السخرية من الأمور المرفوضة اجتماعيًا ودينيًا، وبرغم ذلك إلا أنها تتكرر يوميًا على مستوى التعاملات بين الناس، وأصبحت السخرية ليست على المستوى الاجتماعي وفي الشارع مصري فقطـ بل تصعد الأمر إلى السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكثر انتشارًا.
ومن أنواع السخرية التي أصبحت شائعة ويتم ترويجها مؤخرًا هي الشائعات المرتبطة بالنوادي، والسخرية بين مشجعي فريق ضد المشجعين للفرق الأخرى، وأصبحت السخرية وتقليل من شأن الآخرين على شاشة التلفاز وفي جميع وسائل الإعلامية، حتى أصبح الأمر اعتيادي كأمر طبيعي بين الناس.
ولأجل هذا وبسبب انتشار السلوك السيئ 'السخرية'، واعتيادها حتى في نهار رمضان، صرح الداعية الإسلامي الدكتور محمد علي، عن موقف السخرية في الإسلام وفي نهار رمضان. الدكتور محمد علي
السخرية في الإسلام
وقال الدكتور محمد علي، في تصريحات خاصة لـ أهل مصر: أنه نهى الإسلام عن السخرية أيًا كانت وممن كانت ولمن كانت، فالسخرية طبع السفهاء الظالمين لأنفسهم ولغيرهم، وذكر قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
وأضاف خلال حديثه بأن القرآن الكريم سجل عاقبة الساخرين والمستهزئين من المؤمنين، وأخبر بانعكاس الوضعية يوم القيامة بصورة يصبح الساخرون موضع سخرية واستهزاء من طرف عباده المستضعفين في هذه الدنيا، قال الحق سبحانه:(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ، وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ،وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ، وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ،وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ، فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ )
السخرية والصيام
وضح الدكتور محمد علي في تصريحاته أن السخرية تُنقص من ثواب الصائم، وذكر أنه قال صلى الله عليه وسلم:(رُبَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ).
وأوضح أن في هذا الحديث يخبر أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع'، وهذا محمول على من صام ولم يخلص النية، أو لم يتجنب قول الزور والكذب والبهتان والغيبة والسخرية من الناس ونحوها من المناهي؛ فيحصل له الجوع والعطش، ولا يحصل له الثواب.