ترتجف قليلاً حينما تسمع عن حادث قتل أليم، ولكن لا يعلم أحد شيئاً عن الآثار المترتبة حول هذا الحادث، حيث تفتح أبوابه لأسرار ربما لا ينجو كثير ممن يعرفها، ففي ليلة من ليال الشتاء القارص، شهدت منطقة قصر النيل، حادثة قتل أليمة نتج عنها أربع جثث منهم فنانة شهيرة هي شقة ذكري، الفنانة التونسية، فلا تزال الأريكة التي رقدت المطربة الراحلة 'ذكرى' عليها وهي ترتدى 'ترنج' أبيض اللون جثة هامدة والدماء تغطى كل جسدها، وتحتضن 'مخدة' صغيرة اخترقتها عدة طلقات شاهدة علي الحدث.
شقة ذكرى 3
وبعد عشرين شهر من وقوع المذبحة الدامية عادت آثار الجريمة تطل برأسها من جديد في شقة ذكرى، وذلك عبر بلاغ تقدم به محمد شقيق أيمن السويدى إلى نيابة قصر النيل طلب فيه الإذن بفتح الشقة مسرح الجريمة، بعد شكوي من وجود أشياء غريبة بالشقة، بالرغم من إغلاقها بالشمع الأحمر!.
شقة ذكرى 2
سمع الضباط المكلفون بالحادثة عند صعودهم علي درجات السلم، رجاء حراس العقار بضرورة فتح راديو بالشقة على إذاعة القرآن الكريم، لأن الشقة يحدث بها أشياء غريبة ومخيفة، فسألهم أحد الضباط بفضول عما يحدث تقول إن مصعد العقار يتوقف كلما أعلنت الساعة الخامسة فجرًا وهو نفس موعد ارتكاب الجريمة، عند الطابق الثانى وهو نفس الطابق الذي توجد فيه شقة 'ذكرى' و'أيمن السويدى'، وهو طابق ليس به شقق أخرى سوي تلك الشقة، فمن الذى يستدعي المصعد إلى الطابق الثانى؟؟.
شقة ذكرى
يقص الضابط المكلف بالتحقيق أنه بمجرد دخوله إلى مسرح الجريمة، اكتشف أن المكان لم يتم تنظيفه من آثار الدماء منذ يوم وقوع الحادث،حيث كانت دماء الضحايا تلطخ جدران الصالة وأرض المكان والأثاث، وتذكر الضابط القصة الأكثر دهشة عند وقوفه بالصالة، وهو سماع أصوات شجار تصدر من داخل الشقة عند منتصف كل ليلة وبعدها.
تنطلق بعدها صرخات أشبه بصرخات 'القطط' فى العراك لمدة خمس دقائق فقط، هذه الأصوات يسمعها حراس العقار المكلفون وردية الليل، وبالرغم من كون أغلب سكان 'سرايا السلطان' من الأجانب، ولكن البعض بالفعل شكى لرئيس اتحاد الملاك من سماعهم أصوات غريبة من بعد منتصف الليل وعند الفجر تأتيهم من الطابق الثانى، ولكنه هدأ روعهم بأنها ربما تكون صادرة من طابق آخر.
وانتشر رجال القوة ليتفقدوا ما يبحثون عنه، ولكنهم صدموا عندما عرفوا الحقيقة وهي عدم ضياع أي شيء من الشقة، وذلك لأن البلاغ كان أن هناك شباك ينفتح فجأة كل يوم بلا سبب وهو شباك غرفة نوم 'ذكرى'، إذا فلم يفتحه لص كما كانوا يتصوروا، فمن الذى فتح الشباك فجأة؟، خاصة وأنه حدثت معاينة للشباك جيدًا، ولم يكن به أى آثار لفتحه من خارج الشقة، أي أن الشباك انفتح من داخل الشقة!.
وقص حارس أمن مكلف بحراسة سرايا السلطان أنه فى وردية الليل سمع ذات ليلة أصوات 'عراك قطط' تنطلق من الطابق الثانى، فنظر لزميله الذى يشاركه الوردية في رعب، ليصرفوا نظرهم إلى المصعد فاكتشف إنه متوقف في الطابق الثاني، ولم تمضى ثوانى حتى سمع هو وزميله أصوات غريبة، خاصة صوت ارتطام ضعيف يأتي من خارج باب العقار، وبالفعل غادروا العقار مهرولين من الفزع المصحوب بالقلق في أن يكون هناك لص يحاول دخول العقار.
وخرج الحارس مع زميله إلى الشارع فلم يجدوا شيئا، وحين قرروا العودة إلى أماكنهم داخل العمارة، قبل أن يدخلوا من باب سرايا السلطان رفعوا رأسهم لأعلى حيث الطابق الثانى ليكتشفوا أن شباك غرفة نوم 'ذكرى' مفتوح وأحجار صغيرة تتطاير منه، وكل ذلك يؤكد أن هناك أشياء غريبة تحدث داخل الشقة رقم 112 من عمارة سرايا السلطان كل ليلة.