أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريرًا جديدًا حول موضوع 'الذكاء الاصطناعي'، حيث تناول أبرز الإحصائيات المتعلقة بتطبيقات دردشة الذكاء الاصطناعي.
دردشة الذكاء الاصطناعي
وأشار التقرير إلى أهمية هذه التطبيقات وانتشارها عالميًا، بالإضافة إلى ذكر 'المؤثرين الافتراضيين' الذين تم تصميمهم بواسطة تقنيات متقدمة.
وأوضح التقرير الفوائد المتعددة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي سواء للأفراد أو الشركات، وأشار إلى المخاطر المحتملة أيضًا كما تناول دور الدول والآباء ومطوري تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التصدي لهذه المخاطر.
وأظهر التقرير أن برامج الدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي جذبت ملايين المستخدمين بسرعة كبيرة، وشهدت زيادة كبيرة في عدد التطبيقات المنشورة في متاجر التطبيقات.
وفي الربع الأول من عام 2024، ارتفعت تنزيلات تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 1506%، وزادت إيرادات الشراء داخل التطبيق بنسبة 4184% على أساس سنوي.
وختم التقرير بذكر أن أفضل 10 تطبيقات دردشة بالذكاء الاصطناعي حصلت على 52% من إجمالي عدد مرات تحميل تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي.
زيادة استخدام "شات جي بي تي"
مع زيادة استخدام 'شات جي بي تي' بشكل متزايد من قبل الكثير من الأشخاص يوماً بعد يوم، ومع إطلاق شركات التكنولوجيا الكبرى لتطبيقات مماثلة، فإننا ندخل حقبة جديدة تمامًا فيما يتعلق بالاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقد أدى الطلب المتزايد على تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي إلى زيادة التطبيقات المطورة والإنفاق في هذا المجال. منذ إطلاق 'شات جي بي تي' في نوفمبر 2022، حقق الكثير من النجاح، حيث تجاوز مليون مستخدم بعد خمسة أيام فقط، وفي غضون شهرين وصل إلى 100 مليون مستخدم نشط، مما جعله ثاني أسرع تطبيق نموًا في التاريخ.
وفي أقل من عام، وصل عدد مستخدمي 'شات جي بي تي' إلى أكثر من 180 مليون مستخدم.
وتشير التقارير إلى أن الأغلبية من الزوار من الذكور (55% مقابل 45% من الإناث)، وأن أعمار غالبية الزوار تتراوح بين 25 و34 عامًا (33.1% من الزوار) ومن 18 إلى 24 عامًا (28.7%).
وبعد نجاح 'شات جي بي تي'، حاولت العديد من الشركات تطوير وإنشاء روبوتات نموذجية للغة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
على سبيل المثال، أطلقت جوجل برنامج المحادثة 'بارد' (Bard)، القائم على الذكاء الاصطناعي، وفي 8 من فبراير 2024، أُعيد إطلاق برنامج 'بارد' (Bard) باسم 'جوجل جيميني' (Google Gemini) كما أطلقت أمازون برنامج دردشة جديدًا يعمل بالذكاء الاصطناعي يسمى 'كيو' (Q).
سوق روبوتات الدردشة المزودة بالذكاء الاصطناعي
أظهر تقرير أن سوق روبوتات الدردشة المزودة بالذكاء الاصطناعي من المتوقع أن تصل إلى أكثر من 9.4 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بـ 2.6 مليار دولار في عام 2019. ومع حجم السوق الكبير هذا، يعمل مطورو البرامج بجد لتحسين أنظمة روبوتات الدردشة لتلبية احتياجات العملاء والصناعات المختلفة، كما تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاجية موظفيها وتتمثل إحدى فوائد الذكاء الاصطناعي للأعمال في التعامل مع المهام المتكررة عبر المؤسسة، مما يتيح للموظفين التركيز على الحلول الإبداعية وحل المشكلات المعقدة والقيام بالعمل الذي يؤثر بشكل إيجابي.
وأشار التقرير إلى بعض فوائد روبوتات الدردشة للشركات وهي:
- تواجد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
- أتمتة المهام وتقليل تكاليف التشغيل.
- تبسيط عملية التوظيف من خلال الفحص المسبق الآلي.
- تقديم الدعم بعدة لغات.
- تقديم خدمة عملاء استباقية.
وفي سياق آخر، يمكن دمج روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين في البيئات التعليمية لتحسين كفاءة وفعالية البيئات التعليمية، وخاصة بين الطلاب الذين ينحدرون من أسر فقيرة.
وتبرز الفوائد الرئيسية للطلاب في المساعدة على الواجبات المنزلية والدراسة، والتعلم الشخصي المرن، وتنمية المهارات، وتقييم تعلم الطلاب، وتوفير الوقت، وتحسين أسلوب التدريس.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي
ومع ذلك، يجب مواجهة التحديات والمخاوف المتعلقة باستخدام برامج الدردشة الآلية، مثل الموثوقية والدقة، والتقييمات العادلة، والقضايا الأخلاقية.
ويجب إيجاد التوازن بين المزايا والمخاوف لضمان التكامل المسؤول في مجال التعليم.
وتشير التقنية، بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلى وسيلة جديدة وغير محدودة للمعرفة والتواصل، ولكن لها آثار سلبية على الصحة الجسدية والعقلية والاجتماعية للأطفال والشباب. ويتطلب الأمر اتخاذ خطوات للتقليل من هذه الآثار السلبية، ويمكن توضيح بعض الآليات على عدة مستويات.
أولاً: دور الآباء في حماية الأطفال من مخاطر الذكاء الاصطناعي يتطلب منهم تطبيق قواعد ترسخ مبدأ الاعتدال في استخدام التطبيقات الرقمية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ومراقبة المحتوى، والتفاعل الاجتماعي والتواصل المفتوح، والتوجيه المستمر، وتعزيز الوعي بالخصوصية، ومواكبة التطورات التكنولوجية، وتسخير الذكاء الاصطناعي لحماية الأطفال والشباب، وتجنب العزلة وإيجاد بدائل للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
ثانيًا: دور الدول في تعزيز استراتيجيات الحماية من مخاطر الذكاء الاصطناعي يتطلب سن وتفعيل قوانين لحماية الأطفال من مخاطر الذكاء الاصطناعي، والاستعانة بالمبادرات الدولية في هذا المجال، وتوفير آليات لضمان سلامة الأطفال والشباب، والتشجيع على ممارسة النظافة الرقمية.
ثالثًا: دور مطوري تطبيقات وأنظمة الذكاء الاصطناعي يتطلب منهم تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، والالتزام بالمبادئ التوجيهية التي تعطي الأولوية لسلامة المستخدم وخصوصيته، من خلال اعتماد نهج واضح يضمن الخصوصية، ودعم القدرة على التحكم في البيانات الشخصية، وإيجاد وسائل للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي، والاختبار المستمر لأنظمة الذكاء الاصطناعي من حيث السلامة والأمن، والشفافية بشأن الأهداف الكامنة وراء عمليات تطوير سياسات الذكاء الاصطناعي، واستخدام لغة مناسبة للعمر لوصف الذكاء الاصطناعي.