مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، قالت الدكتورة فادية الديوان، المدير العام لمنظمة المرأة العربية بالقاهرة، إن دعوة الدكتور أحمد الطيب لتجديد الفكر الديني خطوة غاية في الشجاعة، تتطلب منا تقديم الشكر لشيخ الأزهر، مشيرة إلى أن البشرية اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للقيم المدنية والروحية التى ينشرها الدين وذلك لمعالجة الخلل الحاصل بين التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع وقلق الإنسان الوجودي.
الدين يطمئن ويرشّد السلوك البشري
وأضافت الديوان، في كلمتها بمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، أن الدين يمكن أن يطمئن ويرشّد السلوك البشري بحيث يبقى الإنسان مسيطراً على قدراته الفكرية والعلمية فلا تجره إلى فائض قوة قد يؤدي بالبشرية إلى الهلاك.
مؤتمر الأزهر العالمي
وأشارت إلى أنه إذا تمَّ هذا التجديد المأمول في الفكر الديني الإسلامي وفي الفكر الدينيى المسيحي أيضاً، تكون مؤسسات الأديان قد تقدمت إلى وسط الطريق.
ودعت إلى تبني عدة عوامل لفتح حوار لتجديد الفكر الديني، ومن أهمها: التكيف مع المكان والزمان، وملاقاة الأديان الأخرى، وفتح حوار واسع بين الشعوب والثقافات والحضارات، وإعادة تموضع البشر في ضوء الاختراعات التكنولوجية المتقدمة والاكتشافات العلمية لاسيما منها تلك المتعلقة بالجينات البشرية، بالإضافة إلى التطور الاقتصادي الذي زادت معه الفجوات بين الشعوب وبين الأسر والأفراد، والتجاذب بين منظومة حقوقية عالمية هي شرعة حقوق الإنسان والتعاليم الدينية.
وشددت على أن تصاعد الفكر المتطرف والإرهاب المتلبس بالدين، مشوها لسمعته هو العامل الأقوى في الدعوة إلى تكثيف اللقاءات وفتح الحوارات والسعي لتجديد الفكر الديني.
مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي
وأكدت أن الإسلام هو دين الرحمة والتكافل، وأنه كان رائدًا في وضع آليات للتكافل قبل عقود من ظهور فكرة العدالة الاجتماعية، وكان سباقاً في وضع آلية لمساهمة المؤمنين في حياة الجماعة عبر قاعدة الزكاة وذلك قبل ظهور فكرة ضريبة الدخل المدنية.
ودعت إلى ضرورة التجديد في الفكر الديني الإسلامي والفكر الديني المسيحي، لأن البشر توَّاقون إلى قيم روحية وأخلاقية ومدنية متينة تساعدهم في مواجهة تحديات هذا الزمن.