في واقعة صادمة، ظهر طالب مصري سابق في روسيا، يُدعى محمد، أسيرًا لدى القوات الأوكرانية، بعدما تورط في ما يُعرف بـ'الفخ الروسي' وهو ما يعني، تعديل قانون الخدمة العسكرية الروسية لعام 2022، الذي أدى إلى تجنيد أجانب، مقابل منحهم الجنسية الروسية.
قصة الأسير المصري لدى الجيش الأوكراني
محمد، شاب مصري من محافظة قنا، كان يحلم بدراسة الطب، لكن معدله في الثانوية العامة لم يكن كافيًا، بعد إقناع والده، سافر إلى روسيا عام 2021 للدراسة في إحدى الجامعات في تتارستان.
واجه صعوبات مالية متزايدة بسبب ارتفاع المصروفات الدراسية، ما دفعه للعمل بدوام جزئي، ومع عجزه عن تسديد الرسوم، فُصل من الجامعة وأُلغيت تأشيرته، ليجد نفسه في مأزق قانوني ومالي خطير.
الأسير المصري لدى الجيش الأوكراني
من طالب إلى جندي في الجيش الروسي
أمام وضعه الصعب، تلقى محمد عرضًا مغريًا من الجيش الروسي، عبارة عن توقيع عقد خدمة عسكرية مقابل الحصول على الجنسية الروسية وراتب مجزي، بضغط الحاجة، وافق محمد، لكنه اكتشف لاحقًا أنه أصبح جنديًا في صفوف الجيش الروسي على الجبهة الأوكرانية.
الوقوع في الأسر في أوكرانيا
بعد اختفائه لفترة، ظهر محمد في مقطع فيديو نشره اليوتيوبر الأوكراني 'ديميتري كاربينكو' الذي يوثق شهادات أسرى الحرب الروس، في الفيديو، تحدث محمد بمساعدة مترجم مصري آخر محتجز في أوكرانيا، وتمكن من إجراء مكالمة فيديو مع والدته لطمأنتها.
و بصفته أسير حرب، يواجه محمد مستقبلاً غامضًا؛ فقد يقضي سنوات طويلة في السجن، أو ينتظر تبادل أسرى محتملًا بين روسيا وأوكرانيا، لكنه لن يتمكن من العودة إلى مصر، بعدما تخلى عن جنسيته لصالح الوعود الروسية.
ظاهرة متزايدة في الجيش الروسي
قضية محمد ليست استثناءً؛ فهناك تقارير عن مصريين آخرين انتهى بهم المطاف في الجيش الروسي بعد السفر بحثًا عن التعليم أو العمل، بعضهم يُستقطب عبر عقود رسمية، بينما يجد آخرون أنفسهم مضطرين للانضمام بعد فقدان وضعهم القانوني في روسيا.
هذه القصة تسلط الضوء على مخاطر الانخراط في عقود عسكرية مجهولة العواقب، خاصة في ظل النزاعات الجارية، وتحذّر الشباب من الوقوع في مصيدة التجنيد غير المباشر، حيث تتحول الأحلام إلى كوابيس وسط ساحات الحرب.