منذ أكثر من 20 عامًا، حدد طبيب ألماني يُدعى كارل وندلريش، درجة حرارة الجسم الطبيعية للإنسان عند 37 درجة مئوية، وظل ذلك المستوى بمثابة مقياس موثوق في تقييم صحة المريض.
وأوضحت الدراسة والتي نشرها موقع "سكاي نيوز"، أنه وفي عام 2017 كشفت أحدى التجارب التي أجريت على بريطانيا، وشملت عينة ضخمة ضمت 35 ألف مشارك، بأن متوسط حرارة الجسم أقل من 36.6 مئوية، وفي الولايات المتحدة أظهرت دراسة طبية بأن حرارة الجسم وسط المواطنين في ولاية كاليفورنيا، وبمناطق أخرى قاربت الـ 36.3 درجة مئوية.
وقال أحد الباحثين في جامعة كاليفورنيا "سانتا بابرا"، مايكل غورفن، إنه وفي أقل من 20 عاما لاحظنا تراجع بحرارة الجسم بمعادلات انخفاض وتم تسجيل ذلك كما حدث في الولايات المتحدة منذ ما يقرب القرنين من الزمان.
ومؤخرا، توصلت نتائج أحد الدراسات، والتي استندت على 18 ألف عينة تخص ما يقرب 5500 شخص بالولايات المتحدة، بأن الدراسة لم تستطع أن تحدد الأسباب الدقيقة المؤدية لهبوط بدرجة حرارة الجسم، وهذا ما يؤكد حدوث تغيير فيزيولوجي على جسم الإنسان.
ورجح بعض الباحثين أن تكون الحرارة انخفضت كون الجسم أصبح أقل إصابة بالعدوى من ذي قبل، بفضل تطور النظافة ونقاء المياة وتوفر لقاحات وعلاجات طبية.
وأوضحت الدراسة أن الجسد وعندما يظل سليما فإنه يعمل بشكل أقل على محاربة العدوى خاصة، ومع المضادات الحيوية التي لعبت دورا هاما في تقصير مدة وحدة الأمراض
من جانبهم، أكد عدد من الخبراء بأن الطقس يعد عامل مؤثر أيضا في ذلك، لأن جسم الإنسان يتأقلم مع محيطه، سواء في فصل الشتاء أو الصيف، بينما لم يؤيد تلك الفرضية الكثيرون، حيث إنه وفي حالة قبائل الأمازون فنمط حياة الناس لم يطرأ عليه تغيير كبير.
ولم يستخدم سكان تلك القبائل معدات مثل التكييف أو التدفئة حتى يؤثر ذلك على درجة حرارة أجسامهم، وهو ما يعني بأن الهبوط بحرارة الجسم لازال لغزا حقيقيا يحير الباحثين والأطباء.