مركز استراتيجي عبري: السادات قائد ذكي وهزيمة إسرائيل حتمية حتى لو علمنا موعد الحرب

هزيمة اسرائيل في حرب اكتوبر
هزيمة اسرائيل في حرب اكتوبر

قال مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية، في تقرير نشر عبر موقعه الإلكتروني، إن حرب أكتوبر فشل استخباراتي كبير، ولا تزال رسالتان ترنان عشية الذكرى السنوية لحرب يوم الغفران، يتعلق أحدهما بخطورة الفشل الاستخباراتي في ذلك الوقت، والأخرى بوعود القيادة بتعلم الدروس وجاهزية الجيش الإسرائيلي لأي سيناريو.

تابع: عندما يتم تلخيص الفشل في عدم وجود تحذير استخباراتي بشكل أساسي، فمن السهل إصدار وعود بتشخيصه ومعالجته بطريقة تمنع تكراره في المستقبل، لكن نظرة متعمقة على الحرب تظهر أن أسباب الفشل الذريع تجاوز فشل الاستخبارات الإسرائيلية.

أكمل: منذ بداية حرب يوم الغفران، خدم القيادة العليا للجيش الإسرائيلي التأكيد المبالغ فيه على فشل المخابرات، عندما ساعدت في إمكانية الإنكار والتستر على العديد من أوجه القصور التي تم الكشف عنها في الاستعداد العام للجيش للحرب، والأهم من ذلك كله نظرة خاطئة منهجية للقيود السياسية والتغييرات التي حدثت في مسارح القتال.

حرب 6 اكتوبرحرب 6 اكتوبر

وكشف المركز الاستراتيجي، أن عند تحليل القيود السياسية، كان على هيئة الأركان العامة، تحديد التوتر بين رغبتها في توجيه ضربة استباقية والظروف السياسية التي جعلت مثل هذه الخطوة شبه مستحيلة، وبدلاً من ذلك، أدى التثبيت المفاهيمي إلى أوجه قصور خطيرة في كل من الخطط العملياتية وحشد القوات، ونتيجة لذلك، تم نشر القوات الجوية والبرية عند اندلاع حرب السادس من أكتوبر، في وضع دفاعي معيب.

أكمل: بحلول الوقت الذي توقف فيه القتال، كان من الملائم للجميع أن يعتقد أنه لو تم إعطاء تحذير مسبق فقط وتم حشد تجهيز الجيش الإسرائيلي للقتال قبل يومين أو ثلاثة أيام، فإن الأيام الأولى من الحرب كانت ستسير بشكل مختلف، ربما كان هذا صحيحًا فيما يتعلق بالجبهة السورية ولكن ليس الجبهة المصرية، حيث حرض الرئيس أنور السادات على تغيير استراتيجي ثوري في نهج الحرب ودور الهجوم.

أستطرد: عندما ظهر المدى الكامل لهزيمة الجيش الإسرائيلي بعد أيام قليلة من القتال، تحطمت قيادته العسكرية، أثبتت عقيدة الجيش الإسرائيلي العملياتية وأساليب القتال، في الجو وعلى الأرض، أنها غير مناسبة لتحركات مصر المبتكرة، في مواجهة تقدم مشاة هائل مليء بالصواريخ المضادة للدبابات، ويفتقر إلى غطاء مدفعي مناسب، وفقدت القوات المدرعة الإسرائيلية الزخم الساحق للهجوم الآلي، ضد البطاريات المضادة للطائرات المصرية بصواريخها المتطورة، وخسرت القوات الجوية الإسرائيلية تفوقها وفعاليتها التشغيلية.

أكد المركز، أن الميجور جنرال 'احتياط' جاكي إيفن يروي، في كتابه ' At the Center of Gravity' ، الذي كان وقتها يخدم في الحرب كنائب لقائد فرقة أرييل شارون، موضحًا، الأزمة التي سببتها الهجمات المضادة الفاشلة في 8 و 9 أكتوبر، وأن هذا الفشل ذهب أبعد من تلك المفاجأة الاستخباراتية، حتى أن الرواية تشير إلى أنه حتى لو تم إرسال تحذير استخباراتي في الوقت المناسب وتم نشر قوات الجيش الإسرائيلي على جبهة سيناء مسبقًا بأمر معركة مخطط له بالكامل ، فربما لم يكن القتال في الساعات الأولي قد سار على نحو أفضل بل بالعكس ربما كان أسوأ.

حرب 6 اكتوبرحرب 6 اكتوبر

سلط المركز الضوء على دراسة جديدة أعدها القسم التاريخي لهيئة الأركان العامة تركز، على مسؤولية الجنرال موتي هود، الذي نفذ المناورة الجوية عام 1967 واحتفظ بقيادة سلاح الجو الإسرائيلي حتى مايو 1973، وعن إخفاقاته خلال الحرب.

أوضح المركز، أن الخطط العملياتية للقوات الجوية تجاهلت، تغييرات كبيرة حدثت في مصر، كان من المفترض أن يؤدي النشر المكثف لبطاريات الصواريخ أرض-جو المصرية على طول جبهة قناة السويس منذ حرب الاستنزاف '1969-70' إلى إعادة التفكير في التوقعات المبالغ فيها بأن القوات الجوية يمكن أن تساعد في صد هجوم مصري مستقبلي.

أكمل المركز، أن في تقييم للوضع في 19 أبريل 1973، وجه سؤال إلى رئيس الأركان ديفيد إلعازار هود، عن الإجراءات الاحترازية التي يجب اتخاذها لردع العدو عن شن حرب، وكان رد هود: 'لاستغلال الميزة التي تكمن في القوة الجوية، والتي ستمنحنا قدرًا من الردع كما نريد، يمكننا بعد ذلك تغطية النقص في الدبابات في سيناء عن طريق تكوين مظلة جوية، ويمكن للقوات الجوية أن تتصدى لمدة 24 ساعة لأي جسر يحاول الجيش المصري إقامته'.

حرب 6 اكتوبرحرب 6 اكتوبر

ختم المركز تقريره: في الواقع، كان وعي السادات على وجه التحديد بقوة الردع الإسرائيلي هو الذي دفعه إلى صياغة مخطط مختلف للحرب، وكان مدركًا تمامًا عدم استعداد الجيش المصري، للقوات الجوية والمدرعات الإسرائيلية، لذلك عدل استراتيجيته الحربية وفقًا للقيود الأساسية لجيشه، وهنا حدث التحول الاستراتيجي؛ أي إدراك السادات أن مصر لا تستطيع استعادة شبه جزيرة سيناء من خلال هجوم شامل، واختياره بدلاً من ذلك لهدف محدود كان في متناول القوات المسلحة المصرية؛ تقويض مفهوم الأمن الإسرائيلي من خلال إثارة الزخم الذي من شأنه أن ينتج واقعًا جديدًا.

WhatsApp
Telegram