ما إن أعلن عدد من الشركات المصنعة للقاحات الخاصة بفيروس كورونا حتى تهافت عليها الدول الأجنبية الكبرى لتوفير اللقاحات لنسبة 70% من مواطنيها، وهو رقم مبالغ فيه للغاية، بينما تركت تلك الشركات باقي الدول الفقيرة والنامية دون إعطاء مواطنيها اللقاحات كما حصلت عليها الدول الأجنبية على رأسها بريطانيا وأمريكا.
من جانبه، يقول الدكتور عبدالهادي مصباح، استشاري المناعة والتحاليل الطبية، إن مصنعي الدول المساعده في تصنيع اللقاحات ومن قامت بالصرف على الأبحاث الخاصة بتلك الشركات دائما ما يحصلون على النسبة الأكبر من اللقاحات حال تم توزيع اللقاحات على المواطنين.
وأضاف 'مصباح'، في تصريح لـ'أهل مصر'، أن تلك الدول تقوم بتوجيه اللقاحات التي حصلت عليها إلى الأفراد الأكثر تعرضا للخطر في المجتمع مثل الأطباء والعاملين بالمجال الرعاية الصحية وكبار السن، خاصة أنه في أوروبا وأمريكا لديهم نسب عالية من تلك المجموعات المريضة.
الدكتور عبدالهادي مصباح
وأوضح أن السيناريوهات التي من المتوقع حدوثها خلال الفترة القليلة المقبلة أبرزها اشتراك مصر ضمن أحد أقسام منظمة الصحة العالمية والمعنية بتوفير اللقاحات والتطعيمات الوبائية بشكل عادل بين مواطنيها، حيث يحق لكل دولة الحصول على نسبة 20% من اللقاحات بناءً على عدد السكان من أجل التطعيم.
وأكد أنه وفي حال تقرر ذلك من قبل منظمة الصحة العالمية فخلال العام القادم سيتم توفير اللقاحات لكافة الدول بتلك الطريقة المتبعة ونسبة الـ20%، كما أنه ومن المتوقع أن يصل التطعيم إلى ما يقرب من 70%.
وأشار إلى أنه ومن الأفضل أن تحصل مصر على ترخيص بتصنيع اللقاح والتطعيم على الأراضي المصرية دون التصدير لدول الخارج، حيث إنه وفي حال تقرر ذلك فستنجح مصر في إنتاج عدد كبير من اللقاحات في فترة زمنية ليست بالكبيرة، مع الألتزام بعدم تصدير تلك اللقاحات لدول الخارج: 'هنعمل نسبة تغطي البلد ولكن منديش لحد تاني'.
وألفت إلى أنه لا يجوز الثقة بشكل كبير في التطعيمات التي تم الإعلان عنها مؤخرا بنسبة الـ100%، إلا بعد مرور عام على الأقل من ظهورها وتطعيم المواطنين بها، قائلا: 'غير كده لا يجوز الحديث بأن التطعيمات آمنة بنسبة 100% لأن هناك تطعيمات لها أثار بعيدة المدي ممكن ظهرها مستقبلا'.
وتابع: 'مش شرط ان لقاح فايزر أو بيوتنيك كل الدول تاخد منه، وفيه 6 لقاحات منهم اللقاح الروسي والصيني دخلوا حيز الموافقة، والصين وحدها تملك أكثر من 4 لقاحات دخلت للمراحل السريرية وتنتظر الموافقة عليها دوليا، بخلاف وجود 23 لقاح موجودين بالمرحلة الثالثة من التجارب'.