السودانيين في مصر: نعانى مرارة الحرب في بلادنا كما أننا متواجدون فيها ونأمل أن تعود بلادنا كما كانت

الصحفي حسين حمدان مع أحد السودانيين
الصحفي حسين حمدان مع أحد السودانيين

لازالت الأزمة السودانية تخيم بظلالها، حيث تتجه أنظار العالم إليها، خاصة بعدما عملت مصر على استرجاع المصريين القاطنين بها، وقد أكدت العديد من التقارير، أن الأزمة السودانية يتم معالجتها بصورة لا تنظر للمستقبل، وبطريقة مغلوطة، فالأوضاع في السودان تحتاج إلى رؤية غير تقليدية، حتى يتم الخروج منها، خاصة في ظل تعنت طرفي النزاع.

وأشارت التقارير إلى أن موقف مصر من الأزمة السودانية واضح ولديها رؤية تنظر للمستقبل، مع التحذير من التدخل العسكري الخارجي، ومساعدة الأشقاء من خلال فتح المعابر للدخول إلي الأراضي المصرية، وما بين هذا أو ذاك فالجميع ينظر إلي السودان ويمني النفس بالتخلص من هذه الأزمة، وعودة الأمور إلي مجاريها، ويمني السودانيين المقيمون بمصر أنفسهم بالعودة إلي أراضيهم، والتخلص من هذا الظلام الدامس، الذي جعل الجميع يعيش في حالة من التخبط.

الصحفي حسين حمدان مع أحد السودانيين الصحفي حسين حمدان مع أحد السودانيين

السودانين في مصر

تواصلت ' أهل مصر ' مع العديد من السودانين المتواجدين في مصر، والذين أصبحوا في حالة لا يرثي لها خاصة بعد تصاعد الحرب هناك، قال 'جاسر محمد' 30 سنة من إقليم دار فور، ويقيم بمنطقة أرض اللواء ويعمل في بيع الكتب، أنه جاء إلي مصر منذ عام 2003 مرة واحدة، ثم رجع إلي السودان مرة أخري حيث استقر بها حتى عام 2015.

وبعد اشتداد النزاعات في إقليم دار فور، قدم على طلب الجوء إلي مصر، واستقر بها منذ هذا العام، لكن عائلته لازالت في السودان تعاني مرارة الحرب، حيث يقول أنهم يقيمون الأن داخل المعسكرات، ولا يستطيعون الخروج منها مخافة الرصاص المستمر، والذي تسبب في يوم واحد في وفاة 180 شخص من الأهالي.

وأضاف أنه يعاني حتى الأن مرارة التواصل مع أهله الذين أصبحوا في خطر مستمر، لا يعلم أحد متي سينتهي وما هو الحد الذي عنده سوف تنتهي هذه الأزمة، وعندما يأتي ماذا سيكون وضع السودان، هل يتبقي منها شيئ؟، هل لا يزال الشمالي السوداني بوحدته؟ أم يكون هناك تمزق مثلما حدث قبل ذلك واستقلال جنوب السودان وأصبح دولة عن شماله ؟.

وعلق 'عبدالله الحج' 25 سنة من العاصمة الخرطوم، و يعمل في مصر في تجارة الملابس، أن الوضع في السودان أصبح خطر حتى على الأهالي فالجميع متواجد في المعسكرات، وأصبح الخروج منها يشكل خطر على الأطفال والنساء والفتيات، الذين أصبحن مرتعن للاغتصاب، تزامناً مع التوترات.

فيما قال 'عبد الرازق أبوقرين' شاب يبلغ من العمر 35 سنة، ويقيم بمنطقة وسط البلد ويعمل في بيع المصاحف والمشتقات الدينية، أنه لا يستطيع التواصل مع أهله بسبب الشبكة التي لاتزال منقطعة، وعندما تأتي تكون لعدة لحظات وعند محادثة أحد من أهله لا تكون واضحة نسبيًا، وأصبح الأمر لا يحتمل بالمرة، فزوجته وأبناؤه دائما في خطر ولا يستطيع أن يتواصل معهم، ومعرفة ماذا يريدون وكيف كان الوضع وأصبح في يوم وليلة بهذا الشكل؟.

وتابع 'أبوقرين' أن القوات الأجنبية متواجدة بالفعل على أرض السودان، لكن لا تعطي أي جديد، بل إن الجميع ينظر ويتأمل ولا أحد يعلم ما هو المصير، متمنياً أن يرجع السودان ويتخلص من كبوته، حتى يستطيع أن يرجع إلي أهله، أو يقدم لهم طلب اللجوء إلى مصر، خاصة وأنه قد قدم من هناك إلي القاهرة منذ 6 أشهر تقريبًا.

WhatsApp
Telegram