بشكل متسق ومتناغم.
وأضاف: ونرى اليوم الكثير من الشواهد على ذلك فعلى سبيل المثال يشهد قطاع الطاقة المتجددة طفرات غير مسبوقة ساهمت في انخفاض اسعارها بشكل كبير كما تطورت تكنولوجيات التكيف في مجالات ادارة الموارد المالية والقطاع الزراعي بشكل ملحوظ، وشهدت السنوات القليلة الماضية تزايدًا ملموسًا في وعي المجتمعات لاسيما في أوساط الشباب، بخطورة تغير المناخ، مع عزم أكيد على التعامل مع القضية بشكل مبتكر وفعال، ونما بشكل ملموس اهتمام واسهام المجتمع المدني ونشطائه والعاملين في مراكز الابحاث وتزايد دور المراة وتصاعد دور المدن والحكومات المحليةو وغيرها ما يؤكد أن الفرصة سانحة لوقف هذا الخطر الداهم الذ يهدد معاش وحياة الملايين في مختلف بقاع الأرض.
وتابع سامح شكري: غدًا تبدأ قمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ أعمالها، حيث يتوافد قادة العالم هنا للاعراب عن التزامهم الراسخ بجهود مواجهة تغير المناخ واولوية العمل من أجل مستقبل نتمكن فيه من العيش دون خطر وجودي يتهددنا، وعلى بعد خطوات من تجمع قادتنا نبدأ نحن اسبوعين من المفاوضات والمشاورات الهامة والحيوية والتي نملك ألا نجعلها ساقة.
ودعا الجميع قائلًا : أدعوكم جميعًا غدًا إلى الاستماع جيدا لما سيعبر عنه قادتنا واطلب منكم الالتزام بتنفيذ توجيهاتهم وترجمة الالتزام السياسي الذي سيتردد صداه غدا وبعد غد في كافة أروقة هذا المكان إلى توافقات وتفاهمات على النصوص والقرارات تالتي نعلم جميعا كم نحتاج إلى الخروج بها من هذا المؤتمر، متابعًا: أناشدكم جميعا أن تضعوا نصب أعينكم أن ما نحن بصدده ليس عملا تفاوضيا منفصلا عن الواقع، وأننا نحسر جميعا إن ظننا إمكانية تحقيق فريق لمكاسب على حساب فريق آخر، فمهمتنا جميعا أكثر نبلا من ذلك كله، إذ يتوقف عليها حياة ومعاش ومصالح الملايين حول العالم ممن يعانون من واقع حي تتفاقم وطأته مع كل يوم نقصر فيه في عملنا أو نتباطئ.
واختتم سامح شكري كلمته: "إنني لعلى ثقة كاملة أنكم تدركون حجم التحدي وأن لديكم العزيم على التعامل معه بالكفاءة وبروح التفاهم اللازمة، لقد حان الوقت للعمل والتنفيذ، فلننفذ معا من أجل البشر ومن أجل كوكبنا، وأشكركم وأتطلع للعمل معكم من أجل مؤتمر ناجح.