كشفت دراسة حديثة، أجرتها جامعة جوام أن بذور السيكاس، الأصغر سنًا تشكل خطرًا عند تناولها، مقارنة بالبذور الأكثر نضجًا، مما يقرب المجتمع العلمي خطوة واحدة من فهم أصول مرض التنكس العصبي الذي انتشر في مدينة جوام إبان الحرب العالمية الثانية، وفقًا لموقع 'نيوز ميديكال لايف ساينس' الطبي.
وشغل انتشار المرض غير المفهوم اهتمام الكثيرين في العقود الأخيرة، ليتضح أن السيكاسيات كانت المصدر له، التي أثرت على من مجموعتين من الأمراض المعروفتين فقط وهما؛ مرض عصبي نادر يسمى التصلب الجانبي الضموري المتقطع وALS.
وخرج سكان جوام من الحرب العالمية الثانية، مصابون بالمرض التنكسي، وتم وصف الارتفاع غير المسبوق في حالات الإصابة في جوام أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وأشار علم الأوبئة بقوة إلى سبب بيئي.
بذور السيكاس السامة
وعانى سكان الجزيرة من الاحتلال في زمن الحرب بداية من عام 1941 إلى عام 1944، الأمر الذي أدى إلى انتشار سوء التغذية، وزيادة الاعتماد على مصادر الغذاء غير الزراعية، مثل البذور من السيكاس الأصلي في جوام، والمعروف باسم 'Cycas micronesica' من قبل علماء النبات و 'fadang' في لغتهم المحلية.
من جانبه قال كريستوفر شو، عالم الأعصاب، وأستاذ طب وجراحة العيون بجامعة كولومبيا البريطانية وأحد مؤلفي الدراسة: 'كان الاعتماد المتزايد على بذور السيكاس كمصدر للنشا الغذائي خلال سنوات الاحتلال، أحد الأسباب المقترحة للزيادة السريعة للمرض'.
كان شو يدرس هذه الظاهرة بنشاط منذ أكثر من 20 عامًا، ولقد حدد تاريخ البحث الطبي الممتد على مدى 70 عامًا العديد من السموم الموجودة في أنسجة السيكاس التي كانت تستخدم كطعام في الجزيرة.