سيطرت حالة من الغضب الشديد على عدد من أولياء أمور وطلاب صفوف النقل في المدارس، بسبب استغلال بعض مدرسي الفصل لسلاح "أعمال السنة"، وإجبار الطلاب على أخذ دروس خصوصية بعد انتهاء اليوم الدراسي، مما يكبد الأهالي أعباء مالية ضخمة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
قالت منى عبد الرحمن، إحدى أولياء الأمور: "عندي ولدين بديهم في كل مادة درسين علشان مدرس الفصل بيقول للطلاب إن الكل لازم ياخد عنده درس أونلاين بعد المدرسة، واحنا مجبرين نعمل كده علشان درجات أعمال السنة".
وتابعت: "أجيب فلوس منين لكل ده أنا عايزه مصاريف ليهم علشان يتعلموا 10 ألاف كل شهر"، مناشدة وزير التربية والتعليم بإعادة النظر في قرارات الوزارة وآليات تنفيذها.
وأضافت ياسمين خالد، إحدى أولياء الأمور: "بنروح المدرسة غصب عننا علشان درجات أعمال السنة مش حبا فيها، والاستفادة منها للأسف لا تذكر".
وتعجب حسام سيد قائلًا: "الوزارة نجحت في عودة الطلاب للمدارس بس احنا مجبرين وبقينا تحت رحمة المعلمين بسبب أعمال السنة".
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية الدراسات العليا جامعة القاهرة، الخبير التربوي، إن التقييمات اليومية والأسبوعية والشهرية مهمة، وذلك لأن التقويم يجب أن يكون مصاحبا للعملية التعليمية من بدايتها إلى نهايتها بل إنه يبدأ قبل بداية البرنامج التعليمي بما يسمى التقويم التمهيدي ويستخدم لتحقيق أهداف تربوية عديدة، تشمل الوقوف على خبرات الطلاب ومستواهم ومعلوماتهم السابقة ومنها متابعة تقدمهم وتحقيق الأهداف التربوية ونواتج التعلم.
وأضاف الخبير التربوي، في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أن التقويم الذي يتم تطبيقه بصورة يومية وأسبوعية وشهرية هو تقويم للطالب والمعلم والمناهج وكل ما يتعلق بالعملية التعليمية، ولكن يجب ألا يخرج عن أهدافه التربوية التي يسعى لتحقيقها، ومنها: ألا تكون أسئلته معلنة أو محددة سابقا بل لابد وأن تترك حرية اختيار الأسئلة للمعلم مع وضع قواعد وضوابط عامة لصياغتها.
وأوضح، أنه يجب ألا تضاف درجة الطالب في هذه التقييمات لأعمال السنة حيث يجب أن يحصل الطالب على درجة أعمال السنة لالتزامه بحضور الدروس والتقييمات فقط، بصرف النظر عن الدرجة التي يحصل عليها، لأنه ما زال في مرحلة التعلم وقد توجد مشكلة تعوق تعليمه ومن واجب المدرسة العمل على حلها وليس عقابه بخفض درجته في أعمال السنة وحتى لا تتحول التقييمات لأداة لإجبار الطلاب على الدروس الخصوصية.
وأكد، أن التقييمات بشكلها الحالي تضر بالطلاب والنظام التعليمي لأنها، خصص لها جزء كبير من درجات أعمال السنة وهو ما جعلها سلاح فعال في أيدي أباطرة الدروس الخصوصية.
وتابع، أن التقييمات تكون معروفة مسبقا ومحددة وهو ما يفتح الباب للتحايل من قبل بعض الطلاب واستخدام الحلول الجاهزة والعودة مجددا لحفظ الأسئلة والإجابات، إضافة إلى أنها كثيرة جدا بحيث تستهلك جزءا كبيرا من وقت الحصة على حساب الشرح والتعليم.
واختتم أن التقييمات المدرسية، لا تستخدم بهدف اكتشاف المشكلات وعلاجها وإنما لإلزام الطلاب بالحضور وهذا الهدف يفقدها أهميتها ويعمل على تكوين اتجاهات سلبية نحوها حيث يجب أن يكون الحضور بسبب حب الطالب للمدرسة وليس خوفا من أعمال السنة.