أشاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيَّاد بكلمة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب،شيخ الأزهر، أمام مجلس الأمن بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي ألقاها عبر الفيديو كونفرانس، واستعرض خلالها مجموعة من القضايا المهمة التي يعد النجاح في تقديم حلول ناجحة لها بمثابة إنقاذ للبشرية وإقرارٍ عاجلٍ لمفهوم السلام بين جميع الشعوب، خاصة وأنها جميعها ترتبط بالإنسانية وتعلي قيم العدالة العالمية بين الجميع.
وأضاف الدكتور عيَّاد أن كلمة الإمام الأكبر جاءت في توقيت مهم تحتاج البشرية فيه جميعها إلى نبذ الاختلاف والشقاق بين الشعوب حتى لا تتسع الدائرة أكثر من ذلك، وهو ما ركز عليه الإمام عندما أكد أنه لا مكان لنظريَّات الصِّدام والصِّراع، أو نظريَّة العِرْق، أو نَظَريَّة رسالة الرَّجُل الأبيض وهيْمَنته على باقي عباد الله، واستعمار بلادهم واستنزاف خيراتهم.. فقط، وأن هذه العلاقةُ لابد وأن تكون فقط هي «السَّلام» بين النَّـاس وهذا هو ما يعتمده الإسلام، وسائر الأديان الإلهيَّة من قبله.
وبيّن الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن ما طرحه الإمام الأكبر لم يكن مجرد خطاب وليد اللحظة لأداء مهمة وقتية، وإنما كان مدعومًا ببراهين وحجج منطقيةٍ تؤكد مخاطر هذه الأزمات والصراعات، وضرورة أن يكون إعلاء قيم الإنسانية من أهم أسباب الخلاص منها والتخلي عن عبثها، خاصة وأنها خلفت الكثير من الدمار لعالمنا الحديث نتيجة الأطماع من ناحية والعنصرية من ناحية أخرى.
وأشار الدكتور عيَّاد إلى أن الإمام الأكبر ذلكم الرمز الديني لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم لم يغفل لحظة هموم قضية أمتنا العربية والإسلامية، التي يعتبرها أزمة إنسانية قبل أن تكون انتهاكًا للحقوق والمقدسات، فقد صدَّر خطابه بالأزمة الفلسطينية، مطالبًا مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالإسراع -اليوم قبل الغد- إلى إقرار دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، كما دعا إلى حماية المسجد الأقصى الشريف من هذه الانتهاكات التي يتعرض لها يومًا بعد يوم.
وتابع عيَّاد قائلًا: إن الإمام استكمل في خطابه خريطة هذه الأزمات خاصة على مستوى الشرق عندما ضرب أمثلة بالحروب الدائرة في العراق، وأفغانستان وما خلَّفته جميعها من مآسٍ وآلامٍ وأحزان، طوال عشرين عامًا، كما تعرض لحرب سوريا وليبيا واليمن وتدمير حضاراتهم العميقة، الضاربة بجذورها آلاف الأعوام في عمر التاريخ، وصراعات الأسلحة على أراضيهم وفرار أبنائهم ونسائهم وأطفالهم، وفرارهم من هول حرب لا حول لهم فيها ولا قُوَّة، كما أن طرحه لم يقتصر على الشرق فقط، وأنما عرج أيضًا على الحرب الدَّائرة على الحدود الشَّرقيَّة لأوروبا، وما تثيره من رعبٍ، وتبعثه من خوفٍ وقلقٍ من أن يعود العالم مع هذه الحرب إلى ما قبل العصر الحجري، ثم تطرق إلى دعوة المجتمع الدولي إلى وقفٍ فوريٍّ لهذه الكارثة، وحماية الأبرياء من سَفْك الدِّماء وخراب المدن وتدمير القرى.