ظهر من جديد اسم فيكتور بوت، على سطح الأحداث، بالتزامن مع نجاح صفقة تبادل الأسرى، بين الولايات المتحدة، وروسيا، بوساطة إماراتية سعودية.
من هو فيكتور بوت؟
وفيكتور بوت هو ضابط القوات الجوية السوفيتية السابق، و واحد من أشهر تاجر السلاح في العالم، حتى لقبته بعض وسائل الإعلام بملك الموت أو تاجر الموت، وهذا وقد قامت هوليوود بإنتاج فيلم عنه.
ويعد فيكتور بوت الشخصية الحقيقية، لفيلم أمير الحرب الشهير الذي قام بدور البطولة فيه نيكولاس كيج في عام 2005، وفي نهاية الفيلم يهرب بطله.
فيكتور بوت
وطبقا للمعلومات المتوافرة فإن فيكتور بوت، تخرج من معهد موسكو للدراسات العسكرية في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وكان برتبة رائد في المخابرات السوفيتية الكي جي بي.
يشار إلى أنه مواطن روسي، ولد في طاجيكستان عندما كانت خاضعة للحكم السوفيتي، حياته المهنية في النقل الجوي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
ووفقاً لكتاب صدر في عام 2007 بعنوان: تاجر الموت، لخبيري الأمن دوجلاس فرح وستيفن براون، فإن بوت وضع أساس أعماله، من خلال استخدام الطائرات العسكرية التي تركت في مطارات الإمبراطورية السوفيتية المنهارة في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.
كما يُعتقد أن بوت سافر تحت عدة أسماء مستعارة، وانتقل عبر العديد من البلدان حول العالم، قبل ظهوره في روسيا عام 2003.
فيما اعتبرت وثائق الأمم المتحدة أن فيكتور بوت رجل أعمال وتاجر وناقل للأسلحة والمعادن دعم نظام الرئيس الليبيري السابق تشارلز تيلور، وذلك في محاولة لزعزعة استقرار سيراليون والحصول على الماس بطريقة غير مشروعة.
كيف تم القبض على فيكتور بوت؟
وتعود تفاصيل القضية فيكتور بوت، إلى عام 2010، عندما تم تسليمه من تايلاند إلى الولايات المتحدة بعد عملية قامت بها وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية 'دي إي إيه' قبل ذلك بعامين، وذلك حينما تظاهر عملاء من إدارة مكافحة المخدرات بأنهم ممثلون عن القوات المسلحة الثورية في كولومبيا، المعروفة باسم فارك، وهي تلك الجماعة التي تم حلها منذ ذلك الحين وصنفتها الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية، حيث انتظره عملاء الولايات المتحدة عام 2008، وتظاهروا بأنهم يمثلون متمردي فارك الكولومبيين، وكان قد تم تقديمهم لبوت من خلال أحد شركائه السابقين.
وعقب مناقشة قصيرة بينهم، زعموا أنهم يشترون أسلحة لمتمردي فارك، وفى ذلك الحين اعتقلته السلطات التايلاندية، وبدأت إجراءات قانونية مطولة لتسليمه إلى الولايات المتحدة.
ومن جانبه فقد أكد فيكتور بوت في ذلك الحين، إن القضية الأمريكية المرفوعة ضده لها دوافع سياسية.
وخلال هذه القضية تم إتهام فيكتور بوت، بتقديم تعهد بتوصيل 100 صاروخ أرض جو، و20 ألف بندقية و10 ملايين طلقة من الذخيرة، إلى مسلحين في كولومبيا عام 2008.
ومن جانبه فقد أوضح برندان ماكجوير مساعد المدعي العام الأمريكي في هذا الوقت، بقوله 'هذا الرجل، فكتور بوت، وافق على توفير كل ذلك إلى منظمة إرهابية أجنبية كان يعتقد أنها ستقتل أمريكيين'.
فيما قامت المحكمة بالإستماع إلى الإدعاء وهو يروي كيف تم القبض على بوت في عملية سرية، قامت بها الإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات، وادعى فيها اثنان من مخبريها أنهما يريدان شراء أسلحة لصالح 'القوات الثورية المسلحة' (فارك) في كولومبيا، ووفقاً للادعاء فإن بوت قال للمخبرين 'عدونا واحد'.
أما محامي الدفاع ألبرت ديان رد، فقد أكد أن موكله لم يتفق مع المخبرين إلا على بيع طائرتي نقل بمبلغ 5 ملايين دولار، بعد أن انهارت شركة الشحن التي كان يملكها.
ومن جانبه فقد نفي فيكتور بوت التهم الموجهة إليه بالكامل، كما رفض التعاون مع القضاء الأمريكي مقابل تخفيض عقوبته.
وفي نهاية المحاكمة، حُكم علي فيكتور بوت بالسجن 25 عاما في أبريل من عام 2012 ، وذلك على إثر إدانته بالتآمر لقتل مواطنين ومسئولين أمريكيين، وتسليم صواريخ مضادة للطائرات ومساعدة منظمة إرهابية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه القضية، تسببت في نزاع دبلوماسي حاد في ذلك الوقت، بين كل من موسكو وواشنطن.
تصريحات فيكتور بوت
ومن جانبه فقد أكد فيكتور بوت مراراً وتكراراً، أنه ببساطة رجل أعمال لديه شركة نقل دولية مشروعة، واتهم خطأ بمحاولة تسليح المتمردين في أمريكا الجنوبية، ضحايا المكائد السياسية الأمريكية.
كما نفى فيكتور بوت خلال مقابلة مع القناة الرابعة البريطانية في عام 2009، بشكل قاطع التعامل مع القاعدة أو طالبان، إلا أنه اعترف بإرسال أسلحة إلى أفغانستان في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، قائلا إن القادة الذين يقاتلون ضد حركة طالبان استخدموا تلك الأسلحة.
وذكر بوت أيضا أنه ساعد الحكومة الفرنسية، في نقل البضائع إلى رواندا بعد الإبادة الجماعية، ونقل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
كما أوضح فيكتور بوت في حوار صحفي من سجنه بنيويورك، إن القضاء عرض عليه تخفيض مدة سجنه، إذا قدم لائحة بمن يتعامل معهم في روسيا وبلدان أخرى.
وكشف أيضا في تصريحات له مع وكالة ريا نوفوستي الروسية، عن إن واشنطن شنت حملة منظمة لتشويه سمعته، مشيراً إلى أنه لم يتوقع العدل في الولايات المتحدة.