كشف الفايتنامي فام ثي تاي ثونج، والذي يعمل باحثًا في جامعة بكين، في مقال نشرته صحيفة 'ذا ديبلومات'، عن تفاصيل صراع مدينته التاريخية مع فيروس كورونا الذي كاد أن يقضي على قطاع السياحة العريض، قبل أن تتعافى المدينة اقتصاديًا من الموجة الأولى.
ويحكي ثونج، أنه تقدم لوظيفة جديدة في وكالة استشارات تعليمية، لأن فيروس كورونا كشف مدى خطورة العمل في صناعة السياحة في هذا الوقت، حيث نصحته ابنة عمه دينه كوي تشي، بأن يغير مشواره المهني، أثناء كلامهما في مدينة 'هوي أن'، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو والتي تبعد حوالي 30 كيلومترًا من 'دان انج' أحدث مركز لانتشار الفيروس فيتنام.
مدينة هوي ان
مدينة هوي ان
وذكر الفايتنامي، أن ابنة عمه نشأت في مدينة 'هوي آن'، وكانت تعمل في المدينة لمدة عامين تقريبًا في قطاع السياحة، قبل أن يتم تسريحها بسبب وباء كورونا، مثل العديد من العمال المحليين الذين فقدوا وظائفهم.
وتابع: 'كانت مدينة 'Hoi An'، مع تاريخها الممتد 400 عام والتي تمتزج بالثقافة الصينية، واليابانية، وكذلك الفيتنامية، وهي مقصد سياحي دائم لأي زائر يأتي إلى فيتنام'.
5 مليون زائر وتقدر عائدات السياحة بـ191 مليون دولار
وفي نفس السياق أكد: يوز فيتنام 5 مليون سائح، وتقدر عائدات السياحة بها بـ191 مليون دولار، ومع ذلك، قلب وباء كورونا الاقتصاد رأسًا على عقب، حيث بعد انتشاره في جميع أنحاء العالم، أعلنت الحكومة الفيتنامية فرض التعليق المؤقت لدخول جميع الرعايا الأجانب'.
وقال: 'تسبب حظر السفر في خسائر لا تُحصى للشركات المحلية، ويبلغ متوسط الإيجار في البلدة القديمة حوالي 4 آلاف دولار، ومع هذه الإيجارات المرتفعة وعدم وجود سياح، فضل الكثير من التجار غلق متاجرهم ما دفعهم إلى الإفلاس وأصبح السكان المحليين مثل ابنة عمتي عاطلين عن العمل'.
مدينة هوي ان
وأشار إلى أن السياحة الفيتنامية عانت بشدة، بسبب فيروس كورونا والتي بلغ عدد الوافدين إلى البلاد في مارس العام الجاري 450 ألفا فقط، بانخفاض قدره 63.8٪ عن الشهر السابق، وفي بداية شهر يونيو، ظل الوضع الوبائي في فيتنام تحت السيطرة بفضل نموذج احتواء فعال ومنخفض التكلفة، والذي صنع بالفعل اسمًا لنفسه في جميع أنحاء العالم، وأنقذ قطاع السياحة.
وأوضح: 'كانت وزارات الثقافة والرياضة والسياحة الفيتنامية، أصدرت الخطة رقم 1749 لإطلاق برنامج 'الشعب الفيتنامي يزور فيتنام'، اعتبارًا من 1 يونيو2020، بهدف تحفيز السياحة المحلية، لتعود الحيوية مجددًا للمدينة السياحية هوي آن.
أكمل: 'كما صدرت الفنادق والمواقع السياحية ووكالات السفر عددًا كبيرًا من العروض والتخفيضات على أمل جذب الزوار المحليين إلى المدينة، وفي عطلات نهاية الأسبوع، ورد أن المدينة التاريخية زارها حوالي سائح فيتنامي'.
أعرب عن حزنه قائلاً: 'لسوء الحظ، جاءت الموجة الثانية من وباء كورونا في 25 يوليو الماضي، مما أدى لإلغاء جماعي للحجوزات في هوي آن، لتعود مدينة الأشباح مرة أخرى'.
مدينة هوي ان
وأشاد الفتنامي بأداء الحكومة: 'مع عدم وجود وفيات بسبب فيروس كورونا، اكتسبت فيتنام بلا شك سمعة طيبة في التعامل مع الوباء، لتتصدر البلاد عناوين الأخبار بعد احتوائها الموجة الأولى، ومن المحتمل جدًا أن يكون نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد لعام 2020 بحوالي 4.8 في وفقًا لتوقعات بنك التنمية الآسيوي، وهو الأفضل في جنوب شرق آسيا'.
مدينة هوي ان
وتابع: 'الآن جاءت الموجة ثانية، ومع الثقة في الخبرة التي اكتسبتها حتى الآن، تستجيب الحكومة الفيتنامية على الفور بإجراءات صارمة، ومع ذلك، فإن السؤال الكبير الذي يجب الإجابة عنه، فقط حول كيفية احتواء الفيروس؟ ولكن كيفية معالجة الخسائر الاقتصادية الفادحة المنتظرة؟'.
وأكمل: 'وضع البلاد تحت هذه الإجراءات الصارمة مرة أخرى يعني زيادة الإفلاس والديون والبطالة، كما أشار تقرير نُشر مؤخرًا من البنك الدولي، وستخضع المدينة القديمة لإجراءات صارمة من تباعد اجتماعي وإغلاق بدءًا من 31 يوليو الماضي، مما جعل مستقبل الكثير من السكان المحليين قاتم'.