"سخام البرك".. كيف شكلت حكايات الخوارق عقول الأطفال؟

أمنا الغولة
أمنا الغولة

يميل الأطفال إلى الحكايات الشعبية، خاصة حكايات الخوارق، والتى ينتصر فيها الخير على الشر، فالطفل يتوحد مع بطل الحكاية القوى ومن نماذج هذه الحكايات، حكايات الساحرات، وستوضح السطور القادمة حكايات الخوارق وتعديل السلوك.

يكشف الدكتور كمال الدين حسين، أستاذ الأدب والدراسات الشعبية بكلية رياض الأطفال جامعة عين شمس، أن للحكايات الشعبية دورًا بارزًا فى التعبير عن الصراعات النفسية المختلفة، والتى يتعرض لها الإنسان طوال رحلة حياته، خاصة من الطفولة إلى البلوغ، والتى تظهر وتمتلئ بها حكايات الخوارق، فقد أثبتت الأبحاث التى أُجريت على الفتيات من (10 -12 عاماً) إلى ميل الفتيات إلى الحكايات الشعبية البسيطة ذات النهايات السعيدة، حتى ولو بدأت هذه الحكاية بإشاعة جو من "الرعب" من خلال التهديد الذى يتعرض له الطفل البطل، إلاأنها تنتنهى بالضحك.

وأضاف حسين فى كتابه أدب الأطفال، أن الفتيات يفضلن الحكايات التى تدور حول قسوة الوالدين خاصة الأمهات، ومن نماذج هذه الحكايات، حكاية الساحرات، أوالأمهات الساحرات، أوزوجات الأب اللاتى يقطعن رؤوس وأجساد أطفالهن ويطهوها على الموقد، ويقدمونها لباقى أفراد العائلة للغذاء، كما فى حكاية العصفور الأخضر، وتلجأ الشخصية الرئيسية هنا لقدرتها السحرية على الهرب، إما بالموت الانتقالى "الجمال النائم" وإما بقتل الأم الساحرة لتهرب، وفى أى حال فإن الانتصار على الساحرة الأم القاسية، يمثل انتصارًا عظيمًا.

وأكد حسين أن الأبحاث التى أجريت على الفتيات (من10-12 عاماً) يعبرن عما يجيش فى صدورهن من مخاوف وإثارة تجاه التحول لعالم البالغين، والتعامل مع الحكايات الخرافية تساعدهن على تطوير مفهوم القوة فى التعامل مع التحديات البيولوجية الجديدة وتشجع على التواصل الشفاهى وتنمية مهارات التعبير.

وأبرز القصص التى يشتهر بها تراثنا المصري أمنا الغولة، وأبو رجل مسلوخة، وجنية البحر، وحكاية أمنا الغولة تتناقل الروايات أنها ظهرت في عهد الفراعنة، وأن ضحاياها سبعة أطفال، لكن ذكراها ظلت مصدر رعب للأطفال عبر الأجيال، ولم تقتصر دلالة أمنا الغولة على اختطاف الأطفال في عهد الفراعنة، بل أصبح اسمها رمزًا للشر أو"سوء الحظ" والعدوان من خلال بعض المصطلحات منها: "سخام البرك، وسخام الطين، وتشير للمعبودة المصرية القديمة "سخمت".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً