استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الإصدار الأول من التقرير الأسبوعي "مقتطفات تنموية" الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، والذي يسرد في 6 فصول عددا من القضايا الاقتصادية والتنموية المهمة المتعلقة بالشأن الدولي والمحلي.
وأشاد رئيس الوزراء بالتقرير المهم، الذى يعبر عما يضمه المركز من إمكانات كبيرة، سواء فى توفير المعلومات، أو التحليلات، التى تدعم متخذ القرار، وهذا هو الدور الأصيل للمركز.
وقال أسامة الجوهري، مساعد رئيس الوزراء، والقائم بأعمال رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إن إصــدار هــذا التقريــر الأســبوعي يأتي كمبــادرة من المركز بهـدف إلقـاء الضـوء علـى باقـة مـن المعـارف الصـادرة عـن مؤسسـات دوليـة ومراكـز فكـر عالميـة، موضحاً أن التقرير يركـز علـى اسـتعراض موضوعـات ذات صلـة باتجاهـات تنمويـة دوليـة، وقضايـا وطنيـة، مـع الإشـارة إلـى تجـارب دوليـة ومفاهيـم تنمويـة حديثـة، وكتـب أو تقاريـر صـادرة حديثا، وأخيـراً يضـم التقريـر ملحقًا إحصائيـا لاسـتعراض تطـور حـال مجموعـة مـن مؤشـرات التنميـة الدولية والوطنية.
وأضاف أن التقرير هو نتاج عمـل فريـق دعـم القـرار بالمركـز، مـن واقـع باقـة متنوعـة مـن المصـادر والإسـهامات الخارجيـة، ومـن ثـم، لايعبر المحتـوى المقـدم والتفسـيرات والاسـتنتاجات الـواردة فيـه بالضـرورة عـن وجهـة نظـر المركـز. كمـا أن صحـة البيانـات والمعلومـات الـواردة فيـه تعـود مسـؤوليتها علـى جهـة إصـدار التقاريـر (التحليلات الأصليـة)، والتـي يتـم الإشـارة إليهـا فـي نهايـة كل موضوع. ويتميز التقرير بثراء محتواه حول القضايا المختلفة التي تتنوع ما بين الاقتصادية والجيو -سياسية والتنموية سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، فهو في هذا الإطار يتضمن 6 فصول يسبقها ملخص تنفيذي.
وأشار أسامة الجوهري إلى أن الملخص التنفيذي للتقرير يتضمن مزيجاً من النقاط المتباينة التي يتناولها التقرير في فصوله الستة بشكل مفصل. وجاء الفصل الأول بالتقرير تحت عنوان "اتجاهات عالمية"، وفي مقدمته، تمت الإشارة إلى أنه فـي ظـل تباطـؤ نمـو الناتـج المحلـي الإجمالـي العالمي، وتراجـع الإنفـاق علـى شـراء الالات والمعـدات (القطـاع الإنتاجـي) والسـلع المعمـرة (قطـاع الاستهلاك الخاص)، تراجـع حجـم الإنتـاج الصناعـي والتجـارة العالميـة، ومـع تدخل البنوك المركزية شـهد معـدل البطالـة وثقـة المسـتهلك تحسـناً.
وفي هذا الإطار، جـاء رد فعـل البنـوك المركزيـة قويـاً إزاء ضعـف النشـاط الاقتصـادي، فعلـى مـدار عـام 2019، قـام العديـد منهـا بتخفيـض أسـعار الفائـدة، بمـا فـي ذلـك بنـك الاحتياطـي الفيدرالـي الأمريكـي، والبنـك المركـزي الأوروبـي، وحالـت هـذه السياسـات دون حـدوث تباطـؤ اقتصـادي أكثـر عمقـا، حيـث عـززت أسـعار الفائـدة المنخفضـة والأوضـاع الماليـة المواتيـة مـن مشـتريات السـلع غيـر المعمـرة والخدمـات التـي لا تـزال تتمتـع بالصلابة. فيما سـاعد تنامـي مشـتريات السـلع غيـر المعمـرة والخدمـات علـى خلـق فـرص العمـل، وأدى ضيـق أسـواق العمـل، وارتفـاع الأجـور تدريجيـا، ورفـع مسـتوى المعيشـة إلـى تعزيـز ثقـة المسـتهلكين وإنفـاق الأسـر، والـذى بـدوره يدفـع عجلـة الإنتـاج ويدعـم النمـو الاقتصـادى.
ويتناول فصل "اتجاهات عالمية" المخاطر والفرص خلال عام 2020 على المستوى الدولي، وفي هذا الصدد، تمت الإشارة إلى "تحليلات أوكسـفورد" Oxford Analytica" التي أصدرت مؤخراً تحليـلاً يشـير إلـى أن المخاطـر تتركـز في 2020 على التجارة والجرائـم الإلكترونيـة وتنامـي تأثيـر ضعـف أداء قطـاع التصنيـع ليمتد إلى قطاع الخدمات، إلا أن التكنولوجيات الجديدة تمثل أملاً لمسـتقبل أفضل.
وأبرز التقرير في فصله الأول عدداً من النقاط المهمة تمثل النظرة المستقبلية للموقف الاقتصادي العالمي، فأوضح أن قطـاع التصنيـع يقـود الاقتصـاد العالمـي إلـى حالـة مـن الركـود أكثـر حـدة مقارنـة بالفتـرة الماضيـة، ويضـم قطـاع الخدمـات إليـه متأثـراً بضعـف التوظيـف ودرجـة الثقـة، وأن قـرارات منظمـة التجـارة العالميـة لتسـوية النزاعـات لـم تعـد ملزمـة وفقـدت قوتهـا، وأن الانتقـال مـن سياسـات التحريـر التجـاري إلـى الحمائيـة من شـأنه تحميـل التجـارة والاسـتثمار بتكاليـف باهظة.
في المقابل، توجد فرص أيضا كثيرة، فأول رحلة فضائية تجاريـة إلـى محطـة الفضاء الدوليـة ومهمة خدمة الأقمار الصناعية التجارية سـوف تتحقق قريبا، كما أن الاسـتثمار في الابتكار والتعليم يمكن أن يسهم جنباً إلى جنب الاصلاحات الهيكلية في رفع المسـتويات الإنتاجية، وتمهيـد الطريـق نحـو تحقيـق معـدلات نمـو أعلـى خلال العقـد الجديد.
وتعرض فصل "اتجاهات عالمية " للتوترات الجيو- سياسية عالمياً حيث تم استعراض التقرير السنوي "ويليـس تاويـرز واتسـون" و "تحليلات أكسفورد" المعنون "تقريـر اسـتطلاع المخاطـر السياسـية السـنوي"، وتعكـس نتائجـه الزيـادة المتناميـة والجوهريـة فـي الخسـائر الناجمـة عـن المخاطـر السياسـية، واعتمـد التقريـر علـى تنفيـذ دراسـة اسـتقصائية لعـدد 41 شـركة كبـرى غالبيتهـا مسـجلة ضمـن قائمـة شـركات "فوربـس العالميـة 500" حيـث تـم عقـد مقابلات متعمقـة مـع لجنـة مـن عشـرة مشـاركين فـي كل شـركة. وقـد غطـت الشـركات قطاعا عريضـا مـن الأنشـطة الإقتصاديـة، بمـا فـي ذلـك الطيـران والزراعـة والأغذيـة