يعرف الاضطراب الاكتئابي المستمر كأحد الأنواع المزمنة من الاكتئاب طويل الأجل، وفيه يفقد المريض الاهتمام بالأنشطة اليومية العادية، كما يشعر بفقدان الأمل وقلة الإنتاجية كما ينخفض مستوى ثقته بنفسه، وينتابه الشعور العام بعدم الكفاءة في أداء مهام عمله الروتينية الطبيعية.
بماذا يعرف الاضطراب الاكتئاب المستمر
يقول موقع "Mayo Clinic"، إن تلك المشاعر قد تدوم لأعوام، وقد تتداخل بشكل كبير في علاقات الفرد بمحيطه من أفراد وتجمعات، وفي حال عانى الفرد من الاضطراب الاكتئابي المستمر فسيجد صعوبة بأن يكون متفائلا بشكل عام حتى ومع حضوره لمختلف المناسبات السعيدة، كما قد يصفه البعض بكونه ذا شخصية كئيبة كثيرة الشكوى وغير مؤهلة للمرح بشكل عام.
وأوضح الموقع أنه وبالرغم من أن ذلك الاضطراب الاكتئابي ليس شديدا مثل الاكتئاب الشديد، بينما يعاني مريض ذلك المرض من اكتئاب المزاج الخفيف أو المتوسط أو الشديد، كما أنه ونظرا لطبيعة مريض الاكتئاب المزمن، فقد يكون التأقلم مع أعراض الاكتئاب تحديا بالنسبة له، ولكن يصف عدد من الأطباء المزج ما بين الأدوية والعلاج عبر الحديث للطبيب الطرق الفعاله للنجاة من تلك الحالة.
أعراض مريض الاكتئاب المستمر
تأتي أعراض الاضطراب الاكتئابي المستمر وتذهب خلال سنوات، كما يمكنها التغير في كثافة المرض مع الوقت، ولكن الأعراض لا تختفي عادة لأكثر من شهرين مستمرين، وقد يحدث معه نوبات اكتئاب كبيرة وقد تكون مستمر، وهو ما يُسمى بالاكتئاب المزدوج، وتكون أبرز أعراضه هي:
- فقدان الاهتمام بإجراء الأنشطة اليومية.
- انخفاض النشاط والفعالية والإنتاجية.
- الشعور بالخمول أو الحزن وكذا اليأس.
- الإرهاق والافتقار الدائم للطاقة.
- انخفاض مستوى الثقة بالنفس وجلد الذات والشعور بالعجز.
- يعاني المريض من مشاكل متعلقه بالتركيز وصعوبة في اتخاذ القرارات.
- تجنب الأنشطة الاجتماعية والعصبية أو الغضب الشديد.
- الشعور بالذنب الدائم أو القلق من الماضي.
- انخفاض الشهية أو النهم كما يعاني مشكلات في النوم.
- وفي حالات الأطفال يعاني المريض من المزاج المكتئب والعصبية في كثير من الأحيان.
أسباب الإصابة بالاكتئاب المستمر
لا يعرف سبب دقيق لتلك الأعراض، ولكن تنتج الإصابة بذلك المرض عن أحد الأسباب الآتية:
- كيمياء الدماغ: يعاني المريض من خلل في الناقلات العصبية بالدماغ والمواد الكيميائية المتواجدة في المخ، ومرجح أنها تلعب دورا كبيرا في الإصابة بالاكتئاب، حيث تشير الأبحاث التي عرضها الموقع إلى أن التغيُّرات بوظيفة الناقلات العصبية واختلاف تأثيرها يؤدى للحفاظ على استقرار الحالة المزاجية والتي تلعب دورا هاما في علاج المريض.
- الاختلافات البيولوجية: يلاحظ على الأشخاص المصابين بالاضطراب الاكتئابي المستمر تغييرات جسدية بالدماغ، وهي لا تزال غير مؤكده ولكن تساعد في تحديد الأسباب بنهاية التشخيص.
- الصفات الوراثية: يظهر مريض الاكتئاب الاضطرابي المستمر أكثر ما بين الأشخاص الذين يعاني أقربائهم من تلك الحالة، فيما يعمل العلماء حاليا للتوصل لأسباب ذلك الاكتئاب.
- أحداث الحياة: وتعمل الأحداث الصادمة مثل خسارة الأحباء أو الوقوع بمشكلات مالية وارتفاع مستوى التوتر على تحفيز الاضطراب الاكتئابي المستمر لبعض الأشخاص.
عوامل الخطر
غالبا يبدأ مرض الاضطراب الاكتئابي المستمر خلال سن مبكر في الطفولة أو سنوات المراهقة والبلوغ، ويكون مزمنا، فيما تعمل بعض العوامل على تحفيزه واستمراريته مثل:
- إصابة أحد أقارب المريض من الدرجة الأولى بالاضطراب الاكتئابي الحاد أو الاضطرابات الاكتئابية الأخرى.
- الأحداث الحياتية السيئة التي قد تسبب ضغطا لدى الشخص مثل موت شخص عزيز أو مواجهة مشكلات مالية.
- السمات الشخصية السلبية مثل انخفاض مستوى الثقة بالنفس والاعتماد على النفس كثيرا والنقد الذاتي والتشاؤم.
تتمثل مضاعفات المرض في:
- تردي نوعية الحياة بالنسبة للمريض.
- الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق والاضطرابات المزاجية الأخرى.
- تعاطي مواد مخدرة.
- وجود مشكلات عائلية أو عدم قدرة الشخص على تكوين العلاقات.
- وجود مشكلات في بيئة العمل أو المدرسة وكذا انخفاض إنتاجية المريض.
- الألم المزمن للمريض وإصابته بعلل طبية عامة.
- ورود أفكار وسلوكيات انتحارية بشكل ملح من حين لآخر.
- اضطرابات في الشخصية وغيرها من اضطرابات الصحة العقلية.
متى يجب عليك زيارة الطبيب
حال استمرت تلك الأعراض والمشاعر لفترة طويلة، فقد يعتقد الشخص أنها باتت جزءا دائما في حياته، ولكن إذا كان يشعر بأعراض اكتئاب مستمر فيجب عليه استشارة الطبيب، وطلب المساعدة المباشرة من اختصاصيين بالصحة العقلية، وفي حال تردد الشخص في رؤية الاختصاصي، فيمكنه التواصل مع شخص يكون قادرًا على مساعدته وإرشاده في العلاج، مثل الصديق أو المعلم أو قائد ديني أو شخص يثق به.
طريقة الوقاية من المرض
أوضح الموقع أنه وحتى الآن لا توجد طريقة مؤكدة وفعالة للوقاية من الإصابة بالاضطراب الاكتئابي المستمر، ولكن في كثير من الأحيان تعزز التفرقة في تربية الأبناء منذ سن الطفولة وحتى المراهقة خطر الإصابة بالمرض، ما قد يساعد في تلقي العلاج بشكل مبكر، كما عرض الموقع عدد من الاستراتيجيات التي تساعد بدرء الأعراض مثل:
- اتخاذ خطوات في إدارة التوتر وزيادة الرجوعية وتعزيز تقدير الذات.
- يجب على المريض التواصل مع عائلته وأصدقائه خصوصا في أوقات الأزمات للمساعدة في الصمود أمام الصعوبات.
- ضرورة الحصول على علاج في حال الظهور المبكر للمرض للمساعدة في عدم تفاقم الأعراض.
- يجب الحصول على علاج طويل الأمد للمساعدة في منع حدوث انتكاسة بالأعراض.