طارق متولي يكتب: المهنة أي كلام

طارق متولي
طارق متولي

آباؤنا وأمهاتنا وأجدادنا عاشوا أفضل حياة دون بيبسي ودون ماكدونالدز وكنتاكي ودون شيبسي وبيتزا ودون تليفونات، عاشوا في منتهى الهدوء والسعادة والقوة، والأهم من ذلك أنهم كانوا يعملون عملا حقيقيا يزرعون ويصنعون ويعلمون أولادهم ويربونهم عاشوا مترابطين متكاملين يضربون في الأرض ويعمرونها.

أما نحن الآن فقد هجرنا الأرض والفلاحة والصناعة ورحنا نلهث وراء سراب التقدم وأحلام الرفاهية واختراع الأوهام لا نعمل عمل حقيقى ولا ننتج اى شىء نبحث عن الأشياء الجاهزة كى نحصل عليها بدون عمل ودون مجهود اخترعنا أو اخترعوا لنا أعمال تافهة لكي تدر علينا بعض المال لنشترى هذه التفاهات، منسق حفلات، مطرب راقصة، ممثل، ممثلة، قارىءملقن، حارس امن، لاعب، مفكر، مهرج لاعب كرة، تاجر، سمسار، محلل كرة، حكم كرة عمال ترفيه.

حتى الألعاب لا نصنعها ولكن نلعب بها فقط أصبحنا لا نجيد شيئا ذا قيمة نحن فى الحقيقة نعمل خدم عند هؤلاء الذين احتكروا العمل والإنتاج والخدم بالطبع يأكلون ما يقدم لهم ويلبسون ما يفرض عليهم ويعيشون وفق مايمليه عليهم مستخدميهم وأسيادهم نحن مساجين محكومين بالإشغال الشاقة المؤبدة في سجون مفتوحة لانستطيع أن نهرب منها لأننا ببساطة اصبحنا نعمل مساجين وسجانين أيضا.

WhatsApp
Telegram
عاجل
عاجل
رئيس الوزراء: عودة شركة النصر للسيارات قرار استراتيجي من الدولة