يوجد كثير من المعوقات التي تقف حجر عثرة في سبيل تقدم الطفل ورقيه وتكامله في المرحلة الابتدائية جسديا وعقليا وتحصيليا ونفسياً ووجدانيا واجتماعيا، وتعد الغيرة من التفرقة في المعاملة بين التلاميذ من أكثر المعوقات شيوعا في المدرسة والمنزل، وتفضيل المدرس طفل على طفل آخر، وستوضح السطور القادمة الغيرة من التفرقة في المعاملة بين التلاميذ.
كشفت كلير فهيم اختصاصية علم النفس، أن التفرقة في المعاملة بين التلاميذ في المدرسة لاعتبارات شخصية أو من الإخوة في المنزل للتفرقة' العنصرية' أو النوعية بين الصبيان والبنات، حيث يعامل بعض الآباء والأمهات الولد على أنه عنصر أرقي من عنصر الأنثى التي تكون مغلوبة على أمرها باستمرار فتكره أخاها المفضل عليها دائما، خصوصا وهي تسمع عن المساواة حالياً في المعاملات بين الذكر والأنثى.
الغيرة من التفرقة في المعاملة بين التلاميذ
وأكدت 'فهيم' في كتابها 'المدرسة والأسرة والصحة النفسية لأبنائنا'، أن الغيرة تنتج أيضا من الإفراط في رعاية الصغير على حساب الكبير الذي قد يتعرض القسوة في المعاملة، وأن حرمان الطفل من العطف والرعاية ومن المصروف الشخصي أو من الأصدقاء، كلها أوضاع تؤدي إلى التمرد النفسي بالأعمال والتأخر المدرسي، وأحيانا تنحرف متغلغلة في العقل الباطن إلى نوع من الاحتجاج يظهر في الإصابة أحيانا بمرض التبول اللااردي.
الغيرة من التفرقة في المعاملة بين التلاميذ
وأضافت أن حالات التبول اللااردي التي قامت بعلاجها كانت جميعها نتيجة عامل الغيرة والإحساس بالحرمان من العطف والرعاية النفسية، وفي هذه الحالات توجه الأم إلى ضرورة إشباع الحاجات النفسية للطفل وعدم تجاهله ولا سيما بعد ولادة طفل جديد حيث يتحول كل الاهتمام إلى هذا الضيف الجديد الأمر الذي يؤدي إلى إحساس الطفل الأول بالحرمان والإهمال، فتكون النتيجة ظهور التبول اللااردي، ويصاحب ذلك عادة التأخر في التحصيل الدراسي.
الغيرة من التفرقة في المعاملة بين التلاميذ
وبينت فهيم، أن التفرقة في المعاملة بين التلاميذ في المدرسة يؤدي إلى إحساس الطفل بالظلم وعدم العدل في المعاملة، فتنبت جذور الغيرة في الأطفال وهو شعور مؤلم يشعر صاحبه بعدم الرضي والحقد على الآخرين والإحساس الدائم بأنه مظلوم، ومن هنا تبدأ أعراض الاضطرابات النفسية التي تعوق نموه النفسي وتحصيله الدراسي وتزداد هذه الاضطرابات مع مرور الزمن ما لم تعالج فور ظهورها.