مر أكثر من عام على قرار المجلس الأعلى للجامعات، بتحويل الكتاب الجامعي في صورته النمطية إلى كتاب إلكتروني بدءاً من العام الدراسي الماضي، على أن يعمم القرار، وذلك في إطار التحول الرقمي للجامعات المصرية.
ونتناول في هذا التقرير، التأثيرات الإيجابية والسلبية بعد مرور أكثر من عام على تطبيق قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بـ إلغاء الكتاب الجامعي بالجامعات الحكومية.
جامعة حلوان
قال الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب، إن الجامعة طبقت قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الأعلى للجامعات بشأن تحويل الكتاب الجامعي إلى كتاب إلكتروني، منذ بداية العام الماضي، وتم رفع المقررات الدراسية عبر منصة الجامعة التعليمية عن طريق رابط مخصص للطلاب أو الجمع بين الطريقتين.
وأضاف 'رفاعي' في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، أن الجامعة وضعت نظامًا عادلًا يضمن تحقيق العدالة بين كافة الأطراف والحفاظ على حقوقهم، حيث أن تكلفة الطباعة سترفع عن أعضاء هيئة التدريس مع وضع سعر أقل للكتاب الإلكتروني للطلاب، وتم تخصيص معامل للطلاب للدراسة أون لاين خاصة الطلاب الذين لا يمتلكون أجهزة حاسب آلى شخصي للاطلاع على المقررات الدراسية من خلاله.
جامعة عين شمس
وأوضح مصدر مسئول بجامعة عين شمس، أنه تم تطبيق قرارات المجلس الأعلى للجامعات منذ بداية العام الدراسي الجاري، وتحويل الكتب الورقية إلى مقررات إلكترونية، وأن ذلك أتاح مصادر متعددة لمعرفة أمام الطالب الجامعي، ويتم توفير المقررات الدراسية من خلال الـ C.D أو رفع المقررات الدراسية عبر منصة الجامعة التعليمية عن طريق رابط مخصص للطلاب أو الجمع بين الطريقتين.
وأضاف المصدر لـ «أهل مصر» أن هناك تطورا تكنولوجيا بشكل دائم وسريع، ووسائل التواصل تؤثر بشكل مباشر وفعال في سرعة الاتصال والاستجابة بين الأفراد، وأصبح من الضروري استخدامها بشكل أكبر في عمليات التواصل بين الإدارة والطالب لتحقيق أكبر منفعة ممكنة، وأنه لا يوجد عوائق في تطبيق الكتب الإلكترونية.
وأوضح حسن شحاتة، أستاذ مناهج تعليم بجامعة عين شمس، أن المقررات الجامعية تحولت إلى مواد إلكترونية، بالتزامن مع الاتجاه لنظام الساعات المعتمدة، والمنصات التعليمية ذات كفاءة عالية وتمكن الطالب من الدخول عليها والاستفادة من المقررات والتواصل مع المعلمين على مدار 24 ساعة يوميًا، إضافة إلى سهولة التعامل معها، والحصول على المقررات الدراسية، مشيرًا إلى وجود نقلة نوعية وتطور ملحوظ في التعلم عن بعد وتعميقه في الجامعات المصرية والمكتبات، والمنصات الرقمية، وبنك المعرفة.
ميزات الكتب الإلكترونية
قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، إن إلغاء المذكرات الجامعية والكتاب الجامعي ثورة أحدثتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعليم الجامعي في مصر، لأن اعتماد الطالب على المنصات الإلكترونية، واستقلالية المتعلم، يؤدي إلى تعليم جامعي ناجح قائم على البحث العلمي، وإعمال العقل والتواصل الدائم بين الطلاب والجامعات المتقدمة، لاكتساب مهارات وقدرات جديدة.
الكتب الإلكترونية
وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أن جميع الجامعات أعطت للأساتذة الجامعيين مكافآت بدل التأليف وتحويل الكتب الورقية إلى إلكترونية، وأن هذه المكافآت المادية تكون كل بداية فصل دراسي، لافتًا أن هناك نقلة نوعية في التعليم، كما أن الامتحانات أصبحت إلكترونية عن طريق المنصات لقياس المهارات والقدرات لدى الطلاب.
وتابع، أن عصر الحفظ والتلقين وتكرار المعلومات قد انتهى، وهذه الطرق التقليدية لا تصلح لتكوين متعلم يمتلك قدرات ومهارات تتفق مع سوق العمل، ولابد من الاعتماد على تعليم متنوع المصادر، والأفكار والرؤى؛ لتأهيل طالب قادر على المنافسة في سوق العمل المتغير باستمرار.
وأشار «شحاتة» إلى أن تفاعل الطلاب مع المحتوى الرقمي أكثر وضوحًا من خلال المنصات التعليمية، والتكليفات البحثية من قِبل الأساتذة الجامعيين لإجراء الأبحاث العلمية من مصادر متعددة.
عوائق بسبب الكتب الإلكترونية والساعات المعتمدة
قال الدكتور محمود عبد العزيز الخبير التعليمي، إن بعض الكليات تواجه عقبة عدم توفر الأجهزة لدى معظم الطلاب، لعدم قدرتهم المادية على ذلك، مما يعيق عملية التعلم عبر الإنترنت، وكان لابد من توفير الأجهزة للطلاب والأساتذة الجامعيين قبل التحول الرقمي بهذا الشكل، ووضع إجراءات محددة للتحول، مشيرًا إلى أن نجاح النظام يتوقف على مدى كفاءة البنية التكنولوجية أولًا.
وأوضح «عبد العزيز»، أن هناك قصورا كبيرا في تطبيق قرار التحول من الكتب الورقية إلى إلكترونية، والتفاعل بين الطالب وجهًا لوجه، أفضل بكثير من التعامل «أونلاين»، ولا غنى عن القلم والكتاب، مشددًا على أن التحصيل أفضل من خلال التعامل المباشر، منوهًا أن الدراسات العملية لا تصلح عبر الانترنت والمعامل الافتراضية لم يتم إنشائها لهذا الغرض ولكن صممت للتجارب التي يصعب إجراؤها أو بها خطورة عالية، ولكن الدراسات العلمية تحتاج إلى المعامل التقليدية لتعلم المهارات، والتكنولوجيا وسيلة مساعدة ولكنها ليس الأساس.