ذكرى تحرير طابا.. عبور آخر بطريقة دبلوماسية

تحتفل مصر، اليوم، بذكرى استرداد طابا، في التاسع عشر من مارس 1989، ورفع العلم المصري فوق آخر قطعة أرض احتلها العدو الصهيوني عام 1967.

ملحمة عسكرية وانتصار دبلوماسي

ويمثل اليوم ذكرى مجيدة لانتصار سياسي ودبلوماسي عظيم توجت به مصر ملحمتها العسكرية الخالدة التي أدارتها ونفذتها القوات المسلحة يوم السادس من أكتوبر 1973، ومن ورائها الشعب المصري بأكمله، حيث أبت مصر أن تترك سلاحها دون أن تحرر آخر شبر من أرضها حاول العدو التمسك به والمماطلة في إعادته، إلا أن مصر لم تتعود أن تتنازل عن حبة رمل من أراضيها.

طابا

رأس خليج العقبة الاستراتيجي

وتقع طابا على رأس خليج العقبة الاستراتيجي، وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريباً، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم شمالاً، وتمثل قيمة تاريخية واستراتيجية كبيرة لموقعها المتميز الذي يشرف على حدود 4 دول هي مصر، السعودية، الأردن، فلسطين، وتبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي نحو 7 كم شرقاً.

وفي أواخر عام 1981، وفي المرحلة الأخيرة لانسحاب إسرائيل من سيناء بحسب اتفاقية السلام الموقعة عام 1979، حاولت إسرائيل افتعال أزمة تتعلق بالحدود، وأثارت مشكلة حول وضع 14 علامة حدودية أهمها العلامة (91) في طابا، الأمر الذي أدّى لإبرام اتفاق في 25 أبريل 1982 والخاص بالإجراء المؤقت لحل مسائل الحدود، والذي نص على عدم إقامة إسرائيل لأي إنشاءات وحظر ممارسة مظاهر السيادة، وأن الفصل النهائي في مسائل وضع علامات الحدود المختلف عليها يجب أن يتم وفقاً لأحكام المادة السابعة من معاهدة السلام المبرمة بين البلدين، والتي تنص على حل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات، وأنه إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات بالمفاوضات فتحل عن طريق التوفيق أو تحال إلى التحكيم.

استفزاز إسرائيلي ورد مصري

وبعد 3 أشهر من الاتفاق، وكعادتها في الاستفزاز، افتتحت إسرائيل فندق سونستا وقرية سياحية وأدخلت قوات حرس الحدود، فردت الحكومة المصرية بتشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا، لتخوض مصر بعدها معركة طويلة عبر سلسلة من المفاوضات استمرت حتى 29 سبتمبر 1988، إذ تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية، وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلناً السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها.