اعلان

البابا تواضروس من الفاتيكان: مصر فلتة الطبيعة محفوظة في يد الله وقلبه أيضًا

البابا تواضروس
البابا تواضروس
كتب : أهل مصر

بدأت منذ قليل فعاليات الاحتفال بيوم المحبة الأخوية، بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والكنيسة الكاثوليكية برئاسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان من ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.

البابا تواضروس

خمسين سنة على عودة العلاقات بين الكنيستن القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية

واستقبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في المقابلة العامة الأسبوعية لبابا الڤاتيكان في ساحة القديس بطرس، احتفالًا بمرور خمسين سنة على عودة العلاقات بين الكنيستن القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية وعشر سنين على زيارة البابا تواضروس الأولى للڤاتيكان وبدء يوم المحبة الأخوية.

وقال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في كلمته منذ قليل في احتفال يوم المحبة الأخوية، بساحة القديس بطرس بالفاتيكان: الأخ الحبيب صاحب القداسة البابا فرانسيس أصحاب النيافة، السيدات والسادة، المسيح قام.. بالحقيقة قام، أود أن أنقل لكم تهنئتي وكل أعضاء المجمع المقدس وكل هيئات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعيد العاشر لاختياركم الإلهي كبابا وأسقف لروما، وأُثَمِّن كل ما فعلتموه في هذه الفترة من خدمة لكل العالم في كل المجالات وأصلى أن يحفظكم المسيح في كامل الصحة ويمنحكم بركة العمر الطويل.

وأضاف البابا تواضروس الثاني: أنظر الآن إلى هذا المكان وأعود بذاكرتي عشرة أعوام، في نفس التاريخ متذكرًا محبتكم الغالية في استقبالي ووفد الكنيسة القبطية في زيارتي الأولى لكم، وكيف قضينا بصحبتكم وقتًا مقدسًا مملوءًا بالمحبة الأخوية التي غمرتمونا بها.

يوم المحبة الأخوية

وتابع: هذه المحبة التي صارت شعارًا نحتفل به سنويًا في يوم المحبة الأخوية ونتحدث هاتفيًا لنجددها كل عام، وهو يوم يجسد الروح المسيحية والمحبة التي تجمعنا في خدمة الله وخدمة إخوتنا وأخواتنا في الإنسانية ليتم فينا قول يوحنا الحبيب 'أيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ ٱللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ ٱللهِ وَيَعْرِفُ ٱللهَ'. (1 يوحنا 4: 7).

وأردف البابا تواضروس الثاني: لقد اخترنا المحبة حتى لو كنا نسير عكس تيار العالم الطامع والذاتي، لقد قبلنا تحدي المحبة التي يطلبها منا المسيح، وسنكون مسيحيين حقيقيين وسيصبح العالم أكثر إنسانية، ليعرف العالم كله أن الله محبة وهذه هي أسمى صفاته.

وتابع: يتزامن هذا الموعد أيضًا مع الذكرى الخمسين لزيارة البابا شنودة الثالث للبابا بولس السادس وهذا ما يجعله أكثر أهمية وتأثيرًا على العلاقات بين كنائسنا، ولا أنسى شكركم بكل فرح على زيارتكم الغالية لنا في مصر عام 2017، وكيف كانت بركة لكل مصر، وحين قلتم: نحن لسنا وحدنا، في هذه المسيرة المشوقة والتي - على مثال الحياة - ليست دائمًا سهلة وواضحة، والتي من خلالها يحثنا الرب للمضي قدمًا، وتدفعنا لأن نكون منذ الآن صورة حية لأورشليم السمائية.

وأردف: ونحن نسير معًا في طريق الحياة واضعين نصب أعيننا وعده الَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.' (1يو 2: 25) ونتعايش فيها ونتكامل معًا مسنودين بالصلاة بحسب هذا الوعد، مهما اختلفت جذورنا وانتماءاتنا فتجمعنا محبة المسيح الساكنة فينا وسحابة من الاَباء الرسل والقديسين تحيط بنا وترشدنا.

أرض مصر فلتة الطبيعة أبوها التاريخ وأمها الجغرافيا

واستكمل البابا تواضروس الثاني حديثه: لقد جئنا إليكم من الأرض التي كرز فيها مارمرقس الرسول تأسس فيها كرسيه في الإسكندرية ليكون واحدًا من أقدم الكراسي الرسولية في العالم، أرض مصر التاريخ والحضارة، يقولون عنها أنها فلتة الطبيعة، أبوها التاريخ وأمها الجغرافيا.

وتابع: جئت إليكم من الكنيسة القبطية التي تأسست في القديم بنبوة في سفر اشعياء النبي'فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا' (أش 19: 19)، ثم تقدست بزيارة العائلة المقدسة وباركت أرضها شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا.

محفوظة في يد الله وقلبه

وأردف: مصر الأرض التي انتشرت منها الرهبنة المسيحية وتأسست بقديسيها انطونيوس ومكاريوس وباخوميوس، ملهمة مدرسة الإسكندرية منارة اللاهوت في التاريخ! وكانت ولازالت مواضع مقدسة للصلاة امام الله، ونؤمن أنها محفوظة ليس فقط في يد الله بل وفى قلبه أيضًا.

وتابع: أنني أقف هنا حيث كرز بولس وبطرس الرسولين، وأفرح أن نلتقى في هذا الصرح العظيم وأتأمل هذه الأعمدة التي تحمل هذا المكان وأتذكر وعد الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا: 'من يغلب فسأجعله عمودًا في هيكل إلهي، ولا يعود يخرج إلى الخارج' (رؤ 3: 12). وأطلب منكم جميعا أن نتمسك بهذا الوعد، أن نغلب شر العالم بكل ضعفاته كما علمنا الآباء، وأن نكون على قدر المسؤولية التي نحمله ونعيش كرائحة المسيح الذكية لهذا العالم وأن نجتمع لأجل سلامه.

وتختتم البابا تواضروس الثاني: أننا في هذا العالم نسير كما سار هو، نهتف مع داود المرنم في مزموره 'تَمَسَّكَتْ خُطُوَاتِي بِآثَارِكَ فَمَا زَلَّتْ قَدَمَايَ' (مَزَ:5:17) وننادى في كل العالم بالسلام الذى يفوق كل عقل مصلين أن يحل في كل الربوع وأن يكون هو أولوية القادة والشعوب، أصلى معكم اليوم ولي كل الرجاء أن يستمع الله الى صلواتنا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً