ثمن الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية، عن الزيادة السكانية، قائلا: 'كشفت حجم خطورة الزيادة السكانية، وتتفق مع ما أمرنا به الإسلام من الحفاظ على من نعول وتربيتهم تربية حسنة جيدة، ولا نضيعهم'.
أسامة قابيل
خطورة الزيادة السكانية
وأوضح العالم الأزهري، فى تصريحات صحفية، أن هناك مفاهيم مغلوطة فى المجتمع وبين الناس، عن النسل، مضيفا: 'فى ناس تقول العيل يجى برزقه، وناس تانى تقول لازم نزيد النسل عشان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يباهى بنا الأمم، وكل هذه الأمور لا تتفق مع الشريعة، فهل يعقل ان تكون رجلا فقيرا وتنجب ٦ أطفال ضعاف لم يتم تربيتهم تربية صحيحة ولا تعليمهم جيدا، وبالتالى يعيشون فى حياة كلها عسر، والله سبحانه وتعالى يريد بنا اليسر، ومن هنا مقولة العيل يجى برزقه، غير سليمة والنتيجة كيف يباهى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأمم بأمة ضعيفة'.
وأشار إلى أن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما أسس الدولة فى المدينة المنورة وضع لها قواعد اقتصادية، وآخى بين المسلمين والانصار حتى أصبحوا قوة اقتصادية أمام اليهود، وبالتالى الاقتصاد له أهمية كبيرة فى حياتنا، فقال تعالى: ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا﴾ ، كل ما على الأرض من زينة ومصادر النمو الاقتصادي خلقها الله تعالى واستخلف الإنسان ليتمتع بها ولكن بشرط الالتزام بالشرع الذي نزله لكل أمة حسب مرحلتها الزمنية، فهذا امتحان وابتلاء واختبار من الله للإنسان، وعلى أساسه يختار الله تعالى المؤمنين الصالحين المتقين، فهذا يتطلب منا أن نقتصد فى الإنجاب وتربية الابناء ليكونوا مؤمنين نافعين لوطنهم ومجتمعهم، وعلينا أن نفهم أن دين الله جاء لإسعاد الناس والبناء والعمران وتحقيق التنمية فى كل المجالات.
ونوه، إلى أن بعض الدول الكبيرة استثمرت فى أبنائها واقتصدت فى إنجاب الأطفال، وبالتالى حققت نمو كبير واصبحت قوة اقتصادية كبيرة، لافتا إلى أنه علينا أن كل رب أسرة ينظر كيف سيكون مستقبله بطفلين فقط، وايضا كيف سيكون حاله فى حال انجاب ٤ أبناء، وعليه أن يعرف أن أكبر ذنب يعمله الإنسان إنه يضيع من يعول، يعنى من يخلف ولا يحسن التربية يرتكب أكبر إثم، مستشهدا بحديث سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم: 'كفا بالمرء إثما أن يضيع من يعول'.
وشدد على أن تنظيم النسل موجود من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأقره على الصحابة، حيث يَقُول جَابِر بْن عَبْد اَللَّه رَضِي اَللَّه عَنهُما : ' كُنَّا نَعزِل ' ، والْعَزْل : أن يَنزِع الرَّجل ذِكْره إِذَا قَارَب الإنْزال أَثنَاء مُجامعته المرْأة ، وَينزِل خَارِج الفرج ؛ منْعًا لِحدوث الحمْل ، ' على عَهْد اَلنبِي صَلَّى اَللَّه عليْه وَسلَّم والْقرْآن يَنزِل ' ، وَفِي هذَا إِشارة إِلى إِقْراره صَلَّى اَللَّه عليْه وَسلَّم لِلْعزْل ، وأنَّ اَللَّه لَم يَنزِل فِيه قُرْآنًا يحْرمه ، وَفِي رِواية مُسْلِم : ' فَبلَغ ذَلِك اَلنبِي صَلَّى اَللَّه عليْه وَسلَّم ، فلم يُنْهِنا ' ، أيْ : لَم ينْههم عن العزْل.