ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماع المجموعة الإقتصادية بحضور محافظ البنك المركزي، وعدد من الوزراء والمسئولين.
وخلال الإجتماع، عرضت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الإقتصادية تقريراً حول "آثار فيروس كورونا على الإقتصاد العالمي والإقتصاد المصري والسيناريوهات المحتملة وآليات التعامل معه"، مُشيرة إلى أن الأزمة الحالية وتداعياتها تأتي في توقيت سيئ للغاية للإقتصاد العالمي في ضوء العديد من المتغيرات الإقتصادية والسياسية.
ولفتت الوزيرة إلى أن اتساع بؤرة خطر انتشار الفيروس من الصين إلى جميع دول العالم أثر سلباً على سلاسل التوريد، والسياحة، وحركة الطيران، والسفر والتجارة والشحن، وانعكست سلباً بانخفاضات وتذبذب الأسواق المالية بالإضافة إلي تراجع أسعار النفط الى أدنى مستوياتها منذ 2014، ومن المحتمل أن تتطور المخاطر الإقتصادية إلى مخاطر مالية إذا لم تستجب الحكومات بما فيه الكفاية.
وأضافت الوزيرة، أنه في ضوء الوتيرة السريعة لإنتقال العدوى إلى دول إضافية، فإن التعافي السريع لم يعد من التوقعات المحتملة، منوهة في الوقت نفسه إلى عدم كفاية تأثير السياسات النقدية لعلاج الأزمة الحالية، بل يجب أن تمتد لتشمل سياسات حكومية لتعزيز قطاع الرعاية الصحية وتمويل سلسلة الإمداد والإقراض المصرفي والسيولة.
وتناول عرض وزيرة التخطيط "الآثار الاقتصادية العالمية الفعلية والمحتملة لتفشي فيروس كورونا"، والتوقعات بشأن معدلات النمو الإقتصادي العالمي قبله وبعده، فضلاً عن آثار وانعكاسات فيروس كورونا المستجد على كل من توقعات حركة التجارة العالمية، وعلى تدفقات صافي الاستثمار الأجنبي المباشر العالمية، وعلى أسعار النفط والغاز العالمية، وعلى الأسواق المالية العالمية.
وخلال اجتماع المجموعة الإقتصادية سلطت وزيرة التخطيط الضوء على الإجراءات والحزم التحفيزية الإقتصادية التي اتخذتها بعض دول العالم لمواجهة تداعيات انتشار وباء كورونا، موضحة أن هناك دولاً اتخذت إجراءات نقدية ومالية في ذات الوقت، ودولاً أخرى اتخذت إجراءات مالية فقط أو نقدية فقط.
وعرضت الوزيرة "تحليلاً لمجالات التأثر الرئيسية في الإقتصاد المصري بسبب الفيروس والسيناريوهات المحتملة"، لافتة إلى الآثار المحتملة على مصر سواء على معدلات النمو الاقتصادي، والتضخم، والتدفقات النقدية الأجنبية، والسياحة، وحركة الطيران، والصادرات، وقناة السويس، وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، وبورصة تداول الأوراق المالية، والتأثير المتوقع على سلاسل التوريد.
وخلال الاجتماع استعرض طارق عامر، محافظ البنك المركزي "آليات التعامل المقترحة لمواجهة التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا على الاقتصاد المصري"، والتي تضمنت إجراءات تم اتخاذها بالفعل من قبل البنك المركزي والتي تتعلق بتيسير الحصول على الخدمات المصرفية من خلال قيام البنوك بشكل فوري بإتاحة الحدود الائتمانية اللازمة لمقابلة تمويل العمليات الاستيرادية للسلع الأساسية والاستراتيجية بما يضمن تلبية طلبات الشركات المستوردة لها وعلى وجه الخصوص السلع الغذائية لتغطية احتياجات الأسواق، وإتاحة الحدود الائتمانية اللازمة لتمويل رأس المال العامل وبالأخص صرف رواتب العاملين بالشركات، ودراسة ومتابعة القطاعات الأكثر تأثراً بانتشار الفيروس ووضع خطط لدعم الشركات العاملة بها، وكذا تأجيل الاستحقاقات الائتمانية للشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لمدة 6 أشهر، وعدم تطبيق عوائد وغرامات إضافية على التأخر في السداد، ووضع خطط عاجلة لزيادة الحدود الائتمانية مع البنوك الخارجية بما يضمن استمرار توفير التمويل اللازم لعمليات التجارة الخارجية.
وفيما يخص الإجراءات المتعلقة بالعمليات المصرفية التي تم اتخاذها بالفعل من قبل البنك المركزي، لفت محافظ البنك إلي أنها شملت استمرار عمل مراكز الاتصال لدى البنوك للرد على استفسارات العملاء، والتغذية الفورية لماكينات الصراف الآلي واجراء الصيانة الدورية لها والتواصل مع شركات نقل الأموال لضمان استمرارية العمل، والاحتفاظ بإيداعات العملاء لتكوين احتياطات كبيرة من البنكنوت لدى شبكة الفروع ومركز النقد الخاصة بهم، والعمل على استبدال المسحوبات النقدية بالمبالغ الكبيرة بتحويلات أو شيكات مصرفية مع إعفاء العملاء من المصروفات البنكية المترتبة على ذلك، وإلغاء الرسوم والعمولات المطبقة على رسوم نقاط البيع والسحب من الصرافات الآلية والمحافظ الالكترونية لمدة 6 أشهر، وزيادة الحدود اليومية للتعامل ببطاقات الخصم والائتمان، وحث العملاء على تنفيذ المعاملات البنكية من خلال القنوات الالكترونية والبطاقات بدلا من التعاملات النقدية.
وفي هذا الصدد لفت محافظ البنك المركزي إلى أنه يتم التحرك بشكل سريع وعاجل لمواجهة الأزمة، بحيث يتم اعتماد سياسة مالية ونقدية توسعية والنظر في تقديم حزمة تحفيزية.
وأشار محافظ البنك المركزي إلى القرار المهم الذي اتخذته لجنة السياسات النقدية في اجتماعها الاستثنائي اليوم بتخفيض معدل الفائدة بواقع 3%، مؤكداً أن هذا القرار يهدف إلى دعم النشاط الاقتصادي بكافة القطاعات وأنه أخذ في اعتباره التوقعات المستقبلية للتضخم.
وخلال الاجتماع، أكد رئيس الوزراء على أن الحكومة تعمل على حزمة من الإجراءات التي سيتم الإعلان عنها في القريب العاجل، والتي تستهدف تحفيز النشاط الاقتصادي، وتفادي الآثار السلبية لانتشار فيروس كورونا على أداء الاقتصاد بكافة قطاعاته، بما في ذلك بعض الإجراءات التي ستسهم في تنشيط البورصة المصرية.
وأضاف رئيس الوزراء أن الزيادة التي سوف تشهدها موازنة الخطة الاستثمارية للعام المالي القادم ستكون غير مسبوقة، وسوف تسهم هي الأخرى في تعزيز الإجراءات التحفيزية وتقليل الآثار السلبية الناجمة عن فيروس كورونا.