ترأس دكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ورومان جولوفتشينكو «رئيس الوزراء البيلاروسي»، اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، جلسة مباحثات مُوسّعة تناولت مناقشة عدد من ملفات التعاون ذات الاهتمام المشترك.
وحضر المباحثات من الجانب المصري كل من: السيد القصير «وزير الزراعة واستصلاح الأراضي»، والمهندس/ أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، والسفير/ خالد عمارة، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية.
فيما حضر من الجانب البيلاروسي، أليكس بوجدانوف «وزير قواعد مكافحة الاحتكار والتجارة»، وسيرجي ترينتييف «سفير بيلاروسيا لدى القاهرة»، وعدد من مسئولي وزارات التجارة والصناعة والزراعة والخارجية وممثلي أبرز الشركات البيلاروسية العاملة في الجرارات الزراعية والمعدات الثقيلة والصناعات الغذائية والقطاع السياحي ورؤساء منظمات الأعمال والتجارة البيلاروسية.
ورحب دكتور مصطفى مدبولي برئيس الوزراء البيلاروسي في أول زيارة له كرئيس للوزراء إلى مصر، وفي الوقت نفسه تعد أول زيارة لرئيس وزراء بيلاروسي إلى مصر، مؤكدًا أنها زيارة تاريخية بكل المقاييس.
وأشاد رئيس الوزراء بالعلاقات الوطيدة التي تجمع القيادة السياسية بالبلدين والتي تجلت بوضوح في تبادل الزيارات الرسمية لرئيسي البلدين على مدار الفترة الماضية، حيث قام فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بزيارة العاصمة البيلاروسية "مينسك" في يونيو 2019، فيما قام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بزيارة مصر مرتين في عامي 2017 و2020.
ورحب رئيس الوزراء بجهود دفع العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية المختلفة، مشيرًا إلى إمكانية عقد الاجتماع الأول للجنة العليا برئاسة وزيريّ خارجية مصر وبيلاروسيا خلال العام الجاري (2024) إذا ما تم الانتهاء من الاتفاق حول عدد من مشروعات مذكرات تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وكذا إذا ما تم التوافق على مجموعة من المشروعات المشتركة في عدد من القطاعات الاقتصادية والتجارية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر تُولي اهتمامًا كبيرًا بزيادة معدلات التبادل التجاري مع بيلاروسيا بما يرقى لمستوى العلاقات السياسية المُتميزَة بين البلدين والامكانات الاقتصادية الكبيرة لهما، عبر التوسّع في الشراكات مع القطاع الخاص بالدولتين.
وفي هذا الصدد، أعرب عن تطلعه لتصدير المزيد من المنتجات المصرية للسوق البيلاروسية، خاصةً المنتجات الغذائية والفاكهة، والمنتجات الدوائية، وبعض المنتجات المعدنية.
وتطرق رئيس الوزراء إلى أن هناك فرصة كبيرة للتعاون بين مصر وبيلاروسيا لتوطين عدد من الصناعات البيلاروسية في مصر والاستفادة من الميزات والحوافز الكبيرة التي تتيحها مصر لبرامج تعميق التصنيع المحلي، في المناطق الصناعية المصرية، وفي مقدمتها المناطق التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى إمكان التعاون بين مصر وبيلاروسيا في مجال تجميع وتصنيع المعدات الثقيلة والجرارات والمعدات الزراعية، مُعربًا عن ترحيبه بالتعاون مع حكومة بيلاروسيا لإنشاء مركز لوجستي لتخزين وتجفيف الحبوب، مؤكدًا أن هذا المشروع سيكون ذا أهمية كبيرة لمصر.
كما أعرب، خلال جلسة المباحثات، عن تطلعه لزيادة أعداد السائحين البيلاروس إلى مصر خلال الفترة المقبلة، مشيرًا في هذا الصدد إلى أنه تتم دراسة تسيير رحلات طيران مباشر بين القاهرة ومينسك، ما يسهم في زيادة تدفق السائحين من دولة بيلاروسيا بمعدلات أكبر.
وبدوره، أعرب رئيس الوزراء البيلاروسي عن شكره للدكتور مصطفى مدبولي على حسن استقباله والوفد المرافق له بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وعبر رومان جولوفتشينكو عن إعجابه بالتجربة المصرية التنموية، مؤكدًا أن مصر تُعد من أهم اللاعبين المؤثرين اقتصاديًا في القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط.
وأعرب عن تطلعه إلى الارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين مصر وبيلاروسيا، مشيرًا إلى أن الفترة الماضية كان هناك الكثير من التحديات التي واجهت اقتصادياتنا، داعيًا إلى ضرورة ابتكار آليات جديدة لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين، ومُعددًا في هذا السياق مجموعة من الخيارات التجارية المتاحة التي يمكن أن يستفيد منها كلا البلدين.
وأوضح أن هناك أخبارًا إيجابية يمكن البناء عليها تتمثل في أن معدل التبادل التجاري بين مصر وبيلاروسيا قد ارتفع خلال الأشهر الأولى من العام الجاري (2024) مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي.
وقال رئيس الوزراء البيلاروسي إن بلاده بإمكانها إنشاء مركز لتخزين الحبوب، مشيرًا إلى أنه سيكون أحد المشروعات الواعدة للدولة المصرية، وأنه سيكون مشروعًا ضخمًا سيحقق مصلحة مشتركة للبلدين خاصة أن مصر سوق كبيرة للغاية يمكن أن يستفيد منهت المنتجون لأنها بوابة للقارة الأفريقية.
وأشار أيضًا إلى إمكان توطين عدد من الصناعات البيلاروسية في مصر مثل المعدات الثقيلة والجرارات الزراعية، وكذا يمكن إقامة مصانع لزيوت الطعام والألبان المجففة، داعيًا إلى بحث هذه الأفكار بجدية والتوافق على آليات محددة للتعاون في هذه المجالات ودراسة أي معوقات قد تمنع تنفيذها.
كما عرض إمكان التعاون في نقل تجربة بيلاروسيا الرائدة في مشروعات معالجة المياه والصرف الصحي وكذا مجمعات تدوير المخلفات الصلبة.
وأضاف: نحن جادون للغاية لتنفيذ هذه المشروعات في مصر ونرغب في تنفيذها مع شركاء جادين وموثوقين.
وأشار إلى أنه سيوجه الوزارات البيلاروسية المعنية بسرعة تنفيذ أي مذكرات تفاهم أو اتفاقات سيتم توقيعها مع الجانب المصري من أجل تعزيز التعاون المشترك في المجالات محل التوافق.
وأعرب عن تطلعه لاستضافة بيلاروسيا لأعداد كبيرة من الشباب والأطفال في مينسك في صيف 2024 في المركز الوطني للتعليم والترفيه للأطفال "زوبرينوك"، وهي المبادرة التي تُنفذ تحت رعاية رئيس جمهورية بيلاروسيا.
وردًا على ذلك، أكد رئيس الوزراء ترحيبه بإقامة المشروعات التي عرضها رئيس الوزراء البيلاروسي في مصر، مشددًا على تقديم جميع الدعم الممكن لتيسير إقامة هذه المشروعات.
وكلّف دكتور مصطفى مدبولي، راندة المنشاوي «مساعد أول رئيس مجلس الوزراء» بأن تتابع مع الخبراء البيلاروس مشروعات توطين مكونات محطات معالجة المياه والصرف الصحي، وكذا مشروع مجمعات تدوير المخلفات الصلبة، وموافاته بنتيجة هذه المتابعة.
كما وجه رئيس الوزراء بعقد اجتماع خلال فترة قصيرة مع أهم الشركات البيلاروسية العاملة في السوق المصرية بحضور سفير بيلاروسيا لدى مصر والوزراء المعنيين لبحث سبل تنفيذ أي مشروعات جديدة وتيسير أي عقبات قد تواجههم في السوق المصرية.
وخلال الاجتماع، استعرض السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي فرص التعاون بين الجانبين المصري والبيلاروسي في مجال التصنيع الغذائي، لاسيما مجال الأعلاف والألبان المجففة، مشيرًا إلى أنه سيكثف لقاءاته خلال الفترة المقبلة مع وزير الزراعة البيلاروسي بشأن تعزيز التعاون في هذه المجالات وبحث إمكان التعاون في سلع غذائية أخرى.
وبدوره عرض المهندس/ أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة فرص توطين الصناعات البيلاروسية في مصر؛ للاستفادة من الاتفاقيات التجارية الموقعة بين مصر وعدد من الدول والتكتلات الإقليمية، وهو ما يسمح بنفاذ منتجات المصانع البيلاروسية ليس فقط للسوق المصرية ولكن أيضًا للسوقين الأفريقية والأوروبية وغيرهما.
وفي ختام الاجتماع، عرضت الشركات البيلاروسية فرص الشراكات التي يمكن عقدها مع الجانب المصري، لاسيما شركة "مينسك" المتخصصة في إنتاج الجرارات والمعدات الثقيلة، إذ تم التأكيد على أن الشركة ترغب في التعاون مع شريك محلي لتبدأ على الفور في تصنيع وتجميع منتجاتها في مصر، كما عرض ممثلي أحد البنوك البيلاروسية جاهزيته لتمويل المشروعات التجارية والصناعية المحتملة بين مصر والجانب البيلاروسي.