اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي عقب صدور تداول منشور رسمي أصدرته محافظة القاهرة بالأمس الخميس 18 من أبريل، على حراس المدافن بمنطقة الإمام الشافعي والسيدة نفيسة، يُفيد وقف الدفن في مقابر المنطقة، وصدور تراخيص الدفن الجديدة على المقابر البديلة في العاشر من رمضان، تمهيدًا لاستكمال الإزالة في نطاق محور صلاح سالم البديل.
موجة غضب على "السوشيال ميديا"
وأثار هذا المنشور موجة غضب من قبل رواد مواقع 'السوشيال ميديا'، حيث أعلنت محافظة القاهرة، عن قرارها الذي يحمل رقم 2557 لعام 2024، نص على وقف الدفن بالمقابر في نطاق محور صلاح سالم البديل، الموجودة في منطقة الإمام الشافعي والسيدة نفيسة.
ونص القرار في مادته الأولى، على أن يقف الدفن في هذه المقابر السالف ذكرها مع نقل الرفات إلى مدافن التعويضات بالعاشر من رمضان تمهيدا لإزالتها، وستتولى إدارة الجبانات بالتنسيق مع حي الخلفية أعمال الإزالة، وعلى مديرية الشئون الصحية تسهيل استخراج تصاريح نقل الرفات المدافن الواقعة في نطاق الإزالة، وذلك بعدما عادت علامات «الإكس الحمراء» و«إزالة» للظهور على جدران بعض المقابر في المنطقة التاريخية، خلال اليومين الماضيين.
وتضم المنطقة المذكورة العديد من المقابر التراثية المسجلة ضمن قوائم التراث المعماري المتميز بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أغلبها لشخصيات تاريخية سياسية وثقافية، وسجّلت منظمة اليونسكو المنطقة بما تضمه من مقابر ضمن قوائم التراث العالمي.
وتوقفت أعمال هدم المقابر التراثية، في سبتمبر الماضي، وأبلغت جهات أمنية، حراس المقابر بمنع التجمعات في أحواش المقابر، ومنع التصوير، مع إيقاف أعمال الهدم وعدم نقل الرفات، والسماح بالدفن من جديد فيها.
وجدير بالذكر أنه في بداية 2022، أعلنت محافظة القاهرة عن إزالة ما يقرب من 2700 مدفن بالقرب من ميدان السيدة عائشة، وحدث أيضًا توسعة بطريق صلاح سالم عبر إزالة بعض المقابر من ترب المماليك المشهورة، ووصلتنا منذ أيام استغاثات من مجموعة من المواطنين بسبب إخطار محافظة القاهرة لهم بضرورة سرعة نقل رفات ذويهم من مقابر الإمام الشافعي والسيدة نفيسة تمهيدًا لنقلها خارج القاهرة.
بلاغ جماعي للنائب العام
ومع قرار توقف الهدم جاءت تحركات كبيرة شملت إعلان أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات عامة وعزمهم التقدم ببلاغ جماعي للنائب العام، ضد كل من وزيري السياحة والآثار، والأوقاف، ومحافظ القاهرة، ومسئولي التنسيق الحضاري، والجهات المشاركة في أعمال إزالة الجبانات التاريخية، مطالبين بفرض الحراسة على هذه المقابر، وسحب معدات الهدم وتقييم الأضرار التي لحقت بالمنطقة.
لجنة لتقييم الموقف
وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي في يوليو الماضي، بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر الواقعة بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وتضمن التوجيه الرئاسي إنشاء «مقبرة الخالدين» لتضم رفات «عظماء مصر وتتضمن متحفا للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية»، بحسب بيان رئاسة الجمهورية، وقتها، وهي المقبرة التي لم يُفصَح عن مصيرها وتطور إنشائها، حتى الآن.