قال نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اللواء محمد إبراهيم الدويري ، إن مصر تتحرك بشكل مكثف بل وتسابق الزمن من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف اللواء الدويري، في تصريحات له، اليوم الجمعة أنه وفي هذا السياق التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في القاهرة، حيث تم بحث طبيعة المفاوضات الجارية حالياً الخاصة بتبادل الأسرى مع التأكيد بصورة قاطعة على ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية طويلة والإفراج عن الرهائن وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع.
رفض التهجير القسري للفلسطينيين
وتابع أن هذا الاجتماع أكد توافق الموقفين المصري والأمريكي إزاء مجموعة من النقاط المهمة من بينها الآتي: رفض التهجير القسري للفلسطينيين، التزام واشنطن بالعمل مع مصر من أجل تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي، إنشاء دولة فلسطينية مستقلة مع توفير ضمانات الأمن لإسرائيل ومعارضة العملية الإسرائيلية المزمعة في رفح.
ونوه بالتوازي مع الجهود التي تبذلها القيادة السياسية، فقد تحركت مصر أيضا في إطار المجموعة العربية السداسية من أجل التوصل إلى حلول عاجلة للأزمة المتسارعة والمتصاعدة في قطاع غزة والتي أصبحت الكارثة الإنسانية هناك تهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني بينما يكتفى المجتمع الدولي بأكمله بدور المراقب والمناشد دون ممارسة أية ضغوط مؤثرة على إسرائيل لإنهاء هذه المأساة.
ولفت إلى أنه وفي هذا الإطار عقدت المجموعة العربية السداسية (مصر - السعودية – قطر – الأردن – الإمارات - فلسطين) اجتماعين هامين يوم 21 مارس الحالي في القاهرة وذلك على مسارين منفصلين الأول مسار اجتماع خاص بالمجموعة العربية فقط، والمسار الثاني اجتماع المجموعة مع وزير الخارجية الأمريكي 'بلينكن' الذي يقوم بجولة حالية في المنطقة يزور خلالها كل من السعودية مصر وإسرائيل.
حل أزمة غزة
واعتبر اللواء محمد إبراهيم أن كلا الاجتماعين يكمل كل منهما الآخر حيث كان الموضوع الرئيس الذي تم بحثه هو كيفية الخروج من هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن.
وأوضح أن المجموعة العربية حرصت على توجيه رسالة واضحة إلى المسئول الأمريكي تضمنت المبادئ المطلوبة من أجل حل أزمة غزة وذلك على النحو التالي: إن الأولوية الأولى التي يجب أن يتم التركيز عليها تتمثل في وقف إطلاق النار في غزة بشكل شامل وفوري، وضرورة تكثيف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وبما يتطلب فتح جميع المعابر بين إسرائيل والقطاع لمواجهة الكارثة الإنسانية والمجاعة التي يتعرض لها سكان القطاع.
وشدد كذلك على أهمية توفير الدعم الكامل لوكالة 'الأونروا' ورفض كل المحاولات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية، ومعارضة أية عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية.
حل القضية الفلسطينية
وأشار إلى أنه ومن الأمور الإيجابية التي يجب الإشارة إليها أن لقاء المجموعة مع 'بلينكن' لم يقتصر فقط على أزمة غزة وإنما كان هناك حرص على التأكيد على الجانب السياسي الأهم الذي سيؤدى إلى حل القضية الفلسطينية حل شامل وذلك من خلال ما يلي: ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات الأحادية التي من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام بما في ذلك الاستيطان وتغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس وحتمية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في إطار حل الدولتين ووفقا للمرجعيات الدولية بما في ذلك مبادرة السلام العربية.
وأكد اللواء الدويري أن الجهود التي تبذلها مصر على كل المستويات تشكل مزيدا من الضغوط على إسرائيل للتجاوب مع المواقف الإقليمية والدولية التي تطالبها بوقف إطلاق النار، معتبرا أن الوضع الحالي أصبح يتطلب موقفا أمريكيا أكثر قوة وحسما للضغط على إسرائيل للالتزام بالتوصل إلى الهدنة الإنسانية خلال الأيام القليلة المقبلة وعدم الاكتفاء بالبيانات أو التحركات التي لم تؤثر في مجملها حتى الآن على الموقف الإسرائيلي، معربا عن أمله في رؤية المواقف الأمريكية الإيجابية المعلنة تتحول إلى واقع على الأرض.
واختتم اللواء محمد إبراهيم قائلاً: 'ننتظر عقب انتهاء الجولة السادسة لوزير الخارجية الأمريكي في المنطقة والتي تنتهي بزيارة إسرائيل اليوم الجمعة أن نرى تغيرا حقيقيا قريبا في الموقف الأمريكي لوقف الكارثة الإنسانية في غزة التي أدت حتى الآن إلى وقوع ضحايا أكثر من مائة ألف مواطن بين شهيد وجريح بالإضافة إلى المجاعة التي يشهدها القطاع والتي ستظل وصمة عار في جبين العالم بأكمله'.