ads
ads

هجوم روسي مكثف على كييف قبيل لقاء مرتقب بين زيلينسكي وترامب في فلوريدا

حرب أوكرانيا
حرب أوكرانيا

تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف، فجر السبت، لهجوم روسي واسع النطاق، تخللته انفجارات متتالية ونشاط مكثف لمنظومات الدفاع الجوي، في تصعيد عسكري يأتي قبل يومين فقط من اجتماع مرتقب بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

وأفاد سلاح الجو الأوكراني، عبر منصات التواصل الاجتماعي، برصد تحركات لطائرات مسيّرة وصواريخ روسية في أجواء عدد من المناطق الأوكرانية، من بينها العاصمة كييف. كما أعلن الجيش الأوكراني نشر منظومات صاروخية للتصدي للهجوم، في وقت تحدثت قنوات عسكرية على تطبيق «تليغرام» عن إطلاق صواريخ كروز وأخرى باليستية باتجاه المدينة.

حالة تأهب وإنذارات للسكان

وأكد رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، سماع دوي انفجارات داخل العاصمة، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية تعمل على اعتراض الأهداف، وداعياً السكان إلى الالتزام بالملاجئ. كما حذر رئيس الإدارة العسكرية في كييف، تيمور تكاتشينكو، من خطورة الوضع، مطالباً الأهالي بعدم مغادرة منازلهم، ومؤكداً أن «العدو يهاجم العاصمة».

وأُعلنت حالة تأهب جوي شاملة في مختلف أنحاء أوكرانيا قرابة الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي، في وقت كان من المقرر أن يستعد فيه الرئيس زيلينسكي للسفر إلى الولايات المتحدة، حيث يُنتظر أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولاية فلوريدا الأحد.

تصعيد عسكري قبل مفاوضات سياسية

ويأتي هذا الهجوم في ظل تسارع الجهود الدبلوماسية خلال الأسابيع الأخيرة لإيجاد تسوية للحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا منذ نحو أربع سنوات، وسط مساعٍ تقودها واشنطن بناءً على خطة طرحها ترامب لإنهاء النزاع.

وبينما اعتبر أوكرانيون وأوروبيون أن الخطة الأميركية تميل لصالح موسكو، قدّم زيلينسكي هذا الأسبوع نسخة معدّلة تتضمن عشرين بنداً، تدعو إلى تجميد خط المواجهة الحالي دون تقديم حل فوري للمطالب الروسية، وفي مقدمتها السيطرة على أراضٍ تمثل أكثر من 19 في المئة من مساحة أوكرانيا.

وفي مؤشر على عمق الخلافات، وصف مسؤول روسي رفيع الخطة الأوكرانية بأنها «مختلفة جذرياً» عن المقترحات التي تناقشها موسكو مع واشنطن، في حين تحدثت روسيا عن «تقدم بطيء لكنه ثابت» في المحادثات، دون التعليق على اقتراح زيلينسكي إنشاء مناطق منزوعة السلاح في شرق البلاد، شريطة قيام روسيا بخطوة مماثلة.

مواقف ترامب وبوتين

وقبيل اللقاء المرتقب، نقلت تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيها إن الرئيس الأوكراني «ليس لديه ما أوافق عليه حتى الآن»، مضيفاً أنه سيستمع إلى ما سيقدمه خلال الاجتماع. ورغم ذلك، أعرب ترامب عن تفاؤله بإمكانية أن «تسير الأمور على ما يرام» مع كل من زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً توقعه التحدث مع الأخير «قريباً».

غارات متواصلة وخسائر متفرقة

وفي سياق متصل، استمرت الغارات الجوية الروسية على عدة مناطق أوكرانية، ما أسفر عن إصابات في مدينة أومان وسط البلاد، إضافة إلى مدينة خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 73 طائرة مسيّرة خلال الليل.

في المقابل، قالت روسيا إنها أسقطت طائرات مسيّرة وصواريخ أطلقتها أوكرانيا، من بينها صواريخ «ستورم شادو» البريطانية، فيما أعلنت كييف استهداف مصافٍ للنفط والغاز في منطقتي روستوف وكراسنودار داخل الأراضي الروسية.

اتهامات باستخدام أراضي روسيا البيضاء

من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني موسكو باستخدام أراضي حليفتها روسيا البيضاء لتنفيذ هجمات على أوكرانيا وتجاوز منظومات الدفاع الجوي. وقال زيلينسكي إن الاستخبارات الأوكرانية رصدت نشر معدات هجومية في مناطق قريبة من الحدود داخل روسيا البيضاء، بما في ذلك مبانٍ سكنية، محذراً من أن ذلك يشكل خطراً مباشراً على سيادة مينسك.

وأضاف أن روسيا البيضاء «تتنازل عن سيادتها لصالح الطموحات العدوانية لموسكو»، في تصريحات لم يصدر تعليق فوري عليها من وزارتي الدفاع في روسيا وروسيا البيضاء.

وكان رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو قد أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري نشر منظومة الصواريخ الباليستية الروسية «أوريشنيك» داخل بلاده ودخولها الخدمة القتالية، وهي منظومة فرط صوتية وصفها الرئيس الروسي بأنها «غير قابلة للاعتراض».

ووفق تقييم أعده باحثان أميركيان، فإن موسكو تنشر على الأرجح هذه المنظومة في قاعدة جوية سابقة شرق روسيا البيضاء، ما قد يعزز قدرتها على توجيه ضربات صاروخية تطال معظم أنحاء أوروبا.

وفي ظل هذا التصعيد العسكري والسياسي المتزامن، يترقب المجتمع الدولي نتائج اللقاء المرتقب بين زيلينسكي وترامب، وسط مخاوف من أن تعقّد الهجمات المتبادلة فرص التوصل إلى اختراق حقيقي في مسار التسوية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً