قال المفكر والمؤرخ القضائى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، إنه "رحل عن دناينا منذ أيام أستاذنا العملاق المستشار محمد محمود الدكرور ىنائب رئيس مجلس الدولة الأسبق عن عمر يناهز 90 عامًا.
وأضاف " المرحوم المستشار محمد محمود الدكرورىمن مواليد 21أبريل 1934 وخريج كلية الحقوق جامعة القاهرة دفعة 1955 بتقدير عام جيد جداً وعين فى مجلس الدولة بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 بثلاث سنوات وتحديدًا بتاريخ 16 أغسطس 1955 ليشهد تعيينه بعد تسع سنوات من نشأة مجلس الدولة عام 1946 فجراً جديداً لرجال مجلس الدولة الشوامخ الذين حملوا المنارة المضيئة من جيل الرواد بعد قيام ثورة أطاحت بالملكية واستقبلت عهداً جديداً للنظام الجمهوري مع اثنين من زملاء دفعته 1955 فى ذلك الوقت المستشارين المرحومين عبد المنعم فتح الله والدكتور عبد المنعم جيرة ".
وأوضح "ومضت بهم الأيام مسرعة ليتشكل المجلس الخاص فى من الثلاثة فى عهد الرئيس مبارك معأثنين من دفعة 1953 من العمالقة المرحوم المستشارعلى فؤاد الخادم رئيس مجلس الدولة الأسبق المدة من 1يوليو 1993 - 30 يونيو 1998وعضوية المرحوم المستشار المفكر طارق سليم البشرى النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الأسبق والمرحوم المستشار عبد العزيز حمادة دفعة 1954 , والمستشار الدكتور جودت الملط دفعة 1956 والذى تبوأ فيما بعد رئاسة المجلس متعه الله بالصحة والعافية ".
ويذكر الدكتور محمد خفاجى " لقد كان لى شرف التعامل مع المرحوم المستشار محمد محمود الدكرورىنائب رئيس مجلس الدولة الأسبق فى بداية حياتى القضائية حينما التحقت بالمجلس عام 1985 وبعدها بسنوات قليلة أثناء عملى عضواً بالمكتب الفنى لرئيس مجلس الدولة حينذاك والذى كان يضم زملائى العمالقة على قمتهم المستشار أحمد محمد حامد نائب رئيس مجلس الدولة وعضو المجلس الخاص الحالى ورئيس إدارة التفتيش الفنى والمستشار فارس سعد فام حنصل نائب مجلس الدولة وعضو المجلس الخاص الحالىورئيس هيئة مفوضى الدولة , وكنت حينذاك فى أكتوبر عام 1991 ضمن عدد من السادة المستشارين للقيام بتنظيم المبادئ القانونية لأحكام وفتاوى مجلس الدولة.
وأشار الدكتور محمد خفاجى "لقد كان المرحوم المستشار محمد محمود الدكرورىخلوقاً مع زملائه محباً لهم , ومتواضعاً مع الجميع , عرفناه قاضيا هادئًا، ومعلما متسامحًا، وخلوقاً راضيًا قنوعًا، ملتزمًا بإنسانيته مؤمنا برسالته متميزا بدماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب، متسلحا بالتواضع الذي زاده احترامًا وتقديرًا ومحبة في قلوب كل من عرفه والتقى به ، وكفاه محبة جميع القضاة ، فقد كان رحمة الله عليه من أشد المخلصين بعمله وكان يتسم بالبساطة والتيسير والخير لزملائه".
وتابع " وشغل المرحوم منصب المستشار القانونى للرئيس حسنى مبارك رئيس الجمهورية الأسبق لمدد طويلة من الزمن وحاز على ثقة رئيس الدولة الذى احتفظ به وكان يستحق هذه الثقة الغالية عن جدارة وجهد , لما يتصف به من التحلى بالعلم الرصين والحكمة البليغة والبصيرة القانونية النافذة , ثم عين عضواً بمجلس الشعب وعضواً باللجنة العليا للتشريع فضلاً عن أنه عمل مستشاراً للعديد من وزراء المالية المتعاقبين".
واختتم الدكتور محمد خفاجى "كم هي قاسية لحظات وداع الأحباب رفقاء الطريق من أساتذتنا الذين علمونا العلم النافع المفيد، والتي تسجل وتختزن في قلوبنا وذاكرتنا كل ذكرياتنا داخل جدران بيت العدالة ، ورغم اختلاف الزمان وتبدل الأحوال وتحديات العصر، ويجب على الأجيال الحالية أن تعرف تاريخ أساطين مجلس الدولة، ولا يسعنى إلا القول بأن مجلس الدولة منذ نشأنه عام 1946 سيظل نهراً خالداً للعدالة، وربما يجدد مياهه من حين إلى حين بحكم الزمن، لكنه لا يغير مساره فى البحث عن الحقيقة وانصاف المظلومين , رحم الله الفقيد على ما قدمه لبلاده فى محراب العدل بما يشفع له وهو فى دار الحق".