قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه قد اتفق العقلاء على مدح الصدق وذم نقيضه وهو الكذب، وكفى بالصدق مدحا أن يدعيه من ليس أهله، وكفى بالكذب ذما أن يتبرأ منه من هو أهله.
أقبح الذنوب
وأضاف على جمعة، في منشور له، أنه قد أرشدنا ربنا إلى التمسك بهذا الخلق الفاضل في كتابه الكريم، وفي سنة رسوله العظيم صلوات الله عليه وسلامه، في نصوص أكثر من أن تعد، وقبل ذكر هذه النصوص
والصدق واجب بإجماع المسلمين والنصوص الآمرة به كثيرة جدا ، كما أن الكذب حرام بالكتاب والسنة، وهو من أقبح الذنوب وفواحش العيوب، وإجماع الأمة منعقد على تحريمه مع النصوص المتظاهرة على ذلك.
قال ﷺ: (طوي المؤمن على الخلال كلها غير الخيانة والكذب ). [مصنف ابن أبي شيبة]، وقال صفوان بن سليم : قيل للنبي ﷺ: أيكون المؤمن جبانا ؟ قال : نعم . قيل : أفيكون بخيلا ؟ قال : نعم . قيل : أفيكون كذابا ؟ قال : لا. [موطأ مالك].
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول : (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وأن الكذب ريبة )[المستدرك].
وأكد جمعة أن الصدق نجاة وقوة لأن الصادق لا يخشى من الإفصاح عما حدث بالفعل؛ لأنه متوكل على الله، والكذاب يخشى الناس، ويخشى نقص صورته أمام الناس، فهو بعيد عن الله، وقد قيل وقيل في منثور الحكم : الكذاب لص لأن اللص يسرق مالك، والكذاب يسرق عقلك.