مع بداية العام الدراسي الجديد، تعود قضية «الوجبة المدرسية» لتتصدر المشهد من جديد، بعدما أعلنت وزارات الصحة والتعليم والزراعة عن مناقشات لتطويرها، وإضافة وجبات ساخنة للطلاب.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشير فيه تقارير وزارة الصحة إلى ارتفاع نسب الإصابة بالأنيميا وسوء التغذية بين التلاميذ، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما وصلت إليه الوجبة المدرسية خلال السنوات الست الماضية، ومدى قدرتها على القيام بدور حقيقي في تحسين صحة الطلاب ودعم تحصيلهم الدراسي.
فمنذ عام 2019 وحتى الآن شهدت منظومة التغذية المدرسية تحولات متكررة، البداية كانت مع قرار إلغاء توزيع عبوات البسكويت التي كانت تُقدَّم للتلاميذ بشكل يومي، بعدما واجهت انتقادات تتعلق بضعف قيمتها الغذائية وعدم إقبال الطلاب عليها، وبعد ذلك جاءت فترة انقطاع شبه كامل للوجبات المدرسية في عدد من المدارس، قبل أن تعود بشكل محدود في بعض المناطق مع الاعتماد على وجبات جافة لا تختلف كثيرًا في قيمتها عن الوجبات السابقة.
وفي عامي 2023 و2024، بدأت محاولات لإعادة إحياء الملف من جديد من خلال مبادرات تجريبية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، أبرزها بنك الطعام المصري، حيث قُدمت وجبات مطبوخة ساخنة بشكل محدود في بعض المدارس كخطوة تجريبية لقياس مدى قبول الطلاب لها وإمكانية تعميمها لاحقًا.
في الوقت نفسه، أطلقت وزارة الصحة مبادرات قومية للكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم بين تلاميذ المدارس، وأسفرت النتائج عن نسب إصابة مرتفعة بالأنيميا وصلت إلى نحو 40% من الأطفال، وهو ما كشف عن فجوة واضحة في تلبية الاحتياجات الغذائية لهذه الفئة العمرية.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، أن الوزارة تواصل مناقشاتها بشأن اعتماد الوجبات الساخنة ضمن منظومة التغذية المدرسية، مؤكدة أن هذا الملف من الملفات الحيوية لتحسين صحة الطلاب وضمان تغذيتهم السليمة.
أما وزارة التربية والتعليم، فأوضحت أن ملف التغذية المدرسية يحظى بأولوية قصوى في خططها للعام الدراسي الجديد، مؤكدة أن الهدف هو ضمان حصول الطلاب على وجبات متوازنة وصحية تساهم في تحسين تركيزهم داخل الفصول والحد من معدلات التسرب.
وأشارت الوزارة إلى وجود تعاون مستمر مع وزارتي الصحة والزراعة لتطوير المنظومة، والتوسع في التجارب الخاصة بالوجبات الساخنة في عدد من المدارس خلال المرحلة المقبلة، تمهيدًا لتعميمها على نطاق أوسع حال نجاح التجربة من حيث الجودة والتكلفة.
وبدأت تجربة تطبيق الوجبات الساخنة في بعض مدارس محافظة الفيوم، ضمن بروتوكول تعاون بين وزارات الصحة والتعليم والزراعة والتموين، وذلك بهدف تقييم التجربة على نطاق محدود قبل بحث إمكانية تعميمها على مستوى الجمهورية.