"الأزهر للفتوى": المساكنة "زنا" حكمها من الكبائر واعتداء على كرامة المرأة

 مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية
مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية
كتب : أهل مصر

جدد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية تأكيده على أن الدعوات المرفوضة لما يُعرف بـ«المساكنة» تُعتبر تنكراً للدين والفطرة، وتزييفاً للحقائق، وتشويهاً للهُوية، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، فضلاً عن كونها دعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة ومحظورة.

مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية

لقد أحاط الإسلام علاقة الرجل والمرأة بمجموعة من التشريعات الراقية، حيث حصر العلاقة الكاملة بينهما في إطار الزواج، وذلك لحماية قيمها وقيم المجتمع، وصون حقوقهما وحقوق الأبناء الناتجين عن هذه العلاقة، في شمولية فريدة لا مثيل لها.

يُحرّم الإسلام العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويمنع كل ما يؤدي إليها، مُطلقاً عليها اسمها الحقيقي «الزنا»، ومن أشكالها ما يُسمى بـ«المساكنة»، التي تُعتبر جزءاً من هذه العلاقات المحرمة في الإسلام وفي جميع الأديان السماوية.

إن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، حتى وإن تم تزيينها بمسميات مضللة للشباب، مثل تسمية الزنا بالمساكنة أو الشذوذ بالمثلية، هي بوضوح علاقات محرمة على الرجل والمرأة، تتعارض مع قيمنا الدينية والأخلاقية، ولا يمكن الترويج لها في إطار همجي منحرف يسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون أي ضوابط أخلاقية أو دينية أو ضمير.

المساكنة "زنا" حكمها من الكبائر واعتداء على كرامة المرأة

▪️ يُعتبر الزنا من أكبر الكبائر، حيث يعتدي مرتكبه على الدين والعرض، ويخالف حق المجتمع في الحفاظ على الأخلاق والقيم. إنه انزلاق إلى مستنقع الشهوات، وقد وصفه الله تعالى بالفاحشة، محذرًا من عواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة، حيث قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}. [الإسراء: 32]، ولا يقتصر تحريمه على المسلمين فقط، فقد ورد في الوصايا العشر: 'لا تزن'.

▪️ إن النقاشات حول قبول المساكنة في العلن تمثل طرحًا عبثيًا وخطرًا يستخف بقيم المجتمع وثقافته وهويته، ولا تمت بصلة للحرية، بل تعكس حرية الانفصال عن قيم الفطرة وتعاليم الأديان.

▪️ الدعوات الصريحة التي توجه المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وتقديم المحظور في صورة مقبولة، تهدد كثيرًا من حصون الفضيلة في نفوس الشباب والنشء، الذين يمثلون حجر الزاوية في المجتمعات، مما ينذر بخطر تجاوز حدود الله ومحارمه.

▪️ تقديم المساكنة كبديل للزواج أو كخطوة تمهيدية له، بحجة التعرف على الطرف الآخر، يعد إمعانًا في إفساد منظومة الأسرة والمجتمع من الناحية الحقوقية والأخلاقية والدينية. كما أنه يختزل العلاقة الراقية بين الرجل والمرأة إلى مجرد متعة زائفة، ويعتدي على كرامة المرأة، ويهدر حقوق الأطفال الناتجين عن هذه العلاقة، فالبدايات الفاسدة لا تؤدي إلا إلى نتائج فاسدة.

▪️ إن الجرأة في طرح الجرائم اللاأخلاقية والسعي لتطبيع العلاقات الشاذة والمحظورة من خلال خطط ممنهجة، تهدد قيم الفطرة النقية، وتستهدف هدم منظومة الأخلاق، وتعبث بهوية الأفراد، مما يهدد أمن المجتمعات واستقرارها هذه الجرأة تمثل جريمة مستنكرة من قبل من لا يقدرون هدي السماء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.

▪️ يؤكد الأزهر الشريف أهمية دور الآباء والأمهات، بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية والتربوية والتعليمية، في تعزيز القيم الأخلاقية والدينية الرفيعة لدى النشء، مما يسهم في حمايتهم من الانزلاق إلى مستنقعات الشهوة والرذيلة.

▪️ يدعو الأزهر الشريف أصحاب الرأي والفكر والإعلام إلى توخي الحذر من استغلال منصاتهم في الترويج لمثل هذه الدعوات الهابطة، سواء عن عمد أو غير عمد، لما لذلك من تأثير سلبي على استقرار المجتمعات وأبنائها، ولما يروج له من فواحش وأفكار دخيلة تهدد ثوابت ديننا الحنيف وقيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً