قبل عام من الآن، بدأ ملايين الأشخاص في الصين حياتهم تحت إغلاق عام، بينما كانت الولايات المتحدة تسجل أولى حالات الإصابة بالفيروس التاجي، ولم يكن معروفا الكثير عن العدوى التي كانت تنتشر بسرعة كبيرة عبر الحدود والمحيطات.
وقطع الخبراء منذ ذلك الحين، خطوات كبيرة في فهم الفيروس وكيفية حماية العالم منه، وكان هذا بالتوازي مع تطوير العديد من اللقاحات وترخيصها بسرعة قياسية، ولكن مع اقتراب العالم من 100 مليون حالة، أثيرت مجموعة جديدة من الأسئلة حول تطور الفيروس الذي يمكن أن يبطئ التقدم الذي تم إحرازه من أجل القضاء على الوباء.
وأحد هذه الأسئلة هو مدى فعالية اللقاحات الحالية ضد هذه الإصدارات المعدلة من الفيروس، الذي ظهر في البداية في بريطانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل والولايات المتحدة، إذ كشفت الأدلة أنها معدية بصورة أكثر من النسخة الأصلية.
وحذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها مؤخرًا من أن النوع الذي تم اكتشافه لأول مرة في بريطانيا قد يصبح المصدر المهيمن للعدوى في الولايات المتحدة بحلول شهر مارس، ومن المرجح جدًا أن يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الحالات والوفيات.
ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" عثر على هذه النسخة المتطورة في 22 ولاية على الأقل بأمريكا، وقالت جامعة ميشيغان، مساء السبت، إنها علقت جميع الأنشطة الرياضية بعد اكتشاف عدة حالات من المتغير بين أشخاص مرتبطين بقسم الرياضة.
وأثار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، القلق عندما قال في مؤتمر صحفي، إن السلالة الجديدة، التي تم العثور عليها لأول مرة في بلاده قد يكون مرتبطًا أيضًا باحتمال زيادة أعداد الوفيات، في الوقت نفسه حث مستشاروه العلميون على ضبط النفس في تفسير الأدلة الأولية.
وقال الدكتور فرانسيس إس كولينز، مدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، على قناة MSNBC يوم السبت، إن السلالة الجديدة قد تؤدي إلى زيادة الوفيات في بريطانيا لمجرد أنه أكثر عدوى من النسخة القديمة، وتنتشر بسرعة كبيرة لدرجة أنه أثر سلبًا على النظام الصحي البريطاني.
وأشار الدكتور كولينز، إلى دراسة تسلط الضوء على أن لقاحي Pfizer وModerna يصمدان أمام السلالة الجديدة البريطانية، لكنه قال إن الأخرى التي تم العثور عليه لأول مرة في جنوب إفريقيا، وأطلق عليها اسم "B.1.351" تثير القلق بشكل أكبر.
وتابع بأن هذه السلالة تأثيرها يزيد قلق بشأن استجابة اللقاح، مضيفًا، أن لحسن الحظ لم تظهر حتى هذه اللحظة في الولايات المتحدة، ولكن لن يفاجئهم إذا ظهرت.
وتُظهر الدراسات التي نُشرت الأسبوع الماضي أن السلالات الأخيرة وتحديدًا التي رصدت في جنوب إفريقيا لا تتأثر كثيرًا بالأجسام المضادة الناتجة عن العدوى الطبيعية أو اللقاحات التي تنتجها شركة Pfizer-BioNTech و Moderna، في سياق متصل حذر الخبراء، أن من الصعب تحديث اللقاحات باستمرار لتتماشى مع تطور فيروس كورونا.