صرّح اللواء عصام البديوي، رئيس شركة السكر للصناعات التكاملية، بتوقف عمل مصنع أبو قرقاص عن العمل بالقصب لأول مرة منذ 155 عاما.
وأكد «البديوي» في تصريحات له، أن المصنع يواجه أزمة نقص توريد القصب إليه، موضحا انخفاض حجم التوريد من 750 ألف طن منذ عام 2020 إلى 90 ألف طن العام الماضي 2023، ثم إلى 10 آلاف طن فقط هذا العام.
وأوضح رئيس شركة السكر أن هذه الكمية لا تكفي العمل بها 5 أيام، لذا قررت الشركة تحويل عمل المصنع من قصب إلى بنجر فقط.
تصريحات رئيس شركة السكر بشأن عوائق العمل بالبنجر
كان اللواء عصام البديوي، قد أكد لـ«أهل مصر» في حوار خاص أكتوبر الماضي، على أن العمل بالبنجر بدلا من السكر قد يكون عبء على الموازنة العامة للدولة، خاصةً أننا نحصل على بذور البنجر بالكامل من الخارج: «لا نرغب في تحويل السكر إلى سلاح مثل البترول، في حالة الأزمات السياسية يتم استخدامه ووقفه عن الدولة».
وأرجع عصام البديوي، أن الإشكالية في أزمة حجم إنتاج القصب، تتعلق بنظام الري الخاطئ، وأن الدولة تدعم المزارع الذي يلتزم بنظام الري بالتنقيط وليس الغمر لأن الأخير يسبب إهدار في المياه وإتلاف في عود القصب.
أزمة مصنع أبوقرقاص مؤشر على انهيار زراعة القصب في مصر
قال اللواء عصام البديوي، إنه لا يرغب في وصفها انهيار لكن الدولة تواجه خطر انخفاض زراعة قصب السكر.
وكشف اللواء عصام البديوي في حوارله مع «أهل مصر» أكتوبر الماضي، وقبل بدء موسم حصاد القصب الآتي:
- قدمنا للري دعم وحاليا نعقد بروتوكول يُنفّذ على محورين .. المحور الأول: زراعة قصب بنظام ري التنقيط، لأن عود القصب يمتص كميات كبيرة من المياه وفي حالة شراء العود يكون 70% منه مياه (في حالة نظام الري بالغمر)
- بناء عليه، بدأنا نتحرك على فكرة زراعة القصب في الأراضي الصحراوية، وخاصةً في المنيا التي تعتبر من أكبر المحافظات في زراعته حاليا.
- نجحت تجربة بعض المزارعين في 2016 بعد زراعة كميات كبيرة من القصب في الصحراء وإنتاج عود عفي وقوي وسميك.
- حاليا ننسق مع جهات كبرى لديها مساحات كبيرة للزراعة، وفي هذه الحالة سألتزم بشراء الكميات وتوفير عجز 4 مليون طن.
حلقة مفقودة .. لغز زراعة القصب في المنيا
رغم تأكيدات رئيس شركة السكر للصناعات التكاملية، عن أن المنيا تُعد أكبر مُنتج للقصب، السنوات الماضية، وسعى الدولة على توفير العملة الدولارية، إلا أن المستجد في العام الجديد هو توقف عمل أكبر مصنع سكر قصب في المنيا والكشف عن خسائر وصلت إلى 112 مليون جنيه، وأن حجم التوريد إلى المصنع انخفض إلى 10 آلاف طن فقط بدلا من 750 ألف طن من أصل 950 ألف طن قصب مزروع.
وبدلا من توفير استيراد بذور البنجر كاملة من الخارج -كما أوضح في وقتِ سابق- سيتم العمل بكميات كبيرة من بنجر السكر بدلا من القصب في مصنع أبو قرقاص.
أزمة توريد السكر
تحدث رئيس شركة السكر عن أزمة التوريد التي تواجه الشركة الفترة الأخيرة، موضحا انسحاب آلاف المزارعين من منظومة القصب، في حين أن 90% من عصارات العسل الأسود «بير سلم» وتؤثر على كمية القصب الموردة إلى الشركة.
مُشيرا إلى أن الشركة تتعاقد مع احدى الجهات الكبرى لتوفير 400 ألف طن قصب السنة المُقبلة وفي 2025 حتى لا يحدث عجز: «بعدها نطرح سكر بسعر عادل لتوفير كميات في السوق وبالتالي لا نضطر للاستيراد بالعملة الدولارية».