مستشفى 57357 تصدرت مؤشرات البحث في مصر خلال الساعات الماضية، وذلك بعدما تجدد الحديث مرة أخرى عن الفساد بمستشفى 57357 داخل ذلك الصرح العملاق الذي يلجأ إليه فقراء مصر لعلاج أطفالهم من مرض السرطان اللعين.
وتفجر التريند بعدما طالبت الدكتورة هناء سرور عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، الحكومة ومن وصفتهم بـ«أهل الخير» بسرعة التدخل لإنقاذ مستشفى 57357 من الإغلاق في وجوه الأطفال بسبب الديون نتيجة الأزمة العالمية وسوء الأوضاع الاقتصادية.
وأكدت، في تصريحات لها أمس الجمعة، على ضرورة سرعة التحرك لإنقاذ هذا المستشفى الذي يعد أكبر صرح طبي لعلاج الأطفال في مصر والمتخصصة في علاج سرطان الأطفال بجودة عالية ليس على مستوى مصر فقط ولكن على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وقالت «سرور»: «لابد من سرعة التحرك لإنقاذ المستشفى ولا ننتظر حتى يتم غلقها كما تم غلق مستشفى طنطا للسرطان للعجز عن تشغيله والوفاء باحتياجاته، مضيفة أن مستشفى 57357 أصبح غير قادر على استقبال حالات جديدة، حيث أدت الأزمة الاقتصادية إلى الحد من نسبة التبرعات، ما سيؤثر بالسلب على قدرة المستشفى في توفير الأدوية اللازمة للمرضى نتيجة ارتفاع سعر الدولار والمستلزمات الطبية المستخدمة.
بعدها قام الدكتور شريف أبو النجا المدير التنفيذي للمستشفى بمداخلة في برنامج الحكاية لعمرو أديب قال، إنه يوجد في خزينة المستشفى 300 مليون جنيه يكفوا لـ4 أشهر مقبلة.
وخلال المداخلة أكد أبوالنجا، أن التبرعات انهارت عقب التعويم الأول للجنيه خلال 2016 وعادت لمعدلاتها مرة أخرى، مشيرا إلى أنه في عام 2020 تعرض المستشفى لنفس الأزمة بسبب جائحة كورونا.
وحيد حامد والفساد بمستشفى 57357
وتعود قصة الفساد داخل مستشفى 57357 إلى عام 2018 عندما زادت التساؤلات حول أموال المستشفى بعدما روج عدد من رواد السوشيال ميديا منشورات تتسائل عن أوجه الإنفاق في المستشفى، على خلفية الحديث عن تمويل المستشفى لفيلم (شريط أحمر)، بجانب الملايين التي أنفقت على الإعلانات، حينها تقدم السيناريست وحيد حامد الصفوف وقاد حملة ضد المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور خالد أبو النجا واتهمه بالفساد وإهدار أموال المستشفى فيما تقدم هو وآخرون ببلاغات ضده ، ليصدر في النهاية قرارا بمنع النشر في هذه القضية.
وحيد حامد وقصة التبرعات
وأكد السيناريست وحيد حامد حينها في مقالة طويلة نشرها في إحدى الصحف المصرية ـ أنه مع أهداف الجمعيات الخيرية ومع دعم الفقراء والمرضى وحتى أبناء السبيل وأيضاً مع الدعوات للتبرع بواسطة الإعلان. ولكن بشرط توفر النزاهة الكاملة والشفافية المطلقة. فى جملة قصيرة نحن نحارب الفساد إن وجد.. فهل هناك من يعترض؟.
فتح الملف
وتابع: 'قد يتساءل البعض لماذا فتح هذا الملف الآن؟ ولأن معظم النار من مستصغر الشرر فإن الشرارة الأولى هى تصريح السيد وزير الصحة الذى يفيد بأن الدولة تقوم بعلاج أربعين ألف مريض سرطان مجاناً ودون إعلانات أو تلقى تبرعات!! الشرارة الثانية هى مستشفى ٥٧٣٥٧ نفسه بالحملة الإعلانية المكثفة التى تطارد الناس فى بيوتهم وغير بيوتهم وفى تكرار ممل مع صوت أقرب إلى نحيح الأفاعى يصاحب كل إعلان فإن الإنسان لابد أن يسأل ما هى نتيجة هذا الصخب الذى تكلف كثيراً وبثه على الفضائيات يتكلف أكثر وأكثر.. لأن المتبرع يدفع بقصد وغرض علاج مريض وليس تمويل إعلان، وعليه يجب أن تكون الإعلانات فى أضيق الحدود، التبرع من أجل تكاليف علاج المرض اللعين بالدرجة الأولى'.
وحيد حامد
وقال: 'قد سبق لى منذ سنوات الكتابة عن سلبيات هذا المستشفى، وكان أولاها استخدام الأطفال المرضى وتصويرهم فى الإعلانات لأن ذلك لا يجوز أخلاقياً وإنسانياً ودينياً وضد حقوق الطفل، كما أنها تسبب حالة من الرعب والهلع لدى الناس جميعاً، ويبدو أن القائمين على أمر المستشفى أدركوا ذلك فبدلاً من الكف عن استخدام الأطفال المرضى استخدموا ذويهم أيضاً وكأن المهمة الأساسية هى جمع المال بغض النظر عن كل ما هو أخلاقى أو إنسانى أو حتى دينى، هذا الأمر كان الدافع الأصلى للكتابة، وعندما ناقشت بعض الأصدقاء فى هذه المسألة كشفوا لى وقتها عن سلبيات أخرى فى غاية الخطورة وهى أن هذا المستشفى لا يقبل الطفل المريض الذى سبق أن تلقى بعض العلاج فى جهة طبية أخرى، وأنه لا يقبل إلا الأطفال المرضى عندما يكون المرض فى بداياته.. و.. و..'.
واستطرد: 'فجأة.. وذات صباح وجدت الأستاذ محمود التهامى ومعه الدكتور شريف أبوالنجا الذى لم أكن أعرفه ضيفين على مائدتى فى الفندق الذى ارتاده، والأستاذ التهامى له عندى مكانة ومنزلة، فقد كان رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف ورئيس تحرير المجلة التى أكتب صفحتها الأخيرة بالمشاركة مع الصديق عاصم حنفى والرجل كان مثالاً طبياً فى كل شىء، ولم أكن أعلم أنه يعمل فى هذا المستشفى، وبمناقشة الأمر معى، وبعد أخذ ورد اقتنعا الرجلان على مضض وتركانى مع وعد منهما بمراعاة كل ما ورد فى المقال الذى كتبته وقتها.. ولكن للأسف صارت الأحوال أكثر سوءاً.. واليوم نفتح هذا الملف من جديد'.
مستشفى سرطان الأطفال 57357
وأردف: 'إدارة هذا المستشفى تهيمن عليها عائلة واحدة هى عائلة الدكتور شريف أبوالنجا الذى يقبض بيده على جميع السلطات، ويشغل عدة مناصب فهو المدير العام وعضو مجلس إدارة المجموعة، وعضو مجلس الأمناء وأيضاً أصدقاء المبادرة القومية ومناصب أخرى.. ثم الأستاذ محمود التهامى الذى يشغل منصب المدير التنفيذى للمؤسسة وهو زوج أخت الدكتور شريف أبوالنجا، وهو أيضاً عضو مجلس الأمناء وعضو مجلس إدارة المجموعة وأيضاً جمعية المبادرة القومية للسرطان وهو أيضاً الأمين العام.. أما الدكتورة منال زمزم فقد تم تخصيص مقاطعة أو أبعادية تكون خاصة بها تحت مسمى أكاديمية العلوم الطبية، ولا نعرف هل هناك ترخيص رسمى بإنشاء هذه الأكاديمية من وزارة البحث العلمى أم لا؟ وما هو الدور الذى تقوم به؟ وهل تصلح الدكتورة لإدارتها؟ وما الفائدة منها بالنسبة للمستشفى؟ ثم الأستاذ محمد عرفان ابن عمة الدكتور شريف وهو مسؤول عن قسم (IT) وأيضاً الدكتور طارق عيسى ابن خاله الدكتور شريف ثم زوجة ابن الأستاذ التهامى الحاصلة على مؤهل متواضع وتشغل منصب مدير إدارى، بالإضافة إلى رهط من أصحاب الرتب الذين تركوا مناصبهم وكلهم من ذوى القربى أو المحاسيب'.
وتابع: 'كل هؤلاء رواتبهم خيالية بمعنى الكلمة ربما تفوق قيمتها عقود «تركى آل الشيخ» وهنا لنا وقفة، فالمعروف أن القائمين على إدارة الأعمال الخيرية يتقاضون أقل الأجور أو يعملون دون أجر ولا يغرفون فى بطونهم من أموال التبرعات التى هى مال الله لأن هذه الأموال مدفوعة من أجل إنقاذ الأطفال المساكين الذين تتم المتاجرة الرخيصة على كل الشاشات المصرية والعربية من أجل الاستحواذ على أكبر قدر من المال - الذى سنأتى إليه حالاً - وأى إنسان فطن يدرك أن كثرة المنشآت هذه الغرض منها استهلاك الأموال وصنع متاهة بحيث لا يتمكن أى باحث أو منقب عن حقيقة ما يجرى ويدور وقطع الطريق أمامه حتى لا يصل إلى الحقيقة أبداً، وتظل الدائرة مغلقة على الأسرة الحاكمة ومن معهم.
ثم نأتى إلى جمعية أمريكا التى أسستها الأسرة الحاكمة للمستشفى بهدف جمع التبرعات من أمريكا بالدولار، وإذا بهذه الجمعية تلعب دوراً غامضاً ولا أحد يعرف هل تأتى بدولارات أم الدولارات هى التى تسافر إليها؟!'.
جانب من المقال
مستشفى سرطان الأطفال 57357
وتابع السيناريست وحيد حامد ضمن مقاله الطويل في كشف ما اعتره فسادا قائلا : 'تأتى الدهشة التى تفقد العقل صوابه وهى تبرع المستشفى إلى هيئة الصرف الصحى بمبلغ سبعة وثلاثين مليوناً ونصف.. أكرر هيئة الصرف الصحى وليس أى مستشفى يعانى من الجفاف المالى، بينما يعالج مئات الآلاف ويحقق نتائج ومعدلات شفاء عالية جداً.. بالإضافة إلى أن قانون تأسيس المستشفى لا يسمح بإنفاق أى قرش فى غير الغرض المحدد له وهو علاج الأطفال المرضى.. لا يخدعنا المظهر الأنيق للمستشفى والعاملين به فهو ليس فندقاً يقدم الغرف والطعام للنزلاء.. وإنما هو مستشفى هدفه علاج الأطفال فى المقام الأول'.
وقال : 'لأن الدكتور أبوالنجا ومن معه يحتمون وراء شبكة قوية من كبار وصغار الصحفيين والمسؤولين أيضاً بعضهم لا يعرف حقيقة ما يجرى والبعض الآخر يعرف ويصمت مجاملة لأن هذا المستشفى فى حماية الدولة ذاتها، والسيد أبوالنجا يعلنها أحياناً صراحة وأحياناً تلميحاً بأن الصدام مع المستشفى هو صدام مع الدولة، وأنا شخصياً لا أخشى الصدام مع الدولة فى حالات الكشف عن فساد أو إهمال، ثم أنا على يقين أن هذا المستشفى ليس هو الدولة.. لقد قام ونهض بأموال كل شعب مصر الذى دفع الملايين يتساوى مع الذى اقتطع من قوت عياله جنيهاً وتبرع به رحمة بطفل يعانى.. ولا أحد فوق الحساب والمساءلة.. ونأتى إلى الأرقام:
مستشفى سرطان الأطفال 57357
١- عدد أسرة المستشفى حوالى مائتى سرير القاهرة وطنطا، ويستقبل كل عام ألف مريض لا أكثر ونسبة الوفيات ٢٥٪ وهنا لنا وقفة لأن الإعلانات تقول إن نسبة الشفاء مائة فى المائة.
٢- إجمالى التبرعات بنسب متفاوتة يزيد على المليار جنيه سنوياً.
٣- ما ينفق منها على علاج الأطفال بين ١٦٠ مليون جنيه و٢٠٠ مليون جنيه.
٤- ومن خلال البحث عن أرقام دقيقة وجدنا فى تقرير المراقب المالى عن عام ٢٠١٧ الآتى:
- التبرعات أكثر من مليار جنيه.
- الإعلانات ١٣٦ مليون جنيه.
- علاج الأطفال المرضى ١٦٤ مليون جنيه.
أما بالنسبة للأجور والرواتب عام ٢٠١٥ فهى ٢١٠ مليون جنيه، وعام ٢٠١٦ ٢٨١ مليون جنيه، ولم تعلن ميزانية ٢٠١٧ حتى الآن. والميزانية التقديرية لعام ٢٠١٨ هى ٤٠٠ مليون جنيه.
واختتم : الثابت أن هذا المستشفى المغلف بورق السلوفان والمحاط بالسرية والكتمان كأنه مؤسسة عسكرية، مطلوب منه أن يكشف أوراقه ويعلن عن ميزانيته، فهو بعيد عن الحصانة من أى نوع ويخضع للمحاسبة لأنه انتزع انتزاعاً من المعهد القومى للأورام.. وعليه أن يغير من سياسته المشبعة بالتعالى على الفقراء وتجاهل صرخات أطفالهم، الابتسامة على وجوه الأطفال ترى فى الإعلانات فقط.. أما الدموع والحسرة والألم فهى على وجوه المطرودين بلا رحمة من المستشفى.