حالة من الغضب الشديد انتابت رواد التواصل الاجتماعي بعد مطالبة البرلماني السابق عماد جاد بنقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة للرياض، واعتبرها البعض بمثابة مغازلة للملكة لحصوله على الجنسية السعودية، وهو ما ظهر في تفاعلهم مع مقترحه الذي وصفوه بأنه حملة ممنهجة ضد مصر'.
وخلال منشور عبر صفتحه الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قال 'جاد': 'من وجهة نظر شخصية، ووفق رؤية واضحة اعتقد أن تولي المملكة العربية السعودية رئاسة جامعة الدول العربية ونقل مقرها إلى الرياض أو أي مدينة سعودية أخرى هو قرار موضوعي ومفيد لكافة الدول العربية، فالعرب جاءوا من السعودية واليمن ووفق التوازنات القائمة حاليا أحسب أنه من الأفضل للجميع القبول بنقل مقر الجامعة العربية إلى السعودية وأن يكون أول أمين عام جديد سعودي الجنسية، فكروا بتأمل وهدوء وسوف تصلون إلى سلامة هذا الرأي'.
منشور عماد جاد
وفي هذا السياق، أعلن كمال أبو عيطة، وزير القوى العاملة الأسبق، رفضه القاطع للدعوة التي أطلقها الدكتور عماد جاد بشأن نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى الرياض قائلًا:”عماد جاد هواه غير مصري”.
وتابع أبو عيطة: “أثناء عملي النقابي، طلبت أن يكون مقر الاتحاد العربي في القاهرة، مع التنازل عن أي منصب قيادي مقابل أن تبقى القيادة النقابية في مصر، إدراكًا مني لأهمية موقعها ورمزيتها التاريخية”.
ومن جانبه، أصدر إمام وخطيب مسجد عمر مكرم الدكتور مظهر شاهين، بيانًا تناول فيه تصريحات الدكتور عماد جاد، التي دعا فيها إلى نقل رئاسة جامعة الدول العربية إلى المملكة العربية السعودية، باعتبارها 'منشأ العرب الأصلي'، مطالبًا بتولي سعودي للمنصب المقبل للأمين العام.
وأكد شاهين أن مصر لم تأتِ إلى العروبة لاحقًا، بل كانت ركنًا أصيلًا في بنائها وصانعًا لريادتها، معتبرًا أن العروبة لسان وثقافة وانتماء حضاري، وليست حكرًا على موطن أو نسب.
وأضاف أن مصر كانت دائمًا صمام أمان للأمن القومي العربي، و'صوت العقل في المحافل الإقليمية والدولية'، مشيرًا إلى دورها المركزي في الدفاع عن القضية الفلسطينية وفي مقدمتها القدس الشريف.
وفي ختام بيانه، شدد مظهر شاهين على أن مصر ليست مجرد عضو في الجامعة العربية، بل رائدتها التاريخية ومركزها الحضاري، محذرًا من أن محاولات تقليص هذا الدور هي تفريط في الهوية العربية ومستقبلها، وختم بالقول: 'مصر كانت وستبقى ركيزة المشروع العربي، ودرعه الحامي، ولن تسمح بتحويل العروبة من هوية جامعة إلى خرائط بديلة تُهدد الكيان وتفتّت الوجدان'.
وفي نفس السياق رد مجدي حمدان، عضو المكتب السياسي والهيئة العليا بحزب المحافظين، على دعوى 'عماد جاد' لنقل مقر الجامعة العربية من مصر إلى السعودية برفضه القاطع وغير القابل للتأويل لأي مقترحات أو مناقشات تدعو إلى نقل مقر الجامعة العربية من جمهورية مصر العربية، واصفًا هذه الدعوات بأنها تمثل مساسًا بمكانة مصر التاريخية والإقليمية ومحاولة لزعزعة دورها المحوري في قيادة العمل العربي المشترك.
وقال 'حمدان' في بيان له: “هذا الطرح لا يمثل فقط تقليصًا لدور مصر، الدولة المؤسسة للجامعة، بل يبعث برسائل سلبية وخطيرة توحي بتراجع الثقة في قدرتها على قيادة الصف العربي، وهو أمر نرفضه بشكل مطلق”.
وأوضح أن الحديث عن نقل المقر خارج القاهرة لا يخدم وحدة الصف العربي بل يضعف الجامعة نفسها، مضيفًا: “نعم، يجب ألا نعارض أن يكون الأمين العام القادم من أي دولة عربية، سواء من السعودية أو قطر أو غيرهما، فالمعيار الحقيقي هو الكفاءة والقدرة على لمّ الشمل، لكن نقل المقر هو انتقاص من الثوابت العربية وضرر بالتاريخ والمكانة”.
وتساءل حمدان: “هل طالبت أي دولة في العالم بنقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك، رغم اختلاف السياسات؟ هل فكّر أحد في نقل محكمة العدل الدولية من لاهاي؟ الإجابة بالطبع لا، لأن الأمر يرتبط برمزية ومكانة تتجاوز الحسابات السياسية الظرفية”.