في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي، وفي وقت تتقاطع فيه المعارك مع تحولات إقليمية ودولية غير مسبوقة، كشف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي والعسكري لـ 'أهل مصر' أبعادا غير تقليدية للصراع بالمنطقة، مؤكدا أن الحرب لم تحسم لأي طرف، وأن إسرائيل أخفقت في تحقيق أهدافها، بينما نجحت الفصائل الفلسطينية في إعادة القضية إلى صدارة المشهد العالمي.
بعد كل هذا الوقت من الحرب في غزة.. كيف تقرأ المشهد الميداني؟
لا يمكننا القول إن هناك طرف منتصر، فإسرائيل والفصائل الفلسطينية تكبدتا خسائر كبيرة خلال العامين الماضيين. الحرب لم تُحسم لصالح أحد، بل يمكن القول إنها باتت معركة استنزاف متبادلة، وهو ما يزيد تعقيد الموقف ويفرض أعباءً ثقيلة على الجانبين.
هل شكلت هذه الأنفاق عاملًا فارقًا في الصراع؟
بالتأكيد، الفصائل الفلسطينية طورت تكتيكاتها من تجارب عالمية، أبرزها تجربة فيتنام ضد أمريكا، لكن الأنفاق في غزة فاقت حتى ما رأيناه في هانوي، سواء من حيث الدقة أو البنية الهندسية أو السرية المطلقة، وحتى اليوم لم تتمكن إسرائيل من تحرير رهينة واحدة على قيد الحياة من أي نفق، وهو دليل على حجم التعقيد والتفوق في هذا الجانب.
هل باتت غزة اليوم مركزًا لصراع إقليمي مفتوح؟
الحرب لم تعد بين إسرائيل وغزة فقط، بل تحولت إلى صراع إقليمي له أبعاد أوسع. ورغم أن إيران كانت لاعبا محوريا، إلا أن قدراتها تضررت كثيرا بعد حرب الـ12 يوما، وستحتاج عامين على الأقل لاستعادة توازنها النووي والتسليحي، كما أن حزب الله تلقى ضربات قاسية، لكن رغم ذلك، تبقى غزة هي محور الصراع حاليا، وهي من يعيد تشكيل المعادلة.
هل يمكن القول إن إسرائيل فقدت قدرتها على الردع؟
نعم، إسرائيل أعلنت أهدافا عسكرية واضحة في هذه الحرب وهي 'تحرير الرهائن، القضاء على حماس، السيطرة على غزة، وتهجير أهلها'، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق حرب المدن بطبيعتها تعد مقبرة للجيوش، وقد أثبتت غزة أن القوة المفرطة لا تكفي لحسم المعارك في بيئة حضرية معقدة.
هل نجحت المقاومة الفلسطينية في إعادة القضية إلى الواجهة الدولية؟
بلا شك. غزة أحرجت إسرائيل دبلوماسيًا، كما أحيت الزخم السياسي الدولي تجاه القضية. شهدنا اعتراف دول أوروبية بفلسطين، وموجات تضامن غير مسبوقة في الشارع العالمي، مؤكدا أن الفصائل لم تحقق نصرا عسكريًا حاسما، لكنها غيرت المعادلات السياسية بشكل فعلي.