تُسلط تقارير إسرائيلية الضوء على التكلفة المالية الباهظة التي تتكبدها تل أبيب لاعتراض الصواريخ الإيرانية، في ظل اعتمادها على منظومات دفاع جوي متعددة، أبرزها 'القبة الحديدية'، 'مقلاع داود'، و'سهم' (بنسختيه 'سهم 2' و'سهم 3')، بالإضافة إلى منظومة 'ثاد' الأمريكية. يأتي هذا في وقت تشهد فيه سماء فلسطين المحتلة استهدافات صاروخية متواصلة، ما يزيد من الضغط على الميزانية الدفاعية الإسرائيلية.
منظومات الدفاع الجوي وتكاليفها الباهظة
تعتمد إسرائيل بشكل كبير على منظومة 'سهم' (حيتس) لاعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية، وذلك بنسختيها 'سهم 2' و'سهم 3'. ووفقًا لصحيفة 'غلوبس' الاقتصادية الإسرائيلية في تقرير صادر نهاية عام 2023، فإن نظام 'سهم 2' الذي دخل الخدمة عام 2000، يعمل على اعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي، بينما يعمل نظام 'سهم 3' الذي دخل الخدمة عام 2017، على اعتراضها خارجه.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف من استخدام هاتين المنظومتين هو اعتراض الصواريخ في أبعد نقطة ممكنة عن إسرائيل، لتقليل التهديد داخل الأراضي المحتلة. ويتميز 'سهم 2' برأس حربي مزود بمتفجرات موجهة لتدمير الصاروخ المستهدف، في حين يعتمد 'سهم 3' على الطاقة الحركية وحدها لتدمير الهدف، ويتمتع بقدرة عالية على المناورة ومجهز بأجهزة استشعار كهروضوئية متطورة.
تُشكل التكلفة المرتفعة لهذه الأنظمة تحديًا كبيرًا للدفاع الجوي الإسرائيلي. وتشير التقديرات إلى أن تكلفة اعتراض صاروخ واحد بواسطة 'القبة الحديدية' تبلغ حوالي 30 ألف دولار، بينما تصل تكلفة اعتراض 'مقلاع داود' إلى نحو 700 ألف دولار. أما صواريخ الاعتراض من طراز 'سهم 2' و'سهم 3' فتكلفتها أعلى بكثير، حيث تبلغ حوالي 1.5 مليون دولار ومليوني دولار على التوالي.
تصاعد التهديدات ونطاق الهجمات الصاروخية
أفاد مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيرة منذ الجمعة الماضية، سقط منها نحو 35 صاروخًا داخل إسرائيل. يأتي هذا في سياق تصاعد التوتر بين الجانبين، حيث تشن إسرائيل منذ فجر الجمعة عدوانًا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صاروخية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما أسفر عن 224 قتيلًا و1277 جريحًا. في المقابل، ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، خلفت نحو 24 قتيلًا ومئات المصابين.
وفقًا لصحيفة 'هآرتس' العبرية، واجه نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي تحديات متزايدة منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، لكن وابل الصواريخ الباليستية الأخير من إيران صعد التهديد إلى 'مستوى جديد كليًا'. وعلى الرغم من اعتراض معظم المقذوفات الإيرانية، إلا أن العديد منها اخترق الدفاعات الإسرائيلية، متسببًا في خسائر بشرية وأضرار جسيمة في الممتلكات.
وفي إشارة إلى حجم التحدي الذي تواجهه إسرائيل، قال بوعز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، عندما سُئل عما إذا كانت الدفاعات الجوية الإسرائيلية تقترب من حدودها القصوى: 'لا توجد دولة واجهت هجمات بالصواريخ الباليستية على هذا النطاق الذي تحملناه'. وأضاف: 'في أبريل الماضي، أطلقوا علينا 100 صاروخ. وفي أكتوبر (2024) بلغ العدد 200. والآن يطلقون موجات من عشرات الصواريخ بتتابع سريع.'