التقت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، 6 من شباب الباحثين المصريين بالخارج، المشاركين في الجلسة التي ستعقدها الوزارة ضمن فعاليات الدورة رقم السابع والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "مؤتمر المناخ Cop27"، وتحمل عنوان "نحو الوصول إلى صفر انبعاثات".
وأشادت وزيرة الهجرة، خلال لقائها وشباب الباحثين، بحرص القيادة السياسية على تبني المشروعات المستقبلية، والحرص على الانطلاق بمصر إلى ركب التقدم، وسط تنافس عالمي في شتى المجالات، مؤكدة حرص الدولة المصرية على تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم في الجمهورية الجديدة، مضيفة أننا قدمنا لمصر علماء في مختلف المجالات في "مصر تستطيع" ولدينا كنوز من شبابنا الباحثين في أرقى جامعات العالم، واليوم نمنحهم الفرصة، لأنهم صناع الغد المشرق.
وأوضحت وزيرة الهجرة أن الجلسة ستتناول عددا من المحاور التي تخدم استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة 2030، بجانب نقل عدد من أحدث الخبرات البحثية بالخارج إلى مصر، حيث يشارك عدد من أبرز الباحثين والمتخصصين من شباب مصر بالخارج وأعضاء مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين بالخارج "MEDCE".
وأضافت السفيرة سها جندي، أن الجلسة التي تنظمها الوزارة ستناقش عددا من القضايا الملحة من بينها مصادر الطاقة المتجددة، وتقنيات دعم الحلول البديلة وسط ما يشهده العالم من تحديات، وبوجه خاص تعظيم الاستفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وكيفية الاعتماد المستقبلي على مثل هذه الطاقات في مصر، بالإضافة لتقنيات التحول الرقمي والتخطيط لتعميم تجارب ناجحة في هذا السياق.
وفي حديثها، أوضحت المهندسة دينا أيمن، أنها تعمل مديرة البرامج المصرية الأمريكية الرائدة في برامج هندسة البرمجيات في مقر شركة مايكروسوفت وأستاذة هندسة الكمبيوتر والكهرباء في معهد نيو جيرسي للتكنولوجيا، حيث تخرجت بدرجة البكالوريوس والماجستير في نفس العام في هندسة الكمبيوتر مع مرتبة الشرف، مشيرة إلى حصولها على جائزة فوربس تحت سن 30 عاما عن أمريكا الشمالية 2022 في مجال تكنولوجيا المشاريع، وتكريمها من رئيس جمهورية مصر العربية، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكونها واحدة من أكثر شباب العالم تأثيرا في منتدى الشباب العالمي 2022. وتقدم عرضا حول أبرز الفرص في مجالات التقنية والتحول الرقمي مع توجه العالم نحو الموارد المتجددة.
فيما قال الباحث هشام عبد الناصر، خبير الطاقة المستدامة، إنه سيعرض أبرز التجارب في مجال الطاقة والاستدامة والهيدروجين الأخضر، وآليات العمل على تسريع انتقال الطاقة في مصر وإفريقيا والعالم بأسره، موضحا أن مصر تنطلق بقوة تجاه سبل الطاقة النظيفة، مشيرا إلى عمله في مشروعات الهيدروجين والأمونيا الخضراء في شركة سكاتك النرويجية، وهي إحدى أبرز الشركات في مجالها عالميا، معربا عن فخره بإعلان السيد الرئيس اليوم عن مبادرة "المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد" بالتعاون مع بلجيكا، وإطلاق المرحلة الأولى لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة العين السخنة، ما يضع مصر كمركز إقليمي للطاقة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بجانب التحول إلى الطاقة النظيفة.
وفي سياق متصل، ناقش الدكتور مهندس مينا حنين، باحث ومحاضر في كلية علم التحكم الآلي بالجامعة الوطنية الأسترالية، استراتيجيات التحول الرقمي والتقنيات التكنولوجية كأداة لتطبيق علم التحكم الآلي على الأنظمة المعقدة مثل تغير المناخ، متناولا كيفية المضي قدما بالتكنولوجيا دون الإضرار بالإنسانية، باعتبار التغيرات المُناخية واحدة من المشكلات البيئية التي تحتاج لتعاون الجميع.
وبدوره، استعرض المهندس رامي خالد، مدير البحث والتطوير في شركة "لوتيك" العالمية، أهمية الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة، ومن بينها أنظمة أبراج الطاقة الشمسية، والطاقة الشمسية المركزة، والخلايا الكهروضوئية الشمسية، والأنظمة الحرارية الشمسية، والرياح البحرية، وتحلية المياه بالطاقة الشمسية، مشيرا إلى الابتكارات في أنظمة أبراج الطاقة الشمسية التي يمكن أن تسمح لمصر بأن تصبح مركزا للطاقة في العالم، بما تمتلكه من الطاقة الشمسية، ومن خلال تسخير هذا المورد الطبيعي بشكل مستدام، لتصبح مصدرا رئيسيا للطاقة، واستخدام تقنيات تكنولوجيا الحرارة الشمسية المركزة والرمل لتوليد الطاقة الكهربائية.
وبدوره أيضا، ناقش الباحث "جو وهبة" وهو طالب وباحث جامعي في جامعة برينستون الأمريكية، أهمية الاهتمام بأبحاث إزالة الكربون، وتخفيف الأثر البيئي للمنتجات الاستهلاكية، حيث تركز أبحاثه على السياسة البيئية، وأهمية تمكين المستهلكين من اتخاذ قرارات شراء مستنيرة بشكل أفضل، وفقا للأثر البيئي ومناقشة كيفية تنفيذ هذه السياسة داخل مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بجانب شرح كيف يؤثر سلوك المستهلك في تحقيق ثقافة استهلاك مستدامة. ويعتزم "جو" أن ينطلق بمنصته الرقمية المتخصصة في شئون الطاقة المتجددة وإدارة الموارد، لتصبح واحدة من أبرز المنصات المؤثرة عالميا، على غرار الشركات الكبرى، وتحقق أهدافها في مصر وحول العالم.
وتشارك في الجلسة أيضا نادین مصطفى، باحثة دكتوراه في جامعة "إمبریال كولیدج" في لندن، والتي تصنف ضمن أقوى الجامعات عالميا في مجالها حيث تدرس في قسم الھندسة الكیمیائیة، ودرست بجانب الھندسة الكیمیائیة إدارة الأعمال من جامعة برمنجھام، وتركز أبحاثها على التكنولوجیات لالتقاط ثاني أكسید الكربون من المصانع والتیارات المماثلة والھواء، وعملت مع عدد من الشركات العالمیة، في عدة مجالات صناعیة من خلال الأبحاث العلمیة والنواحي الفنیة، وھي مسؤولة البرامج والسیاسات لتحالف الشركات والجھات المسؤولة للانبعاثات في المملكة المتحدة و عضو في معھد المھندسین الكیمیائیین في المملكة المتحدة.
وفي ختام اللقاء، أعربت السفيرة سها جندي عن شكرها لجهود شباب الباحثين المصريين وعلمائنا وخبرائنا بالخارج لنقل خبراتهم إلى الوطن، مؤكدة أن هناك الكثير من المخرجات التي ستمثل إضافة قوية، مشيرة إلى أن الأفكار المقدمة والقابلة للتنفيذ سيتم عرضها لبدء خطوات مع وزارات ومؤسسات الدولة المعنية.