مع اقتراب عام 2026، عادت توقعات العرّافة البلغارية الراحلة بابا فانغا لتتصدّر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط موجة واسعة من الاهتمام الشعبي بما يُنسب إليها من تنبؤات تتراوح بين الاضطرابات الجيوسياسية والكوارث الطبيعية والتطورات العلمية. ورغم الشعبية الكبيرة لهذه التوقعات، يؤكد متخصصون أن معظم ما يُتداول حول بابا فانغا غير موثق ويُصنف ضمن المحتوى الترفيهي أو الروايات الشعبية.
من هي بابا فانغا؟
ولدت باسم فانجيليا بانديفا جوشتروا، واشتهرت خلال حياتها بقدرتها المزعومة على التنبؤ بالأحداث الكبرى، ما أكسبها لقب "نوستراداموس البلقان". وقد نُسبت إليها توقعات شهيرة مثل وفاة الأميرة ديانا وأحداث 11 سبتمبر، رغم عدم وجود أدلة مكتوبة تؤكد صحة هذه النبوءات. وتوفيت عام 1996، إلا أن اسمها بقي حاضرًا في الثقافة الشعبية.
تفسيرات و"توقعات" منسوبة لعام 2026
انتشرت خلال الأشهر الأخيرة سلسلة ادعاءات حول نبوءات تخص عام 2026، يُقال إن بابا فانغا تحدثت عنها، وتشمل:
1. كوارث طبيعية واسعة
تداولت منصات التواصل مزاعم بأنها توقعت:
زلازل وانفجارات بركانية ضخمة.
ظواهر مناخية متطرفة قد تؤثر على 7–8% من مساحة الأرض.
ولا توجد مصادر موثوقة تثبت صدور هذه التوقعات عنها.
2. نزاعات عالمية وتصعيد جيوسياسي
من أبرز الادعاءات المتداولة:
حرب عالمية ثالثة.
تصعيد صيني نحو تايوان.
مواجهة محتملة بين روسيا والولايات المتحدة.
ويجمع الباحثون على أن هذه السيناريوهات مجرد توقعات شعبية غير مستندة إلى حقائق.
3. تطور الذكاء الاصطناعي
تدّعي الروايات أن فانغا تنبأت بأن الذكاء الاصطناعي سيبدأ في "إزاحة القرار البشري" عام 2026، وهي رؤية تتقاطع مع نقاشات معاصرة حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، لكنها لا تستند إلى نصوص أصلية لها.
4. اتصال محتمل بكائنات فضائية
من أكثر التوقعات تداولًا:
وصول مركبة فضائية ضخمة إلى الغلاف الجوي.
بداية تواصل مع حضارة غير أرضية.
وهي توقعات تُصنّف بوضوح ضمن المحتوى الخيالي.
5. ظهور زعيم روسي قوي
تتحدث مزاعم أخرى عن بروز شخصية ذات نفوذ عالمي من روسيا تعيد تشكيل موازين القوى، وهي روايات فضفاضة يمكن تأويلها بعدة طرق.
6. تغيّر مناخي وأزمة اقتصادية
تشير بعض الادعاءات إلى:
ركود اقتصادي عالمي.
انهيار في أنظمة العملات والأسواق.
تفاقم الظواهر المناخية.
وهي توقعات عامة يجري تداولها في تقارير اقتصادية ومناخية معاصرة، ولا تُعد دليلاً على نبوءة.
7. تقدم طبي غير مسبوق
تشير الروايات إلى:
تحوّل اختبارات الكشف المبكر عن السرطان متعددة المؤشرات (MCED) إلى برامج وطنية واسعة.
تقدم كبير في تصنيع الأعضاء الاصطناعية.
وهذه التوقعات تتماشى مع التطور العلمي الجاري بالفعل.
8. استخراج الطاقة من كوكب الزهرة عام 2028
يُنسب إلى فانغا توقع بأن يبدأ البشر في استخلاص الطاقة من كوكب الزهرة، وهو سيناريو لا وجود لأي أساس علمي يدعمه.
بين الواقع والخيال
ورغم الشعبية الكبيرة لهذه القصص، يشدد مؤرخون وباحثون على أن:
لا توجد وثائق رسمية تثبت أن فانغا قالت معظم ما يُنسب إليها.
الكثير من التوقعات تُختلق بعد الأحداث وتُربط باسمها لتعزيز انتشارها.
الاهتمام الواسع بها يعكس الميل الشعبي إلى البحث عن إجابات في خضم الاضطرابات العالمية.
ورغم ذلك، تستمر توقعات بابا فانغا في إثارة اهتمام الجمهور كل عام، لتبقى جزءًا من الثقافة الشعبية العالمية، أكثر من كونها تنبؤات تستند إلى مصادر موثوقة أو حقائق مثبتة.